حزب بارزاني: تصريحات رئيس برلمان حزب طالباني لا تخدم إلا أعداء الشعب الكردي

المتحدث باسمه لـ «الشرق الأوسط»: نحن أحرص منه على التحالف الشيعي ـ الكردي

TT

أثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس المجلس المركزي (البرلمان الحزبي) للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني لـ«الشرق الأوسط» في عددها الصادر أول من أمس عاصفة من الانتقادات الشديدة في الأوساط السياسية، بينما أثارت دهشة الكثير من المراقبين والأوساط الشعبية التي باتت تقلق على مستقبل العلاقة التحالفية بين الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق.

لكن المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني أكد أن «ما صدر عن السيد عادل مراد لا يمثل رأي الاتحاد الوطني، ولذلك فإن العلاقة الاستراتيجية بين الحزبين لن تتأثر بهذه التصريحات التي لا تخدم إلا أعداء الشعب الكردي». وقال جعفر إبراهيم إيمينكي المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للحزب في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» إنه «رغم أننا لم نرِد أن نعلق على تصريحات السيد عادل مراد رئيس المجلس المركزي للاتحاد الوطني، ولكن مع قراءتنا لتصريحاته وجدنا فيها تناقضات كثيرة يفترض أن نرد عليها، فتلك التصريحات حوت تحليلات خاطئة لا تنسجم مع روح التحالف الاستراتيجي القائم بين حزبينا، فما قاله لا يعكس روحية تعاطي القيادة السياسية للجانبين، وخصوصا الزعيمين بارزاني وطالباني، مع الأزمة الحالية في العراق، وهي أزمة سياسية جدية وحقيقية بامتياز، وهذه الأزمة لم تصنع في كردستان، ولم نكن أساسا طرفا فيها منذ البداية، ولكن سياسات السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالتفرد والابتعاد عن التوافقات الوطنية جرتنا إليها جرا، فهذه الأزمة تتمحور حاليا حول مصير ومستقبل العملية الديمقراطية في العراق، التي نسعى إلى تصحيح مسارها وتخليصها من براثن سياسات التفرد والتوجه نحو الديكتاتورية التي ستجر البلاد إلى صراعات سياسية مدمرة».

وأضاف: «هذه الأزمة العنيفة التي نتجت جراء محاولات المالكي التفرد وإقصاء وتهميش بقية القيادات والكتل العراقية، وخطورة تداعياتها المستقبلية، دعت الرئيس مسعود بارزاني إلى أن يرفع صوته ضد سياسة المالكي، كما أن الرئيس طالباني أيضا أبدى عبر الكثير من مواقفه رفضه لهذه السياسة وبأساليب مختلفة، ولذلك فإن الواجب يستدعي من الزعيمين أن يعترضا على سياسة تسير بالعراق وعمليتها السياسية والديمقراطية نحو الهاوية». وأوضح المتحدث أن «موقف الحزب الديمقراطي يلقى دعما من أكثرية القوى الكردستانية التي ترى أن المالكي يسير فعلا نحو التفرد والديكتاتورية، ولذلك نحن ما زلنا نعمل على عملية سحب الثقة، ولا تهمنا تخريجات السيد عادل مراد وتناقضاته الغريبة والعجيبة بتصريحاته الأخيرة، فهو إما أنه لا يعرف الأمور وما وصلت إليه الأزمة، وإما أنه يعلم بذلك ولكنْ لديه أهداف أخرى يسعى إليها لإضعاف التحالف الاستراتيجي بين حزبينا، وهو تحالف مطلوب وملح جماهيريا في كردستان، وعليه رغم أننا متأكدون أن تصريحات السيد مراد لا تمثل سوى وجهة نظره الشخصية، وأنها ليست بالضرورة تعبر عن موقف قيادة الاتحاد الوطني، نؤكد أن مثل هذه التصريحات وفي هذا الوقت بالذات ستضر بالمصلحة الكردية العليا، وهي لا تخدم في المحصلة سوى أعداء شعبنا المتربصين بإضعاف الدور الكردي في العراق».

وبسؤاله حول الشق المتعلق من تصريحات عادل مراد بشأن تشديده على التحالف الشيعي الكردي، قال إيمينكي: «نحن أحرص من السيد مراد على هذا التحالف، ونرفض تخريجاته بهذا الشأن ووصفنا كأننا ضد الشيعة، نحن لدينا علاقات تاريخية مع الإخوة الشيعة ومع حزب الدعوة أيضا، وناضلنا معا خلال سنوات طويلة ضد الديكتاتورية في العراق، وكانوا معنا في جهد الإطاحة بالنظام الديكتاتوري لصدام حسين، وشاركونا في بناء العراق الديمقراطي الجديد، ولذلك نحن لسنا ضد الشيعة ولا حزب الدعوة، بل ضد سياسات المالكي المدمرة للعملية السياسية. وأود أن أذكر السيد مراد بأن الجبهة الحالية التي يقودها الرئيس بارزاني تضم قوى شيعية وسنية كثيرة ترفض معنا النهج الديكتاتوري والتفرد بالسلطة وتهميش الآخرين، ومن يذرف الدموع على مستقبل العلاقة مع الشيعة أو مع أي مكون آخر في العراق، يجب عليه أن يعرف أن في السياسة ثوابت ومتغيرات، فمن الثوابت التي نقرها ونتمسك بها هي العلاقة الأخوية مع جميع الأطراف الشيعية والسنية وغيرها من التي تتلاقى مواقفها معنا برفض الديكتاتورية والنهج التفردي. نحن نقول ونكرر بأن العملية الديمقراطية في العراق تتعرض للخطر بسبب سياسات التفرد والتسلط من قبل السيد رئيس الوزراء نوري المالكي، ولدينا فرصة أخيرة لتقويم المسار الديمقراطي في العراق لكي لا يبتلى بلدنا بالديكتاتورية مرة أخرى».

وحول مصير التحالف الاستراتيجي على ضوء تصريحات رئيس المجلس المركزي للاتحاد الوطني قال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني: «التحالف الاستراتيجي كان مطلبا شعبيا، وضرورة حتمية لتعزيز الدور الكردي في العراق، فكما كنا نحن بحاجة إلى هذا التحالف، بالقدر نفسه كان الاتحاد الوطني بحاجة إليه، أما ما أشار إليه السيد مراد حول إقامة تحالفات سياسية جديدة بديلة، فنحن لم ولن نعترض على أي حزب يغير تحالفاته، ولكننا في هذه المرحلة نشدد ونؤكد تمسكنا بالتحالف الاستراتيجي بين حزبينا لأننا مطمئنون بأن موقف السيد مراد لا يعبر بالضرورة عن موقف زعيم وقيادة الاتحاد الوطني، كما أن الشعب يريد استمرار هذا التحالف».