مظاهرات في باماكو تطالب «بتحرير» الشمال من المتشددين

الاتحاد الأوروبي «مصدوم» إزاء تدمير المعالم التاريخية في مالي ويدعو لحمايتها

رجل يحمل لافتة كتب عليها «لا لمزيد من الحوار، الجيش يجب أن يسير إلى المقدمة»، خلال مظاهرة باماكو أمس (أ.ب)
TT

تظاهر آلاف الماليين الغاضبين، ومعظمهم من شمال البلاد، أمس، في باماكو واعتصموا مطالبين «بتحرير» تلك المنطقة الشاسعة التي تحتلها منذ أكثر من ثلاثة أشهر حركات مسلحة يسيطر عليها المتشددون. وقال عمر مايغا مسؤول جمعية شبان منحدرين من شمال البلاد دعت إلى الاعتصام: «إذا لم يشأ الجيش أن يخوض الحرب فليعطنا وسائل لتحرير أراضينا!. إننا نطلب تحرير بلادنا».

وقال بعض المتظاهرين الذين قارب عددهم الألفين «نريد أسلحة لتحرير الشمال». وبدأت المظاهرة على الرغم من هطول المطر في وقت مبكر في ساحة الاستقلال وسط المدينة، واستمرت حتى الظهر تحت المظلات يحيط بها كثير من رجال الشرطة والدرك. وتعاني مالي من أزمة شديدة منذ انقلاب 22 مارس (آذار) الذي أطاح بالرئيس حمادو توماني توري وسرع بسقوط الشمال بين أيدي عدة حركات مسلحة بما فيها «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» و«أنصار الدين» وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. ولم تتمكن السلطات الانتقالية التي تشكلت بعد انسحاب الانقلابيين، من وضع حد لاحتلال المناطق الإدارية الثلاث في الشمال وهي كيدال وغاو وتمبكتو.

وعزز الإسلاميون سيطرتهم على الأرض عبر هزيمة حليفتهم السابقة الحركة الوطنية لتحرير أزواد، التي تقود تمرد الطوارق وطردها من غاو (شمال شرق) في 27 يونيو (حزيران) بعد معارك عنيفة مع «التوحيد والجهاد» أسفرت عن مقتل 35 شخصا على الأقل، ثم إجبارها على الانسحاب من تمبكتو في اليوم التالي بأوامر من أنصار الدين، بحسب شهود.

وصدم عناصر أنصار الدين مالي والعالم مؤخرا عبر تدمير سبعة مزارات لأولياء مسلمين من تمبكتو من أصل 16، وبوابة تابعة لأحد المساجد الثلاثة التاريخية في المدينة التي صنفتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي المهدد في 28 يونيو. وأبدى الاتحاد الأوروبي أمس «صدمته الشديدة» حيال هدم أضرحة ومساجد اعتبره عملا «وحشيا ومجانيا» في مدينة تمبكتو وطالب بحمايتها. وقالت منسقة العلاقات خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان إنها تشعر «بصدمة شديدة جراء التدمير الوحشي والمجاني للأضرحة وأماكن العبادة في تمبكتو». وأضاف البيان أن آشتون «تدين عمليات التدمير التي تمثل محاولة متعمدة لتدمير جزء قديم ثمين جدا من التراث الديني والثقافي ليس ملكا للشعب المالي وحسب وإنما للعالم أجمع». وأوضحت آشتون أن «مواقع الصلاة المقدسة هذه التي أدرجت على لائحة التراث العالمي لليونيسكو ينبغي أن تحظى بحماية اعتبارا من الآن من أجل الأجيال المقبلة».

وأراد الماليون الغاضبون المشاركون في مظاهرة أمس توجيه «رسالة قوية إلى السلطات لإنقاذ مالي والنسيج الاجتماعي المهدد بقوة. الخطابات والرحلات لن تحل مشاكل مالي، المطلوب تحركات ملموسة»، بينما أكدت فطومة مايغا رئيسة منظمة نسائية غير حكومية مالية من أجل السلام. في إعلان يفترض تسليمه إلى رئيس الوزراء الانتقالي شيخ موديبو ديارا أن مواطني الشمال «يعلنون إدانتهم بأقسى العبارات لزرع الألغام في تربتنا وتدنيس الأضرحة وتدمير المزارات». وطالبوا «بتفعيل الرافعة العسكرية فورا لاستعادة المناطق المحتلة» و«بإشراك المجتمع الدولي من أجل وقف فوري للمعارك وعمليات الانتقام ضد الناس والممتلكات».