الأميركيون يحتفلون بعيد استقلالهم في حذر

بسبب وصية بن لادن عن هجمات إرهابية

TT

رغم عدم وجود معلومات مسبقة عن هجوم إرهابي يوم عيد الاستقلال الأميركي، اتخذت السلطات الأميركية إجراءات حذرة توقعا لهجوم أو هجمات. وأشارت الأجهزة الأمنية إلى أن الوثائق التي عثر عليها في المنزل الذي قتل فيه أسامة بن لادن، زعيم منظمة القاعدة، فيها إشارات للقيام بأعمال إرهابية «في أيام الاحتفالات الأميركية».

وأمس، شملت الاحتياطات يقظة وسط القوات الجوية المسلحة لإرسال طائراتها إلى السماء، ووسط شرطة مكافحة الإرهاب، والشرطة المحلية.

وقال تلفزيون «سي إن إن» إنه رغم التأكيدات استعدت الجهات الأمنية لحالة استنفار أمني وشددت الإجراءات الأمنية، خاصة في كل من نيويورك وواشنطن، المدينتين الأكثر تضررا في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.

وقالت: إنه أشارت مستندات عثر عليها في مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بعد مقتله على يد قوة كوماندوز أميركية في باكستان في مايو (أيار) في العام الماضي، إلى نية التنظيم شن هجمات كبيرة في الولايات المتحدة خلال المناسبات الاحتفالية، مثل أعياد الميلاد، وعيد الاستقلال.

في نفس الوقت، قالت السلطات الأمنية الاتحادية الأميركية إنها لم تحصل على معلومات استخباراتية موثوقة عن خطط لـ«القاعدة» للقيام بهجمات يوم عيد الاستقلال. لكنها أكدت أن السلطات الأمنية تراقب مراقبة محكمة.

ولم تستبعد السلطات الأميركية احتمال قيام شخص بمفرده، ما يعرف بوصف «الذئب الوحيد»، أي الذي يقوم بعمل إرهابي بمعزل عن الجماعات الإرهابية، وعن تنسيق مع آخرين.

وكان مسؤول أمني أميركي قال، قبل شهرين، لتلفزيون «سي إن إن» إن منظمة القاعدة تسعى لتجنيد كوادر على دراية بأهداف داخل الولايات المتحدة، وفي دول غربية أخرى. وحذر المسؤول من أن منظمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وعلى مدى العام الماضي، نمت بشكل أكبر وأقوى. وأنها أصبحت أكثر قدرة وتصميما على مهاجمة الولايات المتحدة. وكانت مصادر إخبارية أميركية نقلت بيانات أصدرها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في عدد من المنتديات الجهادية، عن حاجته لتوظيف كوادر جديدة في الغرب. وقالت هذه المصادر إن هذه البيانات أحدث مؤشرات على استمرار سعي التنظيم، الذي تعتبره أميركا الأخطر على أمنها، لجذب متأثرين بآيديولوجيته في الولايات المتحدة والدول الغربية.

وأمس، قال تلفزيون «إي بي سي» إن الأميركيين احتفلوا بعيد الاستقلال، «وعيونهم تتركز على الألعاب النارية، بينما يعمل رجال القانون على حمايتهم من تهديدات محتملة». ونقلت على لسان برات غاريت، مستشارها للشؤون الإرهابية، وكان يعمل في منصب قيادي في مكتب التحقيق الاتحادي (أف بي آي)، قوله: «توجد دائما مصادر للقلق خلال الأعياد الوطنية في الولايات المتحدة. لأن القيام بعمل إرهابي من جانب المتطرفين سيكون أكبر رمزا إذا حدث يوم عيد الاستقلال».

وقال إدوارد ديكسون، مدير مكتب الأمن في ولاية نيوجيرسي: «نحن ننسق مع جهات أخرى توقعا لهجمات إرهابية. نحن ننسق، بشكل كبير، مع مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي). ومع فرقة العمل السريع التابعة لوزارة الأمن في واشنطن. لكن، ليست هناك أدلة على وجود تهديدات محددة ضد مواطني ولاية نيوجيرسي». ومع ذلك، قال: «يجب أن نذكر مواطنينا والزائرين لولايتنا أن يكونوا يقظين، أن يكونوا حذرين، أن يكونوا واعين بالذي حولهم وبالجو الذي يحيط بهم، إذا رأوا ما يستدعي القلق. لكن، يجب ألا يكون القلق هو دافعنا الأول».

وأضاف: «أعتقد أن الجميع يعرفون ما هو النشاط المشبوه عندما يرونه. عندما يرون حقيبة من دون صاحبها، أو أجهزة مشبوهة. وفي هذه الحالات، يجب أن يتصلوا برقم الشرطة. يجب ألا يلهيهم ما يفعلون عن البقاء في حالة تأهب».