الأسد يتهم تركيا بأنها «شريك» في دماء السوريين.. وداود أوغلو يصفه بالكاذب

مصدر تركي لـ«الشرق الأوسط»: وجدنا جثتي الطيارين على أطراف المياه الإقليمية السورية

جندي تركي يقوم بجولة دورية على الحدود التركية - السورية بمحافظة هاتاي أمس (رويترز)
TT

حددت البحرية التركية أمس موقع جثتي قائدي الطائرة التي أسقطتها سوريا أواخر الشهر الماضي. وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن موقع الجثتين حدد في المياه الإقليمية السورية، لكن في نقطة تبعد 10.5 ميل بحري من الشاطئ السوري»، مشيرا إلى أن هذا يثبت صحة النظرية التركية التي تقول إن الطائرة أسقطت خلال وجودها في الأجواء الدولية، لكنها سقطت في المياه الإقليمية السورية. وأوضحت المصادر التركية أن المياه الإقليمية السورية قد تكون بعمق 12 ميلا بحريا كحد أقصى، وهذا يؤكد أن الطائرة التركية لم تكن قبالة الشاطئ السوري كما قالت سوريا، مما ينفي بشكل واضح ما تردد روسيا عن أن الطائرة التركية «استفزت» الدفاعات الجوية السورية.

وقالت قيادة القوات المسلحة التركية أمس إنها عثرت على جثتي قائدي الطائرة التي أسقطتها سوريا الشهر الماضي ومساعده في قاع البحر وإنها تعمل على انتشالهما. وقال الجيش في بيانه إن الطيارين هما الكابتن جوخان ارتان واللفتناننت حسن حسين اكسوي. ولم يحدد الجيش أين عثر على الجثتين لكن لم ترِد تقارير عن قفز الطيارين من الطائرة.

وكانت تقارير روسية نقلت عن مسؤول عسكري كبير القول إن الطائرة التركية التي أسقطتها دمشق مؤخرا كانت قد انتهكت المجال الجوي السوري مرتين لاختبار الدفاعات السورية المضادة للطائرات. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه أن الطائرة التركية «إف – 4» التي أسقطت في 22 يونيو (حزيران) الماضي كانت في مهمة لاختبار الاستعداد القتالي للدفاعات الجوية السورية وجمع معلومات استخباراتية حول الدفاعات البرية والبحرية. ووصف المسؤول ما قامت به تركيا بأنه «استفزاز واضح».

وكان قائد لواء «التحرير» في الجيش السوري الحر النقيب المظلي عمار الواوي، قد أكد لـ«الشرق الأوسط» يوم سقوط الطائرة أن هذه الطائرة قد أسقطت عبر القوات الروسية، مشيرا إلى أن الجيش السوري غير قادر على التعامل مع الطائرات الحديثة وإسقاطها.

وفي موقف لافت، اتهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأسد بـ«الكذب» في ما يتعلق بموضوع الطائرة. وقال داود أوغلو لصحيفة «وطن» التركية الصادرة أمس إن الأسد يكذب بهذا الشأن. ووصف تصريحات الأسد بأنها أكاذيب، وقال إنه لا يعتقد أن الرئيس السوري يشعر بأي نوع من الأسف. وأضاف: «إنه يكذب بالتأكيد. أما قوله إن أنظمة الدفاع الجوي السوري ليست قوية كما يدعي فهو كذبة فظة»، كما شدد على أن تركيا لديها سجلات تشير إلى أن القوات السورية لم تحذر طاقم الطائرة قبل إسقاطها.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال لصحيفة «جمهورييت» التركية في الجزء الثاني من مقابلة من 3 أجزاء إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جعل من تركيا شريكة في سفك الدماء في سوريا من خلال تدخلها في شؤون دمشق الداخلية وتقديمها دعما لوجيستيا لمقاتلي المعارضة. كما اتهم الأسد الزعيم التركي بأنه «بوجهين» لأنه ينفذ أجندة طائفية في المنطقة ويحاول إقناع دمشق بإجراء إصلاحات سياسية بينما يتجاهل القتل وقلة الديمقراطية في دول الخليج. ونقلت صحيفة «جمهوريت» عن الأسد قوله: «في ظل رغبته في التدخل في شؤوننا الداخلية للأسف في الفترة التالية جعل تركيا شريكة في كل الأعمال الدموية في سوريا». وأضاف: «قدمت تركيا كل أنواع الدعم اللوجيستي للإرهابيين الذين يقتلون شعبنا».