اشتباكات عنيفة في ريف دمشق وحمص وإدلب ودعوات للتظاهر في جمعة «حرب التحرير» الشعبية»

الجيش الحر يعلن عن تدمير لواء كامل في منطقة حسياء وإسقاط مروحية في حمص

عناصر من الجيش السوري الحر يقفون بسيارة تابعة لهم في منطقة سرمدا بإدلب أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

عشية انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس، صعّدت قوات الأمن السورية حملتها العسكرية في حمص وريف دمشق وإدلب. وبينما دعت قوى المعارضة السورية للتظاهر اليوم في جمعة «حرب التحرير الشعبية»، أفيد عن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في أكثر من منطقة في أنحاء سوريا وخاصة في حمص وحلب ودير الزور.

وقتل سبعون شخصا أمس غالبيتهم من المدنيين حيث تواصلت عمليات القصف والاشتباكات في مدن سورية عدة تركزت بشكل خاص في ريف دمشق وحمص ودرعا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن من بين القتلى 35 مدنيا، وتسعة مقاتلين أو جنود منشقين و26 جنديا نظاميا، كما أفاد بمقتل ثمانية مواطنين بينهم طفلة في ريف دمشق في اشتباكات وإطلاق نار في قرى داريا وحمورية وعربين ومسرابا والريحان.

وفي دمشق قتل مواطن برصاص قوات النظام في حي الميدان. وقتل ثمانية مواطنين في إدلب، بينهم أربعة في كمين في معرة النعمان، وامرأة وطفلة قتلتا في القصف في خان شيخون، واثنان في القصف في جسر الشغور أثناء عبورهما هربا على تركيا. وفي درعا، قتل ثمانية مواطنين بينهم طفلان وثلاث نساء، في ريف درعا والشجرة وكويا الشجرة والسماقية، في إطلاق نار وأعمال قصف.

وقال ناشطون إن مجزرة مروعة وقعت في بلجة مسرابا في مسرابا أول من أمس على أيدي القوات النظامية ذهب ضحيتها ثلاثة عشر شخصا ذبحا بالسكاكين من بينهم نساء ورجال كبار في السن، وفتاتان معاقتان عقليا. وذلك بعد قصف عنيف للبلدة واقتحامها ونهب وتدمير بعض البيوت.

وقتل في حلب أربعة مواطنين جراء القصف وإطلاق النار. وقتل في حماه طفل جراء القصف، وفي اللاذقية شاب في منطقة سلمى. وبين المرصد أن تسعة من المقاتلين والجنود المنشقين قتلوا أمس في القصف والاشتباكات مع القوات النظامية بينهم أربعة في حمص، وملازم في ريف درعا، ومقاتل في دير الزور، وجندي منشق في حلب، ومقاتل في مدينة حماه، ومقاتل على الحدود مع تركيا. كما قتل في الاشتباكات 26 جنديا نظاميا في إدلب ودير الزور وريف دمشق وحمص.

وفي حرستا بريف دمشق حذرت مصادر محلية من تحضيرات قوات الجيش النظامي والأمن لقصف عنيف للمدينة بالطيران، حيث قامت قوات النظام بالانسحاب بشكل كامل من حرستا ومن الحواجز داخل المدينة والبالغ عددها 23 حاجزا لا سيما في منطقة السيل ومنطقة الثانوية ومنطقة الفرن الآلي، وقالت المصادر إنه «أثناء الانسحاب قامت قوات النظام بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي في منطقة الثانوية مما أدى لمقتل الصيدلانية الشابة لبنى سنان أمام صيدليتها الموجودة في منطقة الثانوية وقامت قوات الأمن بخطف جثمانها» ويشار إلى أن آلافا نزحوا من مدينة دوما إلى مدينة حرستا.

وفي دمشق قتل مدني برصاص قوات النظام في حي الميدان. وقتل ثمانية مواطنين في إدلب، بينهم أربعة في كمين في معرة النعمان، وامرأة وطفلة قتلتا في القصف في خان شيخون، واثنان في القصف في جسر الشغور أثناء عبورهما هربا على تركيا. وفي درعا، قتل ثمانية مواطنين بينهم طفلان وثلاث نساء، في ريف درعا والشجرة وكويا الشجرة والسماقية، في إطلاق نار وأعمال قصف.

وأعلن «لواء سيف الحق ومجموعات القوه الضاربة في مدينه دمشق وريفها» وبالتنسيق مع «مكتب التنسيق العسكري للقيادة المشتركة في الجيش السوري الحر» القيام باقتحام اللواء 67 ومقره منطقة حسياء الواقع بين دمشق وحمص وهو اللواء الذي نفذ مجزرة الحولة، في عملية تمت بعد «شراء العقيد مفيد محمد رئيس قسم الهندسة والنقيب عابد قائد السرية والعقيد محمد خدام في نقل عناصر من اللواء إلى الجهة التي يريدها الجيش لضمان تنفيذ المهمة» بحسب البيان الذي قال إن الاقتحام أسفر عن «تدمير اللواء بالكامل ومستودعات الذخيرة.. وإعطاب 35 دبابة وعدد كبير من السيارات العسكرية ومقتل 31 جنديا وجرح 45 آخرين إصابات بالغة بينهم 6 ضباط قادة في اللواء وتدمير آبار الماء» ولم يتم التأكد من صحة هذه الأنباء التي رجح ناشطون صحتها.

وفي حمص أعلنت كتيبة ثوار بابا عمرو عن تمكنها من إسقاط طائرة مروحية تابعة للجيش النظامي وكانت تحلّق في سماء بابا عمرو، وقامت بقصف حي جوبر والسلطانية، وبث ناشطون فيديو يظهر سقوط الطائرة فوق محطة القطار والنار تشتعل فيها بعد سقوطها.

وفي حلب قتل أربعة مواطنين جراء القصف وإطلاق النار. وقتل في حماه طفل جراء القصف، وفي اللاذقية شاب في منطقة سلمى. وبين المرصد أن تسعة من المقاتلين والجنود المنشقين قتلوا أمس في القصف والاشتباكات مع القوات النظامية بينهم أربعة في حمص، وملازم في ريف درعا، ومقاتل في دير الزور، وجندي منشق في حلب، ومقاتل في مدينة حماه، ومقاتل على الحدود مع تركيا. كما قتل في الاشتباكات 26 جنديا نظاميا في إدلب ودير الزور وريف دمشق وحمص.

من جهته نفى سليم قباني، عضو لجان التنسيق المحلية في حمص، نفيا قاطعا ما كانت قد أوردته صحيفة «الوطن» السورية التابعة للنظام عن أن «الجيش ضيق الخناق على المسلحين وسيطر على حمص»، مؤكدا أن «النظام شبه فاقد السيطرة على مدينة حمص وريفها بحيث يسيطر عناصر الجيش السوري الحر على أحياء حمص القديمة وحي الحميدية وبعض أجزاء حي القصور وجورة الشياح والخالدية، وعلى القصير والرستن وتلبيسة في الريف». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن الحديث اليوم عن تصعيد عسكري ينتهجه النظام من خلال قصفه الأهالي والنازحين بالمروحيات والطيران العامودي»، واصفا الوضع بمدينة حمص بـ«السيئ للغاية» نتيجة الحملة «الوحشية والهمجية التي تستهدف المدنيين».

وتحدث قباني عن «أعداد كبيرة من الجرحى لا يمكن إسعافهم نتيجة محاصرة الجيش السوري وقوات الأمن لكل الأحياء واستقدام تعزيزات إضافية»، مشيرا إلى أنه قد «تم بتر أرجل وأيدي بعضهم لتعذر إسعافهم».

وأفاد عضو مجلس قيادة الثورة في الريف الدمشقي محمد السعيد، عن وقوع «مجزرة في بلدة مسرابا ذهب ضحيتها 18 شهيدا أغلبهم قضى ذبحا فيما قضى أحدهم حرقا وبينهم أفراد عائلة بكاملها»، وقال السعيد لـ«الشرق الأوسط»: «هذا وتم تهجير كل أهالي سكان مسربا وأحرقت معظم منازلهم».

وأوضح السعيد أن النظام سيطر على داخل دوما فيما تظل المعارك قائمة في المزارع المحيطة حيث ينتشر الجيش السوري الحر، لافتا إلى أن منطقة الغوطة الشرقية حيث يتمركز عدد كبير من النازحين تتعرض لقصف صاروخي عنيف.

وفي مدينة اللاذقية الساحلية، انفجرت عبوة ناسفة في شارع 8 آذار ما أدى إلى عدد من الجرحى، في وقت تعرضت مدينة اللطامنة في حماه، لقصف من قبل القوات النظامية فسمعت أصوات الانفجارات بالمدينة تترافق مع تحليق للمروحيات في سماء المدينة، بحسب المرصد.

بالمقابل، تحدثت صحيفة «الوطن» السورية التابعة للنظام عن أن «الجيش والقوى الأمنية تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من تحطيم العمود الفقري للإرهابيين في ريف دمشق وقتلت أعدادا كبيرة منهم واعتقلت عددا آخر وأوقعت العشرات منهم جرحى».

وأشارت «الوطن» إلى أن «الجيش والأجهزة الأمنية نفذا عمليات نوعية لاحقت خلالها فلول الإرهابيين في ريف دوما وبساتينها وصولا إلى القرى المحيطة مستندة على معلومات قدمها السكان للخلاص من الإرهاب وتهديد المسلحين وإعادة بسط سيادة الدولة والقانون».