الأردن: اعتقال ناشطين اعترضوا موكب رئيس الحكومة

«أمن الدولة» تفرج عن آخرين تسببوا في أعمال شغب في السلط

TT

اعتقلت الشرطة الأردنية في محافظة إربد، أمس، 17 ناشطا من الحراك الشبابي والشعبي في المحافظة، أثناء استخدام القوة في فض اعتصام نفذه عشرات الناشطين قرب جسر النعيمة على طريق عمان – إربد، للمطالبة برحيل الحكومة وحل مجلس النواب، بالتزامن مع زيارة لرئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة إلى بلدة الصريح القريبة من مكان الاعتصام، تلبية لدعوة غداء.

وبحسب شهود عيان، فإن الاعتصام كان على جانب الطريق، ولم يتسبب في إغلاق الشارع الذي مر منه موكب رئيس الوزراء، ورغم ذلك اعتدت الشرطة بالضرب على المعتصمين والصحافيين الموجودين لتغطية الاعتصام، واعتقلت 17 ناشطا قبل أن تفض الاعتصام بالقوة وتخلي المكان. وبعد عدة ساعات أفرجت الشرطة عن 15 منهم، وأبقت على اثنين قيد التحقيق حسب مصدر أمني. وأضاف المصدر أن الشخصين هما زياد دقامسة وعبيدة الشياب، والأول متهم بصدم سيارة شرطة بسيارته، واتهم الثاني بضرب شرطي على وجهه.

من جانبه، أكد الطراونة في معرض حديثه أثناء تلبيته دعوة النائب حسني الشياب في بلدة الصريح، أن الحكومة تؤكد حق الحراك السلمي الذي كفله الدستور. وعبر عن ارتياحه وشعوره بالطمأنينة لوجود الحشد الكبير الذي استقبله، مشيرا إلى أن هذه المجالس باتت تفتقد في دول الجوار في ظل الظروف المحيطة بنا، مستذكرا الأمن والأمان اللذين تنعم بهما المملكة الأردنية رغم الظروف الصعبة.

على صعيد متصل، أفرجت محكمة أمن الدولة الأردنية عن 5 موقوفين من أبناء مدينة السلط، على خلفية أحداث الشغب التي وقعت في المدينة مؤخرا. وبحسب مصدر قضائي فإن قرار التكفيل والإفراج هو نتاج الجهود مكثفة التي قادتها الجهات المختصة بالتعاون مع الفعاليات الأهلية والشعبية لاحتواء تطورات الأزمة في المدينة والتي تصاعدت حدتها على خلفية المطالبة بالإفراج عن أحد أعضاء التيار السلفي واعتقال مجموعة من أبناء المدينة ممن أثاروا أعمال عنف للمطالبة بالإفراج عن محكوم بالسجن.

إلى ذلك، أثمرت الجهود التي قادتها مجموعة من شخصيات مدينة السلط إلى عودة الهدوء للمدينة من خلال تشكيل لجنة تقصي حقائق تضم شخصيات وطنية أردنية وممثلي منظمات حقوقية مستقلة للوقوف على حقيقة ما جرى في المدينة. وطالب بيان صادر عن اللجنة التنسيقية لحراك السلط والبلقاء، الشباب بالتزام الهدوء وعدم اللجوء لأعمال تضر بالمدينة وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي في الأردن ومن ضمنهم المعتقلون من أبناء المدينة من التيار السلفي.

وكانت أعمال «شغب واحتجاج» قد تجددت في السلط، بعد أن شهدت منطقة العيزرية في المدينة تجمع عشرات الشبان، وإشعالهم إطارات مركبات وإغلاق الطريق، احتجاجا على ما قالوا إنه «تعرض أبناء المدينة لتعذيب وانتهاكات حقوقية»، خلال الأحداث التي شهدتها السلط قبل أيام.

وتشهد السلط منذ خمسة أيام أعمال شغب واحتجاجات صاخبة، للمطالبة بالإفراج عن المعتقل السلفي «محمد جميل عربيات»، والمحكوم بالسجن منذ 13 عاما، بعد إدانته بالمشاركة في اغتيال الدبلوماسي الأميركي في عمان لورنس فولي عام 2002. وشملت أعمال الشغب مساء أول من أمس مناطق العيزرية ووادي الريح وشارعي اليرموك والميدان، حيث أغلقها الشبان بالحجارة والحاويات والإطارات المشتعلة، وحاولوا الاعتداء على مبنى إدارة السير في المحافظة، إلا أن تدخل الأجهزة الأمنية وقوات الدرك حال دون وقوع ذلك.