ناشطون سودانيون يدعون إلى الخروج في مظاهرة «جمعة شذاذ الآفاق»

حركة معارضة مسلحة تناشد المواطنين مواصلة المعركة وقيادة الانتفاضة لإسقاط نظام البشير

TT

ناشدت الحركة الشعبية في شمال السودان الطلاب والشباب والنساء بمواصلة المعركة وقيادة الانتفاضة من أجل إقامة سودان جديد ديمقراطي، وجددت وقوفها مع المظاهرات السلمية لإسقاط نظام عمر البشير، في وقت دعا ناشطون على مواقع التواصل الخروج اليوم في جمعة سموها «جمعة شذاذ الآفاق» في رد على حديث سابق للرئيس عمر البشير وصف فيها المتظاهرين بشذاذ الآفاق. وتقول مصادر في الخرطوم إن الأجهزة الأمنية نشرت قواتها في الأيام الأخيرة حول مناطق متوقع منها خروج المظاهرات اليوم.

وحيا نائب رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، جماهير الشعب السوداني التي قال إنها واجهت من وصفهم بـ«طغمة المؤتمر الوطني الحاكم». وأضاف: «لقد أذهلتم سدنة النظام بوسائلكم البارعة في المقاومة وأنها لمعركة واحدة حتى النصر ضد الجلادين واستبدادهم فلنمض معا على طريق المزاوجة بين وسائل المقاومة وتحقيق التكامل بين أدوات النضال»، وقال إن فجر الحرية قريب شريطة أن يتجاوز الجميع أسباب الفرقة. وأضاف: «علينا تفويت الفرصة على سياسات المؤتمر الوطني القائمة على (فرق تسد) لتقصير الطريق إلى الديمقراطية والحرية»، معتبرا أن المؤتمر الوطني هو من بدأ الهجوم على الأطراف في جبال النوبة، دارفور، النيل الأزرق، المناصير في أقصى الشمال وشرق السودان. وقال: «ولكن تكشفت نوايا النظام الحقيقية وعداءه لكل جماهير الشعب السوداني سواء في المركز أو الأطراف»، مشيرا إلى أن الحكومة انقضت على المظاهرات السلمية في المدن ومصادرة الحريات.

وجدد الحلو مناشدة حركته للسودانيين للخروج والمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية وتطويرها لتتحقق الانتفاضة. وقال: «علينا أن نطور الانتفاضة وحركة الاحتجاجات التي اندلعت قبل أكثر من أسبوعين وألا تتوقف إلا بإسقاط النظام نهائيا وتصفيته». وأضاف: «نؤكد أننا مع الانتفاضة السلمية الجماهيرية الواسعة كوسيلة لإسقاط النظام الذي دفعنا لحمل السلاح للرد عليه بالمثل من أجل تحطيم عقليته المتعجرفة القائمة على القمع والقهر والعنف تجاه المواطنين العزل». وتابع: «نؤمن بالنضال السلمي وهو الطريق الأمثل لتحقيق التغيير والتحول الديمقراطي وأهداف الحكم الراشد من أجل الاستقرار والتنمية». وقال: «أكرر ما جاء في رسالة الرفيق مالك عقار رئيس الحركة الشعبية بأننا على استعداد لوقف إطلاق النار بمجرد سقوط النظام وإقامة آخر جديد عادل يمثل كل شعب السودان». وأضاف: «إننا نقول إن إسقاط النظام يمهد الطريق للسلام ويعني تحويل وتوظيف كل موارد البلاد لمصلحة ورفاهية المواطن وليس الصرف على الحرب».

من جهة أخرى، دعا ناشطون سودانيون في مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت المواطنين للخروج في مظاهرات احتجاجية اليوم تحت اسم «جمعة شذاذ الآفاق» ردا على حديث للرئيس عمر البشير وصف فيه من خرجوا في المظاهرات الاحتجاجية التي استمرت لأكثر من أسبوعين بشذاذ الآفاق، لأنهم رفضوا سياساته التقشفية الأخيرة، مما دفع المتظاهرين برفع سقف احتجاجاتهم من رفض السياسات الاقتصادية إلى إسقاط نظام البشير، وخرجت المظاهرات من جامعة الخرطوم أعرق الجامعات السودانية والتي لها تاريخ في تغيير الأنظمة العسكرية، وانتشرت المظاهرات بعدها في الأحياء السكنية في العاصمة والأقاليم، والأسبوع الماضي خرج السودانيون في مظاهرة أطلقوا عليها «جمعة لحس الكوع» ردا على دكتور نافع علي نافع مساعد البشير.

إلى ذلك، استأنف السودان وجنوب السودان أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مفاوضاتهما لحل الخلافات التي لا تزال تفسد علاقاتهما بعد سنة على الانفصال. وقال المتحدث باسم وفد الخرطوم عمر دهب إن الوفدين موجودان في أديس أبابا لاستئناف المحادثات، فيما أعرب رئيس وفد مفاوضات الجنوب باقان اموم عن تفاؤله بإحراز تقدم في هذه الجولة.

من جهتها، أبدت ممثلة الأمم المتحدة الخاصة إلى جنوب السودان هيلدا جونسون ثقتها في أن تؤتي المفاوضات ثمارها سريعا، وقد أمهلت الأمم المتحدة جوبا والخرطوم حتى الثاني من أغسطس (آب) لتسوية خلافاتهما، وقالت جونسون في نيروبي «لدي مزيد من الثقة أن الأمور تتحرك في الاتجاه الصحيح بسبب عوامل خارجية مثل ضغط المجتمع الدولي والضغط على اقتصاد البلدين». وأضافت: «جنوب السودان سيواجه صعوبات اقتصادية إلا إذا وجد المزيد من التمويلات الخارجية أو استأنف إنتاجه النفطي».

وكانت جوبا قد أوقفت في يناير (كانون الثاني) الماضي إنتاج النفط ردا على قيام الخرطوم باقتطاع كميات من النفط الخام لنفسها للتعويض عما يعود لها من رسوم عبور، بانتظار التوصل إلى اتفاق حول تكاليف عبور النفط.