البطالة تدفع شباب غزة للسفر إلى ليبيا بحثا عن عمل

يقدر عدد الذين غادروا في الآونة الأخيرة بالمئات

TT

على الرغم من قسوة ظروف العمل والسكن، فإن محمد حمدان (32 عاما)، الذي غادر قطاع غزة قبل أربعة أشهر، مصمم على مواصلة العمل في مزرعة الدواجن التي تقع في تخوم مدينة بنغازي شرق ليبيا، بعد أن أفلس مشروعه لتربية الدواجن، من على مواصلة العمل لدى أحد أصحاب مزارع الدواجن الليبيين، الذي اتفق معه على اقتسام أرباح المزرعة بالنصف، بحيث يستثمر محمد خبرته الطويلة في مجال تربية الدواجن. وحسب ما ينقله عنه أهله الذين يقطنون في منطقة خان يونس، جنوب القطاع، فإن المؤشرات الأولية تفيد بأن المشروع الذي يشترك فيه حمدان مع المواطن الليبي مباشرة، وهو ما يدفعه للصبر والجلد.

وحسب عائلة حمدان ومعارفه فإنه انتقل للعمل في ليبيا بعد أن خسر نحو عشرة آلاف دينار أردني في تربية الدواجن بقطاع غزة جراء ارتفاع أسعار العلف، ومتطلبات التربية الأخرى، إلى جانب المنافسة الشديدة بين أصحاب المزارع.

ولم يكن حمدان الغزي الوحيد الذي اكتشف العمل في ليبيا، ففي الآونة الأخيرة يتجه المزيد من الشباب الفلسطيني من قطاع غزة لليبيا في محاولة للعثور على عمل ينقذهم من حالات البطالة والفقر التي يعيشونها. من هؤلاء جمال أبو عودة (25 عاما)، قضى ثلاث سنوات وهو عاطل عن العمل بعد أن تخرج من الجامعة، وحاول عبثا العثور على عمل، لكن محاولاته جميعها باءت بالفشل، مما دفعه للتوجه للعمل في ليبيا، حيث يعمل الآن في مجال الزراعة. وكما ينقل أهله عنه، فإن أوضاع العمل ليست جيدة، لكنه يأمل في أن تتحسن الظروف لكي يتمكن من توفير ظروف عمل أفضل. لقد أصبحت ظاهرة توجه الشباب الفلسطيني في قطاع غزة للعمل في ليبيا حديث الناس في القطاع بسبب الرهان الذي يعقده الشباب الفلسطيني هناك على إمكانية العثور على أعمال هناك.

وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد عدد الشباب الفلسطيني الذي غادر قطاع غزة في الآونة الأخيرة، ليبيا بنية البحث عن عمل، فإن عددهم يقدر بالمئات. ويتضح من خلال ما يتم تداوله بين الشباب الفلسطيني العاطل عن العمل أن الحماس للتوجه لليبيا في محاولة للعثور على عمل في هذه الأثناء، يأتي خشية أن تتغير الظروف ويصبح من المتعذر من المستقبل الحصول على مثل هذه الفرصة.