مسؤول ليبي لـ «الشرق الأوسط»: موريتانيا على وشك تسليم السنوسي إلى طرابلس

الخارجية تتنصل من تصريحات مندوبها في الأمم المتحدة عن قطر

TT

قال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن موريتانيا على وشك تسليم عبد الله السنوسي صهر العقيد الراحل معمر القذافي ورئيس جهاز المخابرات الليبي إلى السلطات الليبية، استجابة للطلب الرسمي الذي حمله أول من أمس رئيس الحكومة الليبية الدكتور عبد الرحيم الكيب إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من العاصمة الليبية طرابلس: «بإمكاننا القول إن السنوسي سيكون في قبضتنا قريبا، هناك إجراءات فنية تتعلق بعملية التسليم يجري التفاوض حولها حاليا، لكن لا توجد أي إشكالية في تسلمه مطلقا». وأوضح أن الرئيس الموريتاني تحدث عن ضرورة إعطاء بلاده ضمانات خطية ورسمية بتوفير محاكمة عادلة للسنوسي الذي يعرف باسم الصندوق الأسود لنظام القذافي قبل سقوطه ومقتله في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأكد نفس المصدر أن ليبيا تجري العديد من الاتصالات المكثفة مع الدول التي تؤوي بقايا وفلول نظام القذافي لتسلمهم، مشيرا إلى أن هذه الاتصالات تشمل بلدانا عربية وأفريقية لكنه رفض الإفصاح عنها.

وقام الكيب أول من أمس بزيارة مفاجئة إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط طلب خلالها من الرئيس عبد العزيز تسليم بلاده للسنوسي. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الموريتانية عن الكيب قوله إنه «أوضح رغبة بلاده في عودة هذا الشخص إلى وطنه ليحاكم محاكمة عادلة، تحترم كرامة الإنسان ويعامل طيلة مقامه في ليبيا معاملة تعكس وجه ليبيا الجديد وتحترم حقوقه كمواطن ليبي وكإنسان». وأضاف: «هنالك إجراءات لا بد من اتخاذها، والملف في أيد أمينة ونحن نشعر بأن هذا المواطن سيعود إلى بلده وسيحاكم محاكمة عادلة ويعامل معاملة تحترم كرامته».

وقال الكيب في إشارة ذات مغزى إلى ربط تطور العلاقات الثنائية مع موريتانيا بموافقتها على تسليم السنوسي: «إننا نريد أن نفتح صفحة جديدة وتكون العلاقات متميزة لها طابعها الخاص الذي يؤدي في النهاية إلى ما فيه مصلحة البلدين».

وبينما تقول مصادر ليبية وموريتانيا إن فرنسا تمارس ضغوطا غير معلنة على نواكشوط لتسليم السنوسي المتهم أيضا في حادث تفجير طائرة اليوتا إيه الفرنسية فوق صحراء النيجر في التسعينات، سمحت السلطات الموريتانية لمسؤولين في الوفد الرسمي المرافق للكيب بعقد لقاء مقتضب مع السنوسي في محبسه في نواكشوط.

والسنوسي معتقل في موريتانيا منذ فترة بتهمة محاولة دخول أراضيها بجواز سفر مزور، لكن لم تصدر بحقه أي أحكام قضائية، بينما تقول السلطات الليبية إنها تعتزم محاكمته على تورطه في جرائم حرب خلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد نظام صهره القذافي في شهر فبراير (شباط) من العام الماضي.

من جهة أخرى تنصلت وزارة الخارجية الليبية من تصريحات عدائية شنها عبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا الأسبق ومندوبها الحالي لدى الأمم المتحدة، ضد قطر التي اتهمها بالتدخل المباشر والفظ في الشؤون الداخلية لبلاده. وكرر شلقم في لقاء مع إحدى القنوات الفضائية المحلية هذه الاتهامات، لكن وزارة الخارجية الليبية قالت في بيان لها أمس إن ما صدر مؤخرا من تصريحات منسوبة إلى بعض السياسيين والمسؤولين الليبيين السابقين والحاليين في «ما يتعلق بالعلاقات مع الأشقاء العرب لا تعبر عن الموقف الرسمي لليبيا»، لافتة إلى أن هذه التصريحات لا تعبر إلا عن آرائهم الشخصية وليس لها أي صفة رسمية.

وقالت في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن وجهة نظر ليبيا تجاه مختلف القضايا العربية والدولية تصدر بشأنها بيانات رسمية من طرف الوزارة.