أهالي «خان شيخون» يستغيثون والقصف مستمر على مناطق سورية عدة

ناشط لـ «الشرق الأوسط» : الحياة في الغوطة الشرقية شبه معدومة وهناك تخوف من انتشار الأوبئة

متظاهرون سوريون ضد نظام الاسد قرب دمشق أمس (رويترز)
TT

في اليوم الأول لـ«إضراب العاصمتين دمشق وحلب»، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 35 شخصا سقطوا بنيران قوات النظام معظمهم في إدلب، فيما بث ناشطون مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر القصف المدفعي الذي تتعرض له عدة محافظات سورية.

وقال الناشطون إن القصف الذي تتعرض له بلدتا التمانعة والسكيك بريف إدلب أدى إلى هدم عشرات المنازل وسقوط قتلى وجرحى ونزوح الكثير من الأهالي، وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن مروحيات الجيش النظامي قصفت قرية البشيرية قرب مدينة جسر الشغور. كذلك، فقد وجه أهالي خان شيخون في إدلب نداء استغاثة لإنقاذهم من الموت الذي قالوا إنهم يعيشونه كل يوم، «بسبب القصف المستمر للمدينة والإعدامات الميدانية التي تقوم بها القوات النظامية السورية وأجهزة المخابرات وفرق الشبيحة بحق أهالي المدينة». وقد ذكر الأهالي في ندائهم الذي وجهوه عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السلطات قد قطعت عنهم الماء والكهرباء والخدمات الأساسية بشكل كامل، بغية «تركيعهم» وفصلهم عن الاتصال بالعالم، حيث باتوا يعانون أوضاعا معيشية وإنسانية يرثى لها، بالإضافة إلى الدمار والتخريب الذي لحق بالمدينة.

وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت فجر السبت بين القوات النظامية السورية والجيش الحر في ساحة باب الهوى الحدودية.

وفي حمص، تواصلت العمليات العسكرية بحسب الناشطين الذين أفادوا بتعرض قرية الضبعة ومدينة الحولة لقذائف الدبابات وعربات الشيلكا التابعة للجيش النظامي، كما حلق الطيران الحربي في سماء تلبيسة مع استمرار القصف العنيف منذ الصباح الباكر.

وقال أحد الناشطين في حمص لـ«الشرق الأوسط»: «القصف المدفعي لا يزال مستمرا على منطقة القصير من منطقة الضبعة العسكرية، كما تعرضت قلعة الحصن للقصف بشكل متقطع»، لافتا إلى تكبد النظام أكثر من 15 عنصرا في الاشتباكات التي دارت بينه وبين الجيش الحر في المنطقة.

وفي حماه وثقت شبكة «شام» مقتل ثلاثة شبان وجرح آخرين برصاص الجيش في قرية القبيات قبل أن تقتحم مجموعات من الشبيحة مقبلة من قرى مجاورة - بحسب الناشطين - المنازل لنهبها وإحراق بعضها، تزامنا مع حركة نزوح جماعي خوفا من وقوع مجزرة. كما تعرضت قرية الزكاة بالمحافظة نفسها لقصف مدفعي وسط تحليق للطيران الحربي منذ ساعات الصباح الأولى.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 3 مواطنين في قرية القبيات في حماه، إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية السورية، إضافة إلى تعرض قرية الحزم والمزارع المجاورة لها لقصف من قبل القوات السورية.

وفي دير الزور قالت شبكة «شام» إن أكثر من عشر دبابات و15 مدرعة انتشرت أمس عند دوار هرابش في المدينة وبدأت في قصف أحياء الطحطوح والشيخ ياسين والجبيلة، كما قصفت المروحيات قرية الزغير الجزيرة وأسفرت عن إصابة عدد من المدنيين بجراح خطيرة.

أما محافظة درعا فشهدت قصفا عنيفا في كل من الحراك والمسيفرة والشيخ مسكين، كما يتعرض الأهالي في عتمان لخطر القتل على أيدي القناصة، وقد قتل أمس مسن فلسطيني.

وفي دمشق حيث أعلن عن إضراب عام ليومي السبت والأحد، أعلن مجلس قيادة الثورة أن نسبة نجاح الإضراب في أسواق دمشق تفاوتت في اليوم الأول، وإن كانت جيدة إجمالا، وذلك في كل من مدحت باشا والحريقة والحلبوني وكفرسوسة وبرزة والزاهرة القديمة وركن الدين ونهر عيشة وجوبر والميدان والمجمع الصناعي.

وتمت الدعوة للإضراب عبر المواقع الاجتماعية، وخلال المظاهرات، وكذلك من خلال اختراق شبكتي الهاتف الجوال السوريتين وإرسال رسائل نصية تحمل دعوات للإضراب العام.. وهو ما ردت عليه السلطات السورية برسائل نصية مماثلة عبر شبكتي الجوال تحض فيها المواطنين على عدم الاستجابة لتلك الدعوات.

وتحدث المجلس عن إقدام قوات النظام على تحطيم واجهات المحلات في كفرسوسة بالجرافات لكسر الإضراب بالقوة، كما تم استدعاء عشرات التجار إلى فروع الأمن للتحقيق معهم، وأجبر البعض على فتح محلاتهم بإشهار السلاح وتحت التهديد.

في المقابل، قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، رياض الشقفة، لوكالة أنباء الأناضول التركية، إن النصر قريب «وإن شاء الله يكون شهر رمضان شهر الحسم»، لافتا إلى أن الثوار يسيطرون على 75 في المائة من الأراضي السورية، إلى جانب تزايد الانشقاقات في الجيش النظامي.

وفي ريف دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في المنطقة المجاورة لمستشفى حرستا، وتشهد بلدة عين ترما حملة مداهمات واسعة، كما شهدت بلدة ببيلا حملة مداهمات بحثا عن جرحى، وكذلك في مزارع مدينة دوما المنكوبة.

وقال أحمد الخطيب، عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحياة في بلدات الغوطة الشرقية أصبحت شبه معدومة، في ظل انقطاع الماء والكهرباء وكل وسائل الاتصال فيما يتخوف الأهالي من انتشار الأوبئة»، مضيفا أن «الحشرات ملأت الشوارع والجثث لا تزال مرمية على الأرض، فيما تعاني المستشفيات الميدانية نقصا في عدد الأطباء وأكياس الدم». وأكد أن القصف العشوائي والمداهمات لم تتوقف في عدد من مناطق ريف دمشق، وخاصة في دوما التي لم يصمد من أهلها أكثر من 100 ألف من أصل 350 ألفا.

وأفاد المرصد السوري بسقوط 3 قتلى في ريف حلب بينهم عنصران من الجيش الحر، وقتل خمسة من القوات النظامية إثر تفجير سيارتهم واشتباكات قرب عندان، مؤكدا وقوع اشتباكات ليل الجمعة في قرية الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي بين القوات النظامية ومقاتلين من الجيش الحر، أسفرت عن انشقاق عدد من الجنود ومقتل ما لا يقل عن أربعة عناصر من القوات النظامية.

وأشار المرصد إلى وقوع انفجارات في بلدات حيان وحريتان وبيانون وعندان ودارة عزة وقبتان الجبل وعينجارة، وتعرضها لقصف هو الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية في ريف حلب، في محاولة للسيطرة على هذه المنطقة التي تكبدت فيها القوات النظامية خسائر فادحة خلال الأشهر الفائتة على يد الجيش الحر. كما أدى القصف إلى مقتل مواطن وجرح العشرات في بلدة قبتان الجبل ودارة عزة، ونزوح عدد كبير من الأسر والمواطنين من المنطقة خوفا من القصف في ظل انقطاع الماء والكهرباء وظروف معيشية وطبية سيئة.

من جهة أخرى، قالت مصادر إغاثية أردنية لوكالة الأناضول للأنباء إن عدد السوريين الذين وصلوا إلى الأردن خلال العشرة أيام الماضية جاوز الـ10 آلاف لاجئ. وحذرت المصادر من ارتفاع أعداد اللاجئين إلى مستويات غير مسبوقة، بسبب التصعيد العسكري والقمع الذي تشهده المدن السورية المجاورة للأردن على يد الجيش النظامي. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها في الأردن بلغ 12 ألفا و500 لاجئ، مرجحة ارتفاع هذا العدد خلال الفترة المقبلة.