أفغانستان «حليف رئيسي» لأميركا من خارج «الناتو»

مؤتمر الدول المانحة في طوكيو لدعم مشاريع إعادة الإعمار بعد انسحاب قوات «الأطلسي»

الرئيس حميد كرزاي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال مؤتمرهما الصحافي في العاصمة الأفغانية كابل أمس (أ.ب)
TT

وصلت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إلى العاصمة الأفغانية كابل، في وقت مبكر من صباح أمس، في زيارة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها مسبقا، ضمن جولة ماراثونية تستغرق نحو أسبوعين، من شأنها أن تعيد التأكيد على عدد من مبادئ السياسة الخارجية للولايات المتحدة، من المقرر أن تأخذها إلى زيارة عدد من دول المنطقة.

وفي أعقاب اجتماعها مع الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، أعلنت كلينتون عن قرار للولايات المتحدة بمنح أفغانستان صفة «حليف رئيسي»، من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما يتيح للدولة الآسيوية أفضلية الحصول على دعم عسكري أميركي، إلى جانب توسيع نطاق التعاون معها في مجال الدفاع.

ووصلت كلينتون إلى كابل، قادمة من باريس، أولى محطاتها الخارجية، حيث شاركت في أعمال الاجتماع الدولي لـ«مجموعة أصدقاء سوريا»، الذي عقد بالعاصمة الفرنسية الجمعة، بحضور ممثلين عن أكثر من 60 دولة، بهدف وضع نهاية لأعمال القتل المتواصلة في سوريا.

وبعد زيارتها الحالية لأفغانستان، تتوجه وزيرة الخارجية الأميركية إلى طوكيو، لحضور مؤتمر للدول المانحة لأفغانستان، والذي تستضيفه العاصمة اليابانية غدا، بهدف وضع استراتيجية لتقديم الدعم لمشاريع إعادة إعمار الدولة الآسيوية المضطربة، بعد انسحاب قوات التحالف الدولية، التي يقودها حلف شمال الأطلسي، بحلول نهاية عام 2014.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين المرافقين لكلينتون «نظرا إلى أننا نطير تقريبا فوق (أفغانستان)، أرادت وزيرة الخارجية التوقف في كابل في طريقها إلى طوكيو، والهدف بشكل خاص هو إرسال إشارات قبل هذا المؤتمر المهم».

وتناولت كلينتون طعام الفطور مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في القصر الرئاسي. وسيتوجه كرزاي أيضا إلى طوكيو لطلب مساعدة مدنية بـ4 مليارات دولار سنويا.

ورفض المسؤول في الخارجية الأميركية، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، توضيح المبلغ الذي وعدت الولايات المتحدة بتقديمه، مشيرا في الوقت عينه إلى أنه سيبقى عند مستواه الحالي. وقال إن قيمة المساعدات الأميركية لأفغانستان عام 2012 «مرتفعة» وتبلغ 2.3 مليار دولار. وعام 2003 كانت قيمة هذه المساعدات تبلغ مليار دولار.

وتجتمع الجهات الدولية المانحة لأفغانستان في طوكيو لتحديد قيمة مساعداتها للبلاد بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي المقرر نهاية عام 2014 ولتفادي انهيار قيمة المساعدات، حيث سيحمل ذلك نتائج كارثية على السكان بحسب منظمات غير حكومية. ولقاء هذه الوعود بالمساعدات التي راوحت بين 3 و4 مليارات دولار سنويا، سيطالب ممثلو أكثر من 70 بلدا الحكومة الأفغانية بإحراز تقدم على صعيد الحوكمة، خصوصا في مواجهة الفساد.

وبعد أكثر من عشر سنوات على الإطاحة بحكم طالبان، دفع المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة ما بين 47 و60 مليار دولار من المساعدات لأفغانستان، تبعا للمصادر، من دون أن ينجح في إعادة السلام والاستقرار إلى البلاد بسبب فشله في القضاء على تمرد مقاتلي طالبان.