كلينتون ستقابل مرسي عائدة من آسيا

السيناتور ديربين: «الإخوان» منظمة إرهابية

TT

بينما شكك قادة في الكونغرس، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في استمرار العلاقة القوية مع مصر في عهد الرئيس محمد مرسي، قالت الخارجية الأميركية إن هيلاري كلينتون، وزير الخارجية، ستزور القاهرة بعد حضورها مؤتمر طوكيو للدول المانحة لأفغانستان، ثم زيارة دول آسيوية، وستقابل مرسي. و«ستبحث معه العلاقات بين البلدين، وتطلعاتنا لعلاقات أقوى».

وقال بيان رسمي: «ما بين 15 و16 يوليو (تموز)، سوف تجتمع الوزيرة كلينتون مع كبار المسؤولين الحكوميين والمجتمع المدني، ورجال الأعمال في مصر. وسوف تفتتح القنصلية الأميركية في الإسكندرية. الغرض العام من هذه الزيارة هو التعبير عن دعم الولايات المتحدة للتحول الديمقراطي والتنمية الاقتصادية في مصر».

وردا على سؤال من صحافي، في المؤتمر الصحافي اليومي، إذا كانت كلينتون ستقابل المسؤولين الإسرائيليين في القدس أو في تل أبيب، قال باتريك فينتريل، متحدث باسم الخارجية الأميركية: «ستقابلهم في أمكنة كثيرة»، وتحاشى الدخول في جدل إذا كانت الحكومة الأميركية تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. خاصة لأن ميت رومني، المرشح الجمهوري لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس باراك أوباما، سيزور إسرائيل بعد كلينتون بأيام قليلة لينتقد سياسات أوباما نحو إسرائيل، والتي ظل يصفها بأنها ضعيفة.

وبالنسبة لزيارة كلينتون إلى مصر، قالت مصادر إخبارية أميركية إنها ستكون «مشجعة مع بعض الحذر». وإنها ستكون الأولى منذ بداية السنة الماضية، خلال المراحل الأولى للثورة المصرية. وأشارت المصادر إلى أنه يمكن ملاحظة «الحذر» عندما اتصل الرئيس أوباما بالرئيس الجديد مرسي وهنأه على فوزه، ثم اتصل مع أحمد شفيق، المرشح المعارض، وهنأه على انتخابات حرة ونزيهة.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن أسبابا أخرى لهذا «الحذر الأميركي» هو الضجة حول تعهدات كان أدلى بها الرئيس مرسي بإطلاق سراح عمر عبد الرحمن، المحكوم عليه في الولايات المتحدة بالسجن مدى الحياة لدوره في محاولة تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك سنة 1993.

وكانت كلينتون قالت: إن المحاكم الأميركية أصدرت «حكما عادلا» على عبد الرحمن، ولم تنتقد الرئيس مرسي.

لكن، كان سياسيون أميركيون انتقدوا الرئيس مرسي انتقادات حادة. وقال السيناتور شارلز شومر (ديمقراطي من ولاية نيويورك): «أعتبر أن التصريحات الهجومية للرئيس مرسي إهانة لذكرى ضحايا التفجير الذي وقع في مركز التجارة العالمي (سنة 1993)، عبد الرحمن هو أحد الإرهابيين الذين خططوا لقتل الأميركيين الأبرياء. وليطمئن الجميع بأنه سيبقى حيث هو الآن، في السجن، ولبقية حياته».

وكان بيتر كينغ (جمهوري من ولاية نيويورك) الذي يرأس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، قال: «هذا يبرهن على أن مرسي إسلامي، ومتطرف، ولا يمكن الثقة فيه. هذه طريقة مخزية له لبدء الرئاسة».

وكانت السيناتور كريستن غيليبراند (ديمقراطي من ولاية نيويورك) قالت: «ليست هذه طلبات فاحشة فقط، إنها تدعو للقلق العميق حول احترام مرسي لسيادة القانون والديمقراطية. أي محاولة لتحرير هذا الإرهابي المدان يجب أن يرد عليها بأقوى عبارات الإدانة السريعة».

وأمس، صعد الحملة ضد مرسي، وضد الإخوان المسلمين، السيناتور ديك ديربين (ديمقراطي من ولاية اللينوي)، ومن قادة الحزب الديمقراطي. وقال: إن مستقبل مصر «تحت حكم مرسي، ليس مؤكدا تماما». وأضاف: «كانت لدينا علاقة وثيقة مع مصر تعود إلى الوراء إلى زمن أنور السادات وغيره. ونحن وفرنا كميات هائلة من المساعدات الخارجية لمصر بهدف أن تبقى الحدود الجنوبية لإسرائيل آمنة. وبهدف مساعدتنا على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».

وأضاف ديربين، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في شيكاغو: «لكن، صار غير مؤكد تماما ما سوف يحدث في المستقبل».

وأشار إلى أن منظمة الإخوان المسلمين «مجموعة إرهابية مدانة بالتطرف، وحتى الاغتيال». وأضاف: «نحن مع القادة السابقين لمصر (إشارة إلى هجوم المرشح السابق أحمد شفيق الحاد) بأن جماعة الإخوان المسلمين غير مقبولة في قيادة البلاد».

وقال: «والآن، انتخب زعيم لجماعة الإخوان المسلمين رئيسا لمصر. يخلق هذا تحديا جديدا بالنسبة لنا. عندما نقول: إننا نؤمن بالديمقراطية، وبحق الشعب في أن يختار حكامه، في بعض الأحيان، نواجه خيارات لا نحبها، وهذا واحد من هذه الخيارات».

وأضاف: «لسنا متأكدين كيف سيكون هذا الرجل كزعيم. إذا تحرك نحو التطرف، سيكون يوما رهيبا، ليس فقط لمصر، ولكن لإسرائيل والبلدان القريبة».

لكن، قال ديربين إنه تشجع «قليلا» عندما سمع أن مرسي «سوف يخلق تنوعا أكثر في حكومته، وسيجلب أطرافا أخرى، وسيدخل النساء. هذه أشياء هامة إذ يريد المصريون أن يتقربوا أكثر من الغرب مع بداية القرن الحادي والعشرين».