قتلى وجرحى في شمال لبنان بقذائف الجيش السوري

مصادر ميدانية: انشقاق كبير باللواء السابع

TT

لم يسلم شمال لبنان من الحرب المشتعلة على الجانب السوري من الحدود، إذ عادت منطقة وادي خالد أمس إلى دائرة الاستهداف مجددا، حيث سقطت أكثر من ثلاثين قذيفة سورية على الأراضي اللبنانية أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المواطنين.

وبينما تضاربت الأنباء التي تناقلتها المصادر الإعلامية عن عدد القتلى، أكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن هناك قتيلين، وهما لبنانيتان، إحداهما ناديا العويشي (22 عاما) وهي طالبة جامعية، توفيت نتيجة إصابتها بشظايا قذيفة استهدفت منزلها ليل أول من أمس، أما الثانية فهي طفلة من آل النور (5 سنوات) توفيت ظهر أمس إثر سقوط قذيفة دبابة سورية على منزل ذويها، مما تسبب في مقتلها وجرح أربعة أشخاص.

وتطور الوضع الأمني الحدودي بشكل مفاجئ عند الحدود الشمالية والشمالية الشرقية في منطقة وادي خالد، إثر تبادل لإطلاق نار كثيف على الجانب السوري، تبعه إطلاق قذائف صاروخية باتجاه القرى اللبنانية. وأكدت المصادر الميدانية أن التصعيد جرى «إثر انشقاق كبير حدث في اللواء السابع في الجيش السوري النظامي المرابض بمحاذاة الحدود اللبنانية في ريف حمص»، مشيرة إلى «وقوع اشتباكات كبيرة بدءا من الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الجمعة، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة، بالإضافة إلى استخدام قذائف الدبابات ومدافع الهاون ومدفعية من عيار 120 ملم».

وقالت المصادر إن القذائف التي سقطت على الجانب اللبناني «أطلقتها الدبابات والقوات النظامية، كون المنشقين حموا ظهرهم بالحدود اللبنانية»، مشيرة إلى أنه «حين بدأت الاشتباكات انهالت القذائف لتطال الجانب اللبناني، وبقيت مستمرة حتى صباح أمس». وأوضحت أن الانشقاق «تم من داخل عناصر إحدى الدبابات المرابضة على الحدود السورية اللبنانية في موقع يتألف من 4 دبابات ومربض مدفعية ومربض هاون».

وكانت بلدتا هيت والبويت التابعتان لمنطقة القصير في ريف حمص أمس «ساحة معركة حقيقية بين الجيش النظامي ومنشقين، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة». وبلغت القذائف المدفعية السورية منازل عدة في وادي خالد، حيث أفيد قرابة الواحدة والربع فجرا بسقوط ما يزيد على العشرين قذيفة تباعا، وحتى الساعة الثالثة فجرا، مما أدى إلى مقتل الشابة ناديا العويشي في حي المحطة، وإصابة طفلين هما أحمد ومصطفى المكحل. كما أصيب منزل بري شحادة في قرية العوادة حيث أصيبت ابنتاه، بالإضافة إلى إصابة الطفلة عبير علي المكحل بشظية قذيفة سقطت في قرية الكلخة التي استهدفت بأكثر من 7 قذائف.

وأشارت المصادر الميدانية إلى أن «منطقة وادي خالد بأكملها كانت تحت مرمى النيران السورية، مما منع الأهالي من النزوح باتجاه العمق اللبناني، فتجمعوا في مكان واحد للاحتماء من القذائف التي بلغت على الجانب السوري مستوى مرتفعا، إذ سجل وقوع قذيفة كل دقيقتين». وأضافت أن خسائر كبيرة سجلت بالممتلكات أيضا، حيث تضررت ثلاث سيارات وثلاثة منازل وحظيرة حيوانات بالإضافة إلى مسجد البلدة.

وعاد التوتر إلى المنطقة ظهر أمس، بعد هدوء حذر لم يصمد ست ساعات. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه «أثناء دفن ناديا العويشي، سقطت قذيفة على منزل عائلة النور في وادي خالد أدت إلى وفاة فتاة بالغة من العمر خمس سنوات وإصابة أربعة من أفراد العائلة بجروح»، وأشارت إلى أن «أهالي المنطقة ناشدوا الجيش اللبناني التدخل لحمايتهم من القذائف السورية، لكن لم يُسجل تدخل سريع للجيش».

في هذا الوقت، أصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه - بيانا أشارت فيه إلى أنه «عند الساعة الثانية من فجر اليوم (أمس)، وعلى أثر حصول اشتباكات مسلحة داخل الأراضي السورية في الجهة المقابلة لبلدة العماير اللبنانية في منطقة وادي خالد، سقط عدد من القذائف في البلدة المذكورة، مما أدى إلى استشهاد مواطنة وسقوط ثلاثة جرحى، جرى نقلهم إلى مستشفى سيدة السلام في بلدة القبيات». وأكد البيان أنه «تم تعزيز قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، والتي وضعت في حال استنفار قصوى، واتخذت التدابير الميدانية اللازمة، لمعالجة أي خرق للحدود اللبنانية - السورية من أي جهة أتى وبالطرق المناسبة».

بالتزامن، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن سقوط قذيفة «آر بي جي» مصدرها الجانب السوري على بلدة الهيشة في وادي خالد، مما أدى إلى سقوط قتيلين وجريحين من النازحين السوريين، نقلوا بواسطة سيارات الصليب الأحمر إلى مستشفى سيدة السلام في القبيات. بينما ذكرت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أن مواطنا من آل حمود قتل نتيجة إصابته بانفجار صغير في مركز للنازحين السوريين في منطقة الهيشة، مشيرة إلى أن القتيل «هو من السوريين غير المجنسين الذين يقطنون المنطقة، وكان يلعب بقنبلة يدوية انفجرت فيه».