عباس: تعنت إسرائيل يدفعنا للأمم المتحدة

قال إن أي لقاء مع نتنياهو يتوقف على وفائه بوعوده

TT

أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أنه مستعد للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإطلاق حوار عميق تمهيدا لمفاوضات سلام إذا ما نفذ ما اتفق عليه بين الطرفين حول إطلاق سراح 123 أسيرا فلسطينيا ممن اعتقلوا قبل اتفاقيات أوسلو وتسليم الشرطة الفلسطينية المعدات التي تحتاجها في عملها لتثبيت سلطة القانون في مناطق السلطة الفلسطينية.

وكان عباس يتكلم في مقابلة خاصة مع القناة الثانية، الإسرائيلية المستقلة. وقد رد عليه نتنياهو بتصريح من الناطق بلسانه أرسل للقناة فور بث اللقاء، الليلة قبل الماضية، فقال: «حتى اليوم لم يفوت أبو مازن أي فرصة لتفويت الفرصة». وأضاف «حتى بعد أن قام رئيس الوزراء نتنياهو بخطوات غير مسبوقة من أجل دفع السلام مثل تجميد البناء في المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). لقد واصل أبو مازن تعنته ورفضه للدخول في مفاوضات سلمية. نتنياهو يدعو الرئيس الفلسطيني حتى الآن للالتقاء قريبا من أجل دفع محادثات السلام».

وقال عباس في هذه المقابلة إنه لم يعد أمام الفلسطينيين من خيار سوى التوجه للأمم المتحدة للحصول على دولة، في ظل تنكر نتنياهو لمتطلبات عملية التسوية. وأضاف: «خيارنا الأول والثاني والثالث هو المفاوضات للوصول إلى سلام ولكن إذا لم يكن هناك أفق للسلام فما العمل؟ نحن سنذهب إلى الأمم المتحدة للحصول على دولة». وأضاف «الجمود في عملية السلام ناجم فقط عن مواقف الرفض التي تتخذها حكومة إسرائيل. وإنه لا يضع شروطا مسبقة على اللقاء مع نتنياهو، بل يطالب فقط بتطبيق ما اتفق عليه معه حتى يثبت جديته في هذه المفاوضات. ورفض عباس الادعاءات الإسرائيلية بأنه لا يجرؤ على التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل لأسباب فلسطينية داخلية». وقال: «أنا الذي أدار المفاوضات مع إسرائيل منذ اتفاقيات أوسلو. وتوجهي إلى السلام مبدئي وليس تكتيكيا، وهو نابع من قناعتي بأنه لا يوجد طريق سوى المفاوضات لتحقيق السلام».

وسئل الرئيس الفلسطيني «إذا كنت راغبا فعلا في السلام، فلماذا رفضت اقتراحات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، الذي أعطاك دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل أراض، وهو أسخى عرض يقدمه رئيس حكومة إسرائيلي في التاريخ»، فأجاب: «أولمرت نفسه يقول إنني لم أرفض عروضه. كل ما في الأمر أنني قدمت له عرضا آخر، وإن أولمرت اضطر إلى ترك منصبه لأسباب إسرائيلية داخلية قبل أن نتم عملية التفاوض». وأكد عباس أنه وأولمرت توصلا إلى تفاهمات في معظم القضايا، مثل الحدود والأمن والمياه ولكن حكومة نتنياهو تصر على بدء كل شيء من جديد.

ورفض عباس التخلي عن قضية اللاجئين قائلا إن هناك عددا اللاجئين الذين أبعدوا عن فلسطين هو 950 ألفا وليس 700 ألف كما تدعي إسرائيل وأصبح 5 ملايين وليس 3.5 ولا بد من طرح قضيتهم على الطاولة للتوصل إلى تسوية متفق عليها. وأضاف أن مبادرة السلام العربية هي أفضل قاعدة للتفاوض، وإسرائيل ترفضها ولا تكترث لها. وحذر من التدهور في العلاقات بين الطرفين. وردا على سؤال بشأن أن السلطة الفلسطينية، لا تعطي للمواطنين الإسرائيليين أملا حتى يمارس الضغوط على قيادته كما حصل في الماضي فيما يهدد رئيسها نفسه بانتفاضة والتوجه إلى الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية لتحرج إسرائيل. فأجاب عباس: «عندما تجهض إسرائيل العملية السلمية لا نستطيع الوقوف مكتوفي الأيدي. علينا أن نفعل شيئا للتقدم نحو الدولة الفلسطينية. وما نفعله هو ضمن الشرعية الدولية وهو نضال سلمي ليس فيه أي إساءة لإسرائيل. والفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، تدعو لممارسة نضال شعبي وسلمي وليس مسلحا».

وبشأن الاتهامات الإسرائيلية لحماس بأنها ترسل الصواريخ فقط إلى إسرائيل في ظل تخوف إسرائيلي من انتخاب الحركة الإسلامية لتسيطر أيضا على الضفة الغربية فتطلق الصواريخ عن بعد 25 كيلومترا من تل أبيب، أجاب عباس: «أنا لا أدافع عن حماس ولكنني أعرف أنها لا تطلق الصواريخ بنفسها وفي بعض الأحيان تفقد سيطرتها على الفصائل الأخرى. وأما بخصوص الانتخابات، فإنني لست قلقا. كل ما يقرره الشعب الفلسطيني في الانتخابات نقبله. هذه هي الديمقراطية. وبدلا من أن تنشغلوا في القلق من سيطرة حماس تعالوا ننجح المسيرة السلمية بيننا، فهذا أفضل عنصر لتقوية أنصار السلام الفلسطينيين».