«المصريون» حزب جديد في القاهرة لرعاية الإبداع وحماية القبور والآثار

رجائي عطية لـ «الشرق الأوسط»: الهدف مقاومة الخطر المحدق بالبلاد

المحامي رجائي عطية
TT

أعلن المحامي المصري الشهير رجائي عطية عن تأسيس حزب سياسي جديد تحت اسم «المصريون» يهدف لرعاية الإبداع وحماية الأضرحة والآثار، وقال عطية لـ«الشرق الأوسط» إن الخطر أصبح محدقا بالبلاد، ولا بد من الانخراط في الحياة الحزبية من أجل مقاومته. ويأتي هذا بعد أشهر من صعود ظاهرة الأحزاب الدينية التي بدأت في الانتشار عقب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك واستحواذ تلك الأحزاب على منصب رئيس الدولة وأغلبية البرلمان وسعيها لوضع دستور جديد للبلاد وفقا لرؤيتها.

وقال عطية إن سبب لجوئه إلى تأسيس حزب جديد يرجع إلى ما وصفه بـ«الخطر المحدق» بمصر، وقيام فصيل معين (في إشارة إلى تيار الإسلام السياسي) بفرض سطوته ورأيه على جموع الشعب وقيام جماعة الإخوان المسلمين بتصدير خطابها للغرب باعتبار أنه «خطاب يعبر عن الشعب»، على غير الحقيقة، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان لا تعبر إلا عن نفسها.

ويقول المراقبون إن العديد من الأحزاب السياسية التي ينتمي قادتها إلى جماعات دينية، تسببت في نشر حالة من التشدد الديني مما أدى إلى وقوع عدة أعمال عنف إضافة إلى استهداف الأضرحة، ومحاولة استعداء العامة ضد الفنون والآداب والآثار المصرية القديمة.

وأوضح عطية أن حزبه قائم على أساس الحوار لا العداء ويتبنى قضايا حماية ثروات مصر القومية ورعاية التراث المصري والآثار الممتدة من العصر الفرعوني حتى الآن مع حماية حرمة القبور والأضرحة التاريخية والخاصة، إلى جانب النهوض بالتعليم ورعاية الثقافة والفنون والآداب وكفالة حرية الإبداع وضمان حرية الصحافة.

ومن المتوقع، وفقا لعطية، أن تستغرق إجراءات إشهار الحزب والسماح له بالعمل كحزب رسمي، قرابة الشهر. وقال عن احتمال خوض حزبه الجديد الانتخابات البرلمانية التي يتوقع أن تجرى في وقت لاحق من هذا العام، إن هذا الموضوع سابق لأوانه، لأن موعد الانتخابات غير معروف حتى الآن، إضافة إلى عدم الانتهاء من كتابة الدستور الجديد للبلاد.

ويوجد في مصر نحو خمسين حزبا تأسس نصفها بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق. وترددت أنباء في وسائل إعلام محلية عن أن حزب عطية الجديد وثيق الصلة بالمرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق ووثيق الصلة برموز الحزب الحاكم سابقا الذي حله القضاء عقب ثورة 25 يناير 2011، لكن رجائي عطية قال إن حزب «المصريون» ليس له علاقة بالفريق شفيق، مشيرا إلى أن المرشح الرئاسي السابق لم يبد رغبته حتى الآن في الانضمام للحزب أو رئاسته.

وأضاف عطية أنه في حال انضمام شفيق للحزب فستكون الجمعية العامة للحزب هي صاحبة القرار في انتخاب من تراه رئيسا للحزب سواء كان شفيق أو غيره. وأضاف عطية أن أيا من رموز الحزب الوطني السابق لم يتقدم للانضمام للحزب أو المشاركة في تأسيسه.

وتابع عطية قائلا إنه لا يسعى من وراء تأسيس الحزب الجديد للبحث عن مناصب أو التقدم لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية مستقبلا، مشيرا إلى أن الدافع من وراء تأسيس الحزب الجديد التعبير عن جموع المصريين والدفاع عن أحلامهم وقضاياهم الوطنية. وقال فيما يخص مصادر تمويل «المصريون» إنه ينفق على إجراءات تأسيس الحزب من ماله الخاص.

وعما إذا كان يخشى حدوث صدام سياسي بين حزب «المصريون» والأحزاب الدينية كالحرية والعدالة والنور السلفي، قال رجائي: «علاقتي بجماعة الإخوان المسلمين ممتدة منذ سنوات طويلة ودفاعي عن رموزهم وقياداتهم في قضايا عدة مثل قضية سلسبيل في مطلع التسعينات وقضية خيرت الشاطر عام 2008، تقلل من فرص الهجوم والافتئات على شخصي».

وتابع عطية قائلا: «لكنني في الوقت نفسه لا أعرف خططهم ونواياهم وكذلك خطط ونوايا السلفيين في التعامل مع الحزب الجديد، وإن كنت أتمنى أن تسود بيننا لغة حوار على قيم الإسلام بالحكمة والموعظة السمحة». وعلق على الدعاوى التي أطلقها البعض للمطالبة بحل جماعة الإخوان المسلمين بقوله إنه يطالب القائمين عليها بتوفيق أوضاع الجماعة طبقا للقانون وتحديد موقفها، إن كانت جماعة دعوية أم سياسية.

وأعرب رجائي عطية عن أمله في ازدياد حركة المنضمين للحزب من الشباب من مختلف التوجهات السياسية سواء كانت ليبرالية أو يسارية أو ناصرية إضافة إلى التيار الديني الوسطي، ونخبة من مشاهير الفن والأدب والرياضة، إلى جانب المرأة والمهمشين وذوي الدخول المتوسطة، مشيرا إلى أن أعدادا كبيرة من المواطنين العاديين بادروا لعمل توكيلات لتأسيس الحزب من عدة محافظات في مقدمتها الإسكندرية والشرقية والمنوفية والغربية والدقهلية والبحيرة، فضلا عن القاهرة والجيزة.