أوباما: الانتخابات الليبية علامة ديمقراطية فارقة وفخورون بدورنا في دعم الثورة

الاتحاد الأوروبي يصف الانتخابات بـ«التاريخية».. وروما: منعطف حاسم

ليبيان يطالعان عناوين الصحف في بنغازي أمس غداة أول انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ 60 عاما (أ.ف.ب)
TT

حظيت الانتخابات الليبية التي جرت أول من أمس لانتخاب مؤتمر وطني عام بإشادة دولية على الرغم من الصعاب التي واجهت عملية الاقتراع في بعض المناطق، وخصوصا في شرق البلاد. فقد وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الانتخابات بأنها علامة فارقة في تحول ليبيا الديمقراطي خلال فترة ما بعد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، بينما وصفت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، تلك الانتخابات بأنها «تاريخية»، مشيدة بـ«جو الحرية» الذي جرت فيه. وقال أوباما في بيان: «باسم الشعب الأميركي، أتقدم بالتهاني لشعب ليبيا على خطوة مهمة أخرى في انتقالهم الرائع نحو الديمقراطية». وأضاف الرئيس الأميركي بعد أن ذهب الليبيون إلى صناديق الاقتراع فيما اعتبر على نطاق واسع إغلاقا للتراث الاستبدادي لمعمر القذافي: «بعد أكثر من 40 عاما كانت ليبيا فيها في قبضة ديكتاتور تؤكد انتخابات اليوم التاريخية أن مستقبل ليبيا في يد الشعب الليبي».

وعلى الرغم من الأجواء العاصفة في ليبيا منذ إسقاط القذافي العام الماضي فإن أوباما أوضح أنه يعتبر أحدث فصل سياسي في ليبيا دفاعا عن قراره بالمشاركة في هجوم جوي لحلف الأطلسي ساعد قوات الثوار على هزيمة قوات القذافي. واختار أوباما الذي يخوض معركة لإعادة انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني) استراتيجية حذرة تجنبت قيام الجيش الأميركي بدور مهيمن وواجه انتقادات من معارضيه الجمهوريين في الداخل بسبب ما وصفوه بـ«القيادة من الخلف». وقال أوباما، بحسب وكالة رويترز، إن «الولايات المتحدة فخورة بالدور الذي لعبناه في دعم الثورة الليبية وحماية الشعب الليبي، ونتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع ليبيا الجديدة، بما في ذلك المؤتمر المنتخب والزعماء الجدد لليبيا.. سنشارك كلنا كشركاء في الوقت الذي يعمل فيه الشعب الليبي على بناء مؤسسات مفتوحة وشفافة، وبسط الأمن وسيادة القانون، وإتاحة الفرص وتشجيع الوحدة والمصالحة الوطنية». وتابع: «ما زالت توجد تحديات صعبة في المستقبل، وهناك حاجة لاستكمال التصويت في بعض المناطق».

وبدورها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي عقدته في طوكيو أمس: «الآن يبدأ حقا العمل الشاق لبناء حكومة فعالة تتسم بالشفافية توحد البلاد وتنفذ تطلعات الشعب الليبي.. والولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الليبيين في تحولهم إلى ليبيا ديمقراطية حرة تربطها علاقة سلام مع الدول المجاورة».

أما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، فقد وصفت الانتخابات التي شهدتها ليبيا بأنها «تاريخية». وكتبت أشتون في بيان مشترك مع المفوض الأوروبي المكلف بشؤون توسيع الاتحاد الأوروبي وسياسة الجوار، ستيفان فوله: «الانتخابات التاريخية حقا للمؤتمر الوطني العام التي جرت اليوم من شأنها أن ترسي بداية عهد جديد من الديمقراطية في ليبيا». وأضاف البيان: «في جو من الحرية، على الرغم من الأنباء التي تحدثت عن حوادث عنف معزولة، صوت الليبيون اليوم وقرروا مستقبلهم في هدوء وكرامة».

وفي إيطاليا، قال وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرزي، في بيان، إن الانتخابات التشريعية «تشكل منعطفا حاسما في تاريخ البلاد ومرحلة مصيرية نحو ترسيخ العملية الديمقراطية».

وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 60 في المائة، بحسب النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات، على الرغم من أعمال العنف وعمليات التخريب التي قام بها ناشطون من دعاة الفيدرالية في شرق البلاد. وقال تيرزي: «رغم أعمال عنف متفرقة فإن الليبيين أثبتوا من خلال التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع أنهم يؤمنون بقوة بالديمقراطية»، مشددا على «مشاركة النساء المرتفعة».

وتشجع إيطاليا، دولة الاستعمار السابقة، الليبيين على «ترسيخ مؤسساتهم الديمقراطية وسلوك طريق النمو الاقتصادي والاجتماعي عبر التعهد الذي قطع في إعلان طرابلس في يناير (كانون الثاني)» الماضي. إلى ذلك، أشادت فرنسا أيضا بالانتخابات التي «كانت جيدة عموما» في ليبيا، وهنأت الشعب الليبي بـ«مشاركته الكثيفة» في عملية الاقتراع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «بعد ثمانية أشهر على سقوط نظام القذافي، تشيد فرنسا بالانتخابات التي كانت جيدة عموما في ليبيا رغم بعض الحوادث». وأضاف المتحدث في بيان «نهنئ الشعب الليبي بمشاركته الكثيفة، فهي تؤكد رغبته في المساهمة بنجاح العملية الانتقالية وطي صفحة سنوات الديكتاتورية ليبني اليوم دولة قانون».

وأضاف فاليرو أن «فرنسا تقف إلى جانب الشعب الليبي في تقدمه الديمقراطي وتدعو إلى توحيد الصفوف والتلاحم للمراحل المقبلة. وستستمر في مواكبة العملية الانتقالية للسلطات الليبية الجديدة».

وشكلت فرنسا إبان رئاسة نيكولا ساركوزي رأس حربة في العمليات العسكرية التي نفذها الحلف الأطلسي في ليبيا خلال الثورة على القذافي.