تونس: حزب الباجي قائد السبسي يحصل على الترخيص القانوني ويقود «الخيار الثالث»

المتحدث باسم «نداء تونس» يقول إنه أحصى قرابة 100 ألف مؤيد

جانب من افتتاح أول مؤتمر لـ«جبهة الإصلاح» السلفية في تونس أمس (رويترز)
TT

بحصول حزب «نداء تونس»، أول من أمس، على الترخيص القانوني، يكون الباجي قائد السبسي صاحب المبادرة السياسية التي قادت إلى تكوين هذا الحزب الجديد قد دخل المشهد السياسي بصفة رسمية بعد نحو خمسة أشهر من الجدل السياسي حول طبيعة هذا الحزب ومرجعيته السياسية، التي تتقاطع مع الإرث السياسي لعهد الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة ووريثه زين العابدين بن علي. وتقول تحاليل سياسية راجت على أثر سعي الباجي قائد السبسي إلى تكوين حزب سياسي، إن حركة «نداء تونس» قد تحصل على 10 في المائة من الأصوات خاصة أن الأغلبية الصامتة ممثلة في أكثر من نصف القاعدة الانتخابية لم تشارك في انتخابات المجلس التأسيسي الماضية وقد تضع ثقتها في الباجي قائد السبسي الذي ينهل من رصيد سياسي هام راكمه منذ استقلال تونس سنة 1956، وعمقه بترؤسه الحكومة الثانية بعد الثورة ونجاحه في إيصال البلاد إلى شاطئ الأمان وإجراء أول انتخابات بعد الثورة. وتضم الخارطة التونسية حاليا أكثر من 130 حزبا سياسيا، ولم تشهد انتخابات المجلس التأسيسي التي جرت في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 سوى مشاركة نحو 50 حزبا سياسيا فقط. ويسعى حزب «نداء تونس» إلى دخول ثاني انتخابات برلمانية ورئاسية بعد الثورة في ثوب اختيار ثالث بعيدا عن الاختيارين اللذين طرحا خلال الانتخابات الماضية.

وكان اجتماع عقده وسط العاصمة التونسية منتصف شهر يونيو (حزيران) الماضي قد عرف احتجاج مئات التونسيين ضده ورفعوا شعار «ارحل» في وجه الباجي قائد السبسي وأنصاره، إلا أن قوات الأمن حالت دونهم والوصول إلى مقر الاجتماعات وفرقتهم بوسائل سلمية. ويضم الحزب الجديد من بين قياداته أعضاء سابقين في التجمع الدستوري الديمقراطي الذي يقول إنه يضم نحو مليوني منخرط، وهو حزب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي المنحل بقرار قضائي. وشهد ذاك الاجتماع مشاركة محمد جغام (وزير داخلية الرئيس التونسي السابق) وكمال مرجان، وزير الخارجية في نظام بن علي، بالإضافة إلى أن الباجي قائد السبسي نفسه قد شغل منصب رئيس البرلمان التونسي بداية التسعينات من القرن الماضي.

ويعاني حزب الباجي قائد السبسي، حسب المتابعين للمشهد السياسي التونسي، من ارتباط صورته بالتجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، وكذلك بما يطلق عليه «اليسار الانتهازي».

ومن ناحيته، يقول رضا بلحاج، المتحدث باسم حزب «نداء تونس»، إنه تم إحصاء 100 ألف متعاطف مع الحزب الجديد، إلا أن حركة النهضة، الأكثر انتشارا على مستوى الفئات التونسية، لم تسجل سوى نحو ألف منخرط، وهو ما يجعل الرقم الذي قدمه بلحاج قد يكون من باب الدعاية السياسية لا غير. وكان الباجي قائد السبسي قد أعلن مبادرته تلك التي وصفها بأنها تسعى إلى «التجميع بدل التفريق» بصفة مبكرة، وذلك منذ 26 يناير (كانون الأول) الماضي، إلا أن الإعلان عن تحويل المبادرة إلى حزب سياسي لم يتم إلا منتصف شهر يونيو (حزيران) الماضي، وقد استفاضت القيادات السياسية سواء من داخل الائتلاف الثلاثي الحاكم أو بقية الأحزاب السياسية في الحديث عن هذا الحزب، مع تخوف وحذر مبالغ فيه أحيانا حول تلك المبادرة، وتقليل متعمد من أهمية حزب «نداء تونس» الذي يرأسه الباجي قائد السبسي نفسه.

وقلل سياسيون تونسيون من أهمية الحزب السياسي الجديد، وفي هذا السياق قال عامر العريض (القيادي في حركة النهضة) إنه لا يتوقع من مبادرة الباجي قائد السبسي؛ سواء في جانبها السياسي أو الحزبي الشيء الكبير.