هولاند وميركل يحتفلان بـ50 سنة من الصداقة الفرنسية ـ الألمانية

البلدين عانيا الكثير من جراء الحروب في القرون الماضية

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد خطابيهما حول 50 عاما من الصداقة بين البلدين أمام كاتدرائية رانس شرق فرنسا أمس (أ.ب)
TT

احتفلت فرنسا وألمانيا أمس بمرور 50 عاما على الصداقة بين بلدين عانيا الكثير من جراء الحروب في القرون الماضية. وأحيا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الذكرى الخمسين من المصالحة الفرنسية - الألمانية في رانس (شرق فرنسا) أمس، في وقت تعيش فيه أوروبا أزمة خطرة وصلت تداعياتها إلى الثنائي الفرنسي - الألماني، المحرك التاريخي للمنظومة الأوروبية.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن هذه الفترة ذات الرمزية العالية يجب أن تكون «فرصة لتأكيد قوة الصداقة الفرنسية - الألمانية والاحتفال بحدث بقي راسخا في الذاكرة الجماعية لشعبينا ولأوروبا».

وخيم على اللقاء، الذي يأتي بعد الاضطرابات التي شهدتها في القمة الأوروبية في 28 و29 يونيو (حزيران)، خبر تدنيس 40 قبرا لجنود ألمان سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى في مقبرة عسكرية شرق فرنسا.

وأبدى هولاند عزمه على الخروج من اللقاء الثنائي التقليدي الفرنسي - الألماني من خلال دعم مطالب إيطاليا وإسبانيا في مواجهة أنجيلا ميركل.

وكان الرئيس الفرنسي أكد هذا الخيار في لقاء مع صحيفة «لونيون» المحلية الفرنسية عندما أوضح أن العلاقات الفرنسية - الألمانية يجب ألا تكون «مجلس إدارة» يحتكر اتخاذ القرار من الشركاء الأوروبيين الآخرين.

وألقى هولاند وميركل كلمة أمام كاتدرائية رانس، المدينة - الرمز للحربين العالميتين، حيث أسس المستشار الألماني كوندراد أدينهاور والجنرال ديغول للمصالحة الفرنسية - الألمانية في 8 يوليو (تموز) 1962.

واختار ديغول للقاء أول مستشار ألماني بعد الحرب العالمية الثانية هذه المدينة التي احتلتها بروسيا في 1870 ثم دمرتها القنابل في الحرب العالمية الأولى وفيها استسلم النازيون في 1945.

وكانت المستشارة ميركل أشارت أول من أمس في رسالتها الأسبوعية المصورة على موقعها الإلكتروني إلى أنه قبل 50 سنة «تجرأ الرجلان على أخذ انطلاقة جديدة، انطلاقة خارقة للعادة أدت إلى إحدى أهم الصداقات على المستوى الدولي أي الصداقة الفرنسية - الألمانية».

وتناول هولاند وميركل طعام الغداء سويا، لكن مشروع القمة الثنائية، التي تم التلميح لها، الغي بسبب التزامات المستشارة ألمانية المضطرة لمغادرة رانس عند الظهيرة.

وتعرض هولاند للمقاطعة من جانب المستشارة الألمانية خلال حملته للانتخابات الرئاسية، بعدما رفضت استقباله بسبب معارضته لمعاهدة الموازنة الأوروبية.

وبعد انتخابه حاول هولاند تجاوز المستشارة الألمانية لفرض قبول «ميثاق النمو الاقتصادي» بالتعاون مع رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي والمعارضة الاشتراكية الديمقراطية في ألمانيا.