عالم الـ«هوت كوتير» يشهد عصرا جديدا في «أسبوع باريس»

شجع بيوت الأزياء على زيادة الفخامة والبذخ

TT

يخرج المتابع لهذا الموسم من الـ24 عرضا، وهو مجموع ما تم عرضه على مدى أربعة أيام، بإحساس بأن عالم الـ«هوت كوتير» يشهد عصرا جديدا، بعد أن أفلست بعض بيوت الأزياء وأغلقت أبوابها. هذه الأسواق أيضا شجعت بيوت الأزياء على زيادة الفخامة والبذخ. فإلى جانب الفنية العالية، التي لمست حتى التصاميم الهندسية ذات الخطوط البسيطة، يمكن القول إن كثيرا من بيوت الأزياء زادت العيار فيما يتعلق بالبذخ وكأن الأزمة المالية لا أساس لها من الحقيقة. وفي الوقت الذي يشد فيه معظم الناس العاديين الأحزمة بسبب عدم وضوح الرؤية المستقبلية للاقتصاد العالمي، فإن المستقبل بالنسبة للأزياء الراقية لا يبدو مضمونا ومستقرا فحسب بل وردي، بالنظر إلى ما تم عرضه في الأسبوع الماضي.

والحقيقة أن عالم الـ«هوت كوتير» لا علاقة له بواقع أغلبية الناس، فهو عالم تحتكره زبونات يقال إن عددهن لا يتعدى الـ200 امرأة، وإن زاد في الآونة الأخيرة بفضل تنامي الاهتمام بهذا الجانب في الصين وروسيا، كذلك تنامي اهتمام الشابات به في الشرق الأوسط، مما يبشر بانتعاشه واستقطابه المزيد من الزبونات. وهذا يعني، بعملية حسابية بسيطة، أن العدد تضاعف، إلا أنه رقم يمثل نقطة في بحر بالمقارنة بعدد نساء العالم.

من جانب آخر، فإن انتعاش جانب المنتجات المرفهة عموما والأزياء خصوصا، ساعد على دخول مصممين شباب وبيوت أزياء هذا المجال، وبعضهم تم تجنيده من قبل بيوت الأزياء الكبيرة لتجديد هذا الجانب وضخه بدم جديد بهدف استقطاب زبونات جديدات يفهمن لغة العصر، وبالتالي فإن الـ«فينتاج» أيضا يجب ترجمته لهن بلغة عصرية سلسة يفهمنها، وهي عملية قام بها المخضرم كارل لاغرفيلد على أحسن وجه بتسمية تشكيلة «الفينتاج الجديد»، بحيث عاد إلى أرشيف الآنسة كوكو شانيل وحمله إلى المستقبل لكي يناسبهن ويناسب بناتهن.