المعارضة تنتظر إعلانا رسميا بانشقاق طلاس قبل بحث إمكانية التعاون معه

مسؤول في القيادة العسكرية المشتركة: القرار يتخذه الثوار

TT

أثار صمت العميد المنشق مناف طلاس، نجل وزير الدفاع الأسبق العماد مصطفى طلاس، وأحد قادة الحرس الجمهوري، بعد أيام من إعلان توجهه إلى فرنسا مرورا بتركيا، موجة من التساؤلات عن احتماليات دوره المستقبلي في العمل ضمن القيادة العسكرية للمعارضة، نظرا لاتساع معلوماته حول الدائرة القريبة «للغاية» من الرئيس السوري.. وكذلك تقبل المعارضة لفكرة عمله ضمن صفوفها؛ كونه كان واحدا من المشاركين بقمع المظاهرات وارتكاب المجازر عبر اللواء 105 من الحرس الجمهوري الذي كان يتولى قيادته.

وفي حين أعلن عضو المجلس الوطني أحمد رمضان أنه «من المبكر بحث الموافقة على انضمام طلاس إلى القيادة العسكرية للمعارضة، قبل إصداره موقفا واضحا من الثورة والنظام».. شكّك الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية بسام جعارة بانشقاقه، معتبرا أنه «كمين نصبه النظام لوسائل الإعلام».. وظل إعلان انشقاقه محيرا وسط صمته، حيث لم يعلن رسميا الانضمام إلى الثورة السورية، ولم يكشف عن نيته العمل ضمن القيادة العسكرية للثورة المتمثلة بالجيش السوري الحر.

وقال العميد الركن فايز عمرو، من القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية إن القرار بالعمل مع طلاس «لا يعود لشخص محدّد، بل إلى قرار مشترك يؤخذ في القيادة بالتصويت»، معربا عن قناعته بأن القرار «يجب أن يتخذه الثوار في الداخل».

وأكد عمرو في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «لو كان الرأي يعود لي، لرفضت»، موضحا أن «القبول به يعتبر هدرا لدماء أربعين ألف شهيد سقطوا في حماه عام 1982، وكان والده المسؤول المباشر عن تلك المجازر».

لكن طلاس، وبعد أيام من انشقاقه «لم يتواصل مع أحد من القيادة المشتركة»، كما أكد عمرو. لافتا إلى أنه «لا رابط يجمعنا به، كونه من أصحاب المليارات من الأساس». وأضاف: «هو جزء فاسد من النظام، وشريك مع والده في نهب المليارات»، مجددا تأكيده بأن طلاس «أخرجته جهات دولية من سوريا».

وإذ شنّ عمرو حملة على والده وزير الدفاع الأسبق العماد مصطفى طلاس، كونه «لم يصدر بيانا يدين فيه قصف مدينته (الرستن) وتدميرها»، اعتبر أن مناف طلاس «فارغ من أي مضمون وطني، كونه وافق على أن يكون واجهة فقط في اللواء 105 المفروض عليه»، مشيرا إلى أنه «كان قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري الذي يبلغ قوامه 8000 عنصر معظمهم من العلويين، ولا يمتلك قرارا بإصدار أمر لأي من الجنود تحت إمرته».

من جهة ثانية، أعلن عضو المجلس الوطني أحمد رمضان أنه «من المبكر الحديث عن الموافقة أو رفض انضمام طلاس إلى القيادة العسكرية في الجيش السوري الحر، طالما أنه لم يصدر موقفا رسميا يعلن فيه انشقاقه وانضمامه إلى الثوار»، داعيا، في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى «الانتظار ريثما يعلن موقفا واضحا بالانضمام إلى المعارضة».

وإذ اعتبر رمضان أن انشقاقه «خطوة هامة تشير إلى أن التصدّع في النظام بدأ في دائرته الأولى»، شدّد على أنه «لا بد من أن نسمع منه موقفا من النظام ومن الثورة، يتضمن تأكيدا بتخليه رسميا عن النظام وانضمامه إلى المعارضة».

وجدد رمضان ترحيب المجلس الوطني «بانشقاق أي ضابط أو مسؤول عسكري أو مدني عن النظام وإعلان انضمامه للثورة»، مؤكدا «إننا ندعم أي عملية انشقاق، وجاهزون لتوفير كل الاحتياجات التي يحتاجها أي مسؤول للانضمام إلى المعارضة».

وفي سياق متصل، اعتبر الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية بسام جعارة أن انشقاق العميد مناف طلاس «لم يحصل»، معربا عن اعتقاده بأن النظام «من الممكن أن يكون أحبط محاولة الانشقاق».

وأكد جعارة في حديث لقناة «العربية» أن طلاس «لم يصل إلى تركيا، وهذه معلومات مؤكدة»، مشيرا إلى أنه اتصل بمصادر تركية. وأكدت من جهتها أن مناف لم يصل إلى أراضيها، موضحا أن طلاس «رأى سفينة الحكم في سوريا تغرق فقرر الهروب منها».

ورأى أن طلاس «أكثر من صديق بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد»، معتبرا أن ما ورد عن الانشقاق «هو كمين نصبه النظام لوسائل الإعلام»، مؤكدا أن المعارضة ترحب بأي انشقاق «لأنه يشكل فخرا وعزا لصاحبه». وشدد على أن «الثورة ماضية بالانشقاقات وبعدمها».

فيما أشار ناشطون سوريون من المعارضين لنظام الأسد إلى أن عملية انشقاق العميد طلاس، حتى وإن كانت من أجل أسباب شخصية مثل الخوف على حياته «ولو لم ينو الانخراط أو التعاون مع المعارضة السورية بأي شكل»، هي نجاح جزئي للثورة السورية.. من باب أن «انفضاض رجال الأسد بالتدريج من حوله وتحييدهم يضيف هشاشة إلى ذلك النظام؛ الذي شارف على نهايته».