طالبان تعدم امرأة متهمة بالزنا قرب كابل

مقتل 28 في انفجارات قنابل واشتباكات بجنوب أفغانستان

TT

أظهر شريط مصور حصلت «رويترز» عليه، قيام أفغاني يقول مسؤولون إنه عضو في طالبان، بقتل امرأة متهمة بالزنا بالرصاص أمام حشد قرب العاصمة كابل، في علامة على أن تلك الجماعة الأصولية المتزمتة تفرض تطبيق القانون حتى قرب العاصمة الأفغانية.

وظهر في الشريط الذي تبلغ مدته ثلاث دقائق رجل يعتمر عمامة وهو يقترب من امرأة جاثية على ركبتيها في التراب وهو يطلق عليها النار خمس مرات من على مسافة قريبة من بندقية آلية وسط تهليل من 150 رجلا أو نحو ذلك كانوا يشاهدون ذلك في قرية في إقليم باروان.

ويقول رجل آخر لدى اقتراب مطلق النار من المرأة: «الله يحذرنا من الاقتراب من الزنا لأنه فاحشة. إنه أمر من الله أن تعدم».

وقال بصير سالانجي، حاكم إقليم باروان، إن هذا الشريط الذي تم الحصول عليه أول من أمس صور قبل أسبوع في قرية قيمتشوك في منطقة شينواري التي تبعد نحو ساعة بالسيارة عن كابل.

ومثل هذا العقاب العلني النادر تذكرة مؤلمة للسلطات الأفغانية بالفترة التي قضتها طالبان في السلطة فيما بين عام 1996 و2001، كما أنه يثير القلق بشان أسلوب معاملة النساء الأفغانيات بعد 11 عاما من الحرب التي قادها حلف شمال الأطلسي ضد متمردي طالبان.

وقال سالانجي: «عندما رأيت هذا الشريط أغمضت عيني.. المرأة غير مذنبة وطالبان مذنبة. وعندما سقطت المرأة التي كان جسمها ملفوفا بشال بإحكام على جنبها بعد إطلاق النار على رأسها عدة مرات هتف المتفرجون عاش المجاهدون».

ولم يتسن الاتصال بطالبان للتعليق على ذلك.

وعلى الرغم من وجود أكثر من 130 ألف جندي أجنبي و300 ألف جندي وشرطي أفغاني، فإن طالبان نجحت في التمدد لما هو أبعد من معاقلها التقليدية بالجنوب والشرق لتصل إلى مناطق كانت فيما مضى أكثر هدوءا مثل باروان.

واستردت المرأة الأفغانية حقوقها الأساسية في التعليم والتصويت والعمل منذ أن أسقطت القوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة طالبان.

ولكن المخاوف تتزايد بين الأفغانيات وبعض النواب والنشطاء الحقوقيين من أن مثل هذه الحريات قد تتلاشى في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة لإجراء محادثات مع طالبان لضمان التوصل لنهاية سلمية للحرب. وذكرت لجنة حقوق الإنسان الأفغانية المستقلة أن العنف ضد المرأة زاد بشكل كبير خلال العام المنصرم. ويقول ناشطون إن اهتمام حكومة الرئيس حميد كرزاي بحقوق المرأة يتضاءل.

وقالت النائبة فوزية كوفي عن الإعدام العلني في باروان: «بعد عشر سنوات على التدخل الأجنبي وعلى بعد كيلومترات قليلة من كابل.. كيف يمكن أن يحدث هذا أمام كل هؤلاء الناس, هذا يحدث في ظل حكومة تزعم أنها حققت تقدما كبيرا في حقوق المرأة وتزعم تغييرها حياة المرأة وهذا أمر غير مقبول. إنها ردة كبيرة للوراء».

وقال سالانجي «إن اثنين من قادة طالبان تورطوا جنسيا مع المرأة في باروان سواء من خلال اغتصابها أو عاطفيا، وقررا تعذيبها ثم قتلها لتسوية خلاف بينهما».

وقال: «إنهم خارجون على القانون وقتلة وقتلوا المرأة مثل الهمج». وأضاف أن طالبان تملك نفوذا كبيرا في الإقليم.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي قام رجل بقطع رؤوس امرأة عمرها 30 عاما واثنين من أولادها في شرق أفغانستان، وقالت الشرطة إنه طليقها في أحدث واقعة ضمن سلسلة مما يطلق عليه جرائم الشرف.

وفي قندهار قال مسؤولون إن 28 من المدنيين الأفغان وأفراد الشرطة قتلوا في سلسلة تفجيرات لقنابل مزروعة على الطرق واشتباكات بجنوب أفغانستان أمس في أحد أكثر الأيام دموية في البلاد منذ أسابيع.

وقال حلف شمال الأطلسي إن جنديين من قواته قتلا أيضا في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق، وقتل مسلحون في هجمات منفصلة خلال اليومين الماضيين في الجنوب دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.

وتزامنت أعمال العنف هذه مع تعهد كبار المانحين في مؤتمر بطوكيو بتقديم 16 مليار دولار كمساعدات لتنمية أفغانستان على مدى السنوات الأربع المقبلة في إطار السعي للحيلولة دون انزلاقها مجددا إلى الفوضى بمجرد انسحاب غالبية القوات الأجنبية منها بنهاية عام 2014.

وقتل 18 شخصا بينهم أطفال في انفجار ثلاث قنابل في ثلاث سيارات بإقليم قندهار، منشأ حركة طالبان وحيث تتمتع الحركة بتأثير هام وتحظى بشعبية واسعة.

وقال أحمد فيصل، المتحدث باسم حاكم الإقليم، بشأن الهجوم الذي وقع في بلدة سبين بولداك قرب الحدود الأفغانية مع باكستان: «كان قرويون مسافرون في شاحنة صغيرة وجرار حين أصابتهم قنبلتان زرعهما مقاتلو طالبان على الطريق».

وقال مسؤولون محليون إن قنبلة ثالثة قتلت أربعة أشخاص من أسرة واحدة بمنطقة أرغستان المتداخلة أيضا مع حدود باكستان.

وأفاد مكتب إعلامي للشرطة بأن شرطيين اثنين قتلا في انفجار قنبلة في إقليم هلمند الجنوبي المجاور لحدود قندهار من جهة الغرب، حيث قتل أربعة آخرون من ضباط الشرطة في اشتباكات مع متشددين.

وتعتبر القنابل التي يزرعها مقاتلو طالبان على الطرق أكثر الأسلحة الفتاكة في حرب الحركة ضد حلف شمال الأطلسي وحكومة الرئيس حميد كرزاي.