هادي يلتقي مسؤولا أميركيا.. وتقرير عن تنظيم مسلح يهدف إلى انفصال الجنوب

وزير البترول: التصدير من «مأرب» الأسبوع المقبل وخطة عسكرية لحماية أنبوب النفط بعد إصلاحه

TT

التقى الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وكيل وزارة الخارجية الأميركي، ويليام بيرنز، في صنعاء، أمس، لتأكيد دعم الولايات المتحدة لليمن خلال عملية الانتقال السياسي وضد تنظيم القاعدة، بينما ذكر مركز دراسات يمني أن تنظيما مسلحا بدأ في التشكل في محافظة عدن جنوب البلاد للعمل على انفصال الجنوب. في حين أعلن وزير النفط اليمني عن عودة ضخ النفط من محافظة مأرب، الأسبوع المقبل.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية يمنية رفيعة أن زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية إلى اليمن، ويليام بيرنز، جاءت لمناقشة ملفات شائكة مع القيادة اليمنية الانتقالية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأن هناك مخاوف لدى الإدارة الأميركية من تعثر التسوية السياسية، الأمر الذي سينعكس على الجانب الأمني المتدهور أصلا في البلاد.

وأكدت المصادر أن المباحثات التي أجراها، أمس، بيرنز مع الرئيس هادي، تركزت على ما تم إنجازه على طريق إجراء الحوار الوطني الشامل الذي نصت عليه المبادرة الخليجية، والذي تعول عليه الدول الراعية للمبادرة، وهي دول مجلس التعاون الخليجية، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال مصدر في الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤول الأميركي البارز، الذي لم يعلن عن زيارته من قبل، أكد للرئيس اليمني دعم الولايات المتحدة المطلق لليمن وللتسوية السياسية ولمرحلة الحرب الجارية على الإرهاب، وإن بيرنز أكد لهادي إعجاب الرئيس الأميركي باراك أوباما بالخطوات الجارية في اليمن بخصوص التسوية وتنفيذ المبادرة الخليجية وأيضا فيما يتعلق بأداء القيادة والحكومة اليمنية في الحرب على الإرهاب، وقال المصدر اليمني إن وكيل الخارجية الأميركية «تعهد بعمل واشنطن والمجتمع الدولي من أجل دعم اليمن على مختلف الصُعد وعلى مدى طويل»، ونفى المصدر أن تكون واشنطن منزعجة، بأي نوع، من مسار التسوية السياسية الجارية في اليمن.

إلى ذلك، أكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، للمسؤول الأميركي أن «الأوضاع الصعبة قد تم تجاوزها بنسبة كبيره إلا أن ثمة صعوبات لا تزال ماثلة، وأن العزم أكيد لتجاوزها»، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن هادي قوله: «إن اليمن قبل المبادرة الخليجية كان على حافة الهاوية، وكانت كل الاحتمالات قائمة، لولا تعاون الولايات المتحدة الأميركية القوي مع اليمن، إلى جانب الموقف الدولي الذي أدرك أن ذهاب اليمن إلى الحرب الأهلية سيكون مؤثرا بصورة حادة على اليمن نفسه والمنطقة والعالم بأسره»، مؤكدا أن «موقع اليمن الجغرافي يأتي في ملتقى الملاحة الدولية ومرور ما يصل إلى ثلث حاجة العالم من النفط، بالإضافة إلى مخاطر القرصنة وما يشهده الصومال منذ عام 1992 وعدم قدرته على فرض النظام والقانون وسيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي على كثير من المناطق في الصومال، إلى جانب وجود هذا التنظيم الإرهابي الذي استغل انشغال الجيش والحكومة بالأزمة ومجرياتها في اليمن وسيطر على بعض المناطق والمدن في محافظة أبين وأجزاء من محافظة شبوة، وتم طرده من هذه المناطق مؤخرا، وتحقيق وحدات القوات المسلحة الانتصار الساحق عليه، وفرار بعض عناصره وفلوله إلى الجبال والوديان والأحراش، وسيتم مطاردتهم إلى حيثما يحلون ويولون».

في هذه الأثناء، باشر عبد القادر هلال، الوزير السابق مهامه أمينا للعاصمة صنعاء، بعد أدائه اليمين الدستورية، أمس، أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقالت مصادر مقربة من هلال لـ«الشرق الأوسط» إن من أولى مهامه التركيز على الأوضاع الأمنية في العاصمة، وإنهاء المظاهر المسلحة والمظاهر العشوائية التي اجتاحت صنعاء مع الأحداث التي شهدتها البلاد العام الماضي، خاصة أنه لقي دعما كبيرا من الرئيس هادي من خلال توجيهات صريحة وواضحة إلى كل الجهات المركزية بعدم التدخل في شؤون وأعمال أمانة العاصمة.

إلى ذلك، حذر تقرير أصدره مركز دارسات يمني مما قال إنه تنظيم مسلح ينشأ في الجنوب، قد تتقارب مصالحه مع تيارات عنف معروفة في البلاد. وقال تقرير دوري يصدره مركز أبعاد للدراسات والبحوث إن ملامح هذا «التنظيم» ظهرت في بعض المحافظات الجنوبية وبالتحديد عدن. وحسب تقرير «أبعاد»، فإن «التنظيم الجديد» يسعى حاليا لإيجاد «مشروعية لسلاحه في تحقيق انفصال الجنوب، من خلال إحداث انشقاقات داخل معسكرات الجيش والأمن» لتأسيس ما يعرف بـ«الجيش الجنوبي الحر»، مستغلا «تعاون قيادات عسكرية جنوبية مزدوجة كانت محسوبة على النظام السابق». وقال التقرير إن «ما يميز القضية الجنوبية في الذكرى الـ18 لحرب صيف 1994م، هو تحول فصيل من فصائل الاحتجاج السلمي إلى فصيل مسلح يسعى من خلال العنف إلى فرض انفصال الجنوب»، مخالفا لرؤى بقية الفصائل التي تسعى بمختلف الوسائل السلمية لحل القضية الجنوبية حلا عادلا ومرضيا لشعب الجنوب.

وذكر التقرير في شقه الميداني أنه رصد اختلالات وصفها بـ«الخطيرة»، في منطقة المنصورة بعدن، التي كانت إحدى ساحات الثورة السلمية قبل سيطرة «الحراك المسلح» عليها. وقال إن ساحة المنصورة تحولت إلى مكان «آمن للمسلحين الفارين من السجون ومن الحرب على (القاعدة) في أبين وشبوة»، ومنطقة «استراتيجية» لتخزين مختلف أنواع الأسلحة والعبوات الناسفة. وكانت منطقة المنصورة قد شهدت منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي مقتل 10 مدنيين بينهم امرأة، واغتيال 12 عسكريا بينهم أربعة ضباط وعلى رأسهم قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء سالم القطن، وإصابة أكثر من 11 عسكريا واختطاف 8 عسكريين آخرين، حسب التقرير المذكور. وقال التقرير: «إن اتهامات موجهة للحوثيين، ومن ورائهم إيران، بالسعي لتفجير الأوضاع بالمحافظات الجنوبية، مستندة إلى بعض الوقائع مثل (وجود مسلحين من صعدة في أوساط فصيل الحراك المسلح، والقبض على مسلحين من صعدة كانوا يقاتلون مع تنظيم القاعدة في أبين، والزيارات المتبادلة بين قيادات في الحراك المسلح وقيادات حوثية بين عدن وصعدة، ثم سفر شباب من الحراك الجنوبي المسلح إلى بيروت، وزيارة كثير منهم للعاصمة الإيرانية طهران التي تقدم دعما لوجيستيا علنيا في الجانب الإعلامي من خلال زعيمه، علي سالم البيض».

ويحظى هلال باحترام كبير في الشارع اليمني، وعلى الرغم من أنه ينتمي لمنطقة وقبيلة سنحان، التي ينتمي إليها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، فإنه اختلف معه قبيل الاحتجاجات التي طالبت برحيله، واستقال من منصب وزير الإدارة المحلية على خلفية تسريبات عن علاقات حميمة تربطه بالحوثيين، واعتبر تلك التسريبات إسفينا دق بينه وبين رأس النظام.

إلى ذلك، أقرت وزارتا الدفاع والداخلية اليمنيتان، خطة أمنية لحماية أنبوب النفط في مأرب، إثر استهدافه أكثر من مرة من مسلحين وقال وزير النفط اليمني إن بلاده ستستأنف تصدير النفط من محافظة مأرب الأسبوع المقبل بعد انتهاء الفرق الفنية من إصلاح أنبوب النفط، الذي تعرض لأكثر من 21 تفجيرا من قبل عناصر مسلحة تسببت في توقف الشحنات لأكثر من عام وخسائر تصل إلى 15 مليون دولار يوميا.