نائب كردي لـ «الشرق الأوسط»: الحرب الأهلية في العراق قادمة.. وشرارة واحدة كافية لإشعالها

أمين عام وزارة البيشمركة: لا مخاوف من اندلاع القتال في المناطق المتنازع عليها

TT

مع اشتداد الأزمة السياسية الحالية بين الأطراف العراقية وتفرعاتها الخطيرة وانسحاب تداعياتها على العلاقة العربية الكردية من خلال العداء المستحكم بين قيادة إقليم كردستان والحكومة العراقية التي يديرها الشيعة برئاسة نوري المالكي، يرى نائب كردي في البرلمان العراقي أن «الأزمة تتجه نحو مزيد من التعقيد والتأزم، وستؤدي لا محالة إلى استعار العداء العربي الشيعي على خلفية موقف القيادة الكردية من الحكومة الحالية»، واصفا تلك الأجواء بأنها «مشحونة للغاية وبشكل خطير جدا، فهناك تحشيد إعلامي يقابله تحشيد عسكري في المناطق المتنازع عليها تنذر بوقوع كارثة الحرب الأهلية في العراق من خلال شن هجوم عسكري على تلك المناطق».

وقال لطيف مصطفى عضو البرلمان العراقي عن كتلة التغيير الكردية المعارضة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن لديه معلومات توافرت له من خلال مراقبته للأوضاع في العراق، وما رصده من تصريحات ومواقف قيادات عراقية شيعية وسنية تنذر بمجملها بقدوم حرب أهلية، خصوصا مع تفاقم الأزمة السياسية الحالية وتداعياتها على مختلف المستويات بما فيها التأثير السلبي لتلك الأزمة على العلاقة بين الكرد والشيعة». وأوضح مصطفى أن «الأجواء مشحونة حاليا إلى حد خطير جدا، فهناك تحشيد إعلامي بين الأطراف المتنازعة، يقابله تحشيد عسكري وكشف نيات بنشر المزيد من قوات الجيش في المناطق المتنازع عليها، وبالمقابل هناك خطط لدى القيادة الكردية بتعزيز قوات البيشمركة الموجودة حاليا في المناطق المتنازع عليها، وبذلك فإن شرارة واحدة كافية لاندلاع اللهيب هناك، مما سيدمر البلد ويدخله في أتون حرب أهلية سوف تحرق الأخضر واليابس». وقال: «لقد استنتجت من خلال مراقبتي للأوضاع في بغداد وكردستان، ومن خلال لقاءاتي بالكثير من القيادات العراقية من مختلف الأطراف السياسية وما يجري خلف الكواليس، أن هناك أزمة سياسية تلوح في الأفق، وكنت أتوقع أن تحدث مواجهة إعلامية بين كردستان وبغداد، وهكذا فجر الزعيم الكردي مسعود بارزاني الأزمة خلال أعياد نوروز بالشهر الثالث من هذا العام، ولو لم يفجر بارزاني هذه الأزمة لبادر المالكي بتفجيرها، لأن الأجواء كما وصفت كانت مشحونة ومهيأة لتفجير الخلافات وإدخال العراق في أزمة سياسية تلقي بتبعاتها اليوم على مختلف مفاصل الدولة والمجتمع». وتوقع النائب الكردي أن «تحصل مواجهة عسكرية بين الجيش والبيشمركة في المناطق المتنازع عليها في فترة قد لا تطول إلى سنة واحدة»، مؤكدا أن «المشكلة لا تكمن في رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي، بقدر ما هي متعلقة بالعقلية السائدة حاليا في العراق، التي تعادي الشعب الكردي وطموحاته وحقوقه»، مضيفا أن «الأزمة الحالية لا تحل بمجرد سحب الثقة من رئيس الوزراء المالكي، بل أعتقد أن ذلك سيكون بداية لهذا السيناريو المخيف، لأن المالكي الذي يسيطر على مفاصل كثيرة في الدولة، في مقدمتها الأجهزة الأمنية والجيش، لن يقف مكتوف الأيدي تجاه تلك المحاولة للنيل منه، وسوف يحشد كامل طاقته للرد على هذا الموقف حتى لو اضطر إلى استخدام الجيش».

في غضون ذلك كشف أمين عام وزارة البيشمركة الكردية اللواء جبار ياور في ندوة عقدها بالمقهى الثقافي بمدينة السليمانية أن «قيادة قوات البيشمركة لديها خمسة ألوية موزعة على المناطق المتنازع عليها على امتداد المساحة بين محافظتي ديالى والموصل، قوامها 15 ألف مقاتل، يقابلها انتشار خمس فرق عسكرية عراقية من الجيش بقوات قوامها 65 ألف جندي». وأشار ياور إلى أنه «من الناحية اللوجيستية والتدريبية والتسليحية ليس هناك أي وجه للمقارنة بين القوات المنتشرة هناك من الطرفين، لأن قوات الجيش العراقي أكثر عددا وأفضل تسليحا، ولكن في المقابل معنويات البيشمركة أرفع من الجنود العراقيين، إضافة إلى أن الكثيرين من قادة تشكيلات الجيش المنتشرة في تلك المناطق المتنازع عليها هم من الأكراد». وقلل أمين عام وزارة البيشمركة والمتحدث الرسمي باسمها من أهمية المخاوف الكردية من شن هجمات للجيش العراقي على قوات البيشمركة في تلك المناطق.