قاعدة بحرية أميركية متحركة تنضم إلى الحشود العسكرية في الخليج

مهمتها إزالة الألغام بعد ترجيحات بإقدام إيران على إغلاق «هرمز» بزراعة أعداد كبيرة

زورقان تابعان للحرس الثوري الإيراني يمران قرب ناقلة نفط في ميناء بندر عباس جنوب إيران (أ.ف.ب)
TT

في إعلانه وصول القاعدة البحرية المتحركة «بونس» إلى الخليج، قال البنتاغون إن القاعدة البحرية «سوف تزيد القدرة على إجراء عمليات بحرية أمنية، وسوف تعطينا مرونة أكثر لدعم خطط كثيرة متعددة مع حلفائنا الإقليميين». وأضاف البيان «الهدف الرئيسي لمهمة (بونس) هي دعم عمليات مضادة لزرع الألغام، مثل قدرتها على تقديم تسهيلات وخدمات للوحدات العاملة، وأيضا إرسال زوارق عسكرية بحرية».

وكانت مصادر إخبارية أميركية قالت إن وصول «بونس» سبقه وصول حاملتي الطائرات «إبراهام لنكولن» و«إنتربرايز» اللتين عادة تتجولان في منطقة الخليج وبحر عمان. وفي الشهر الماضي، وصلت إلى الخليج أربع كاسحات ألغام، ورفعت العدد إلى ثماني كاسحات ألغام. هذا بالإضافة إلى أسطول طائرات هليكوبتر عملاقة من نوع «ستاليون» لمكافحة الألغام، إلى جانب وصول أسطول طائرات «إف 22» إلى قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة.

وكرر مسؤولون أميركيون الحديث عن قلقهم من احتمال إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز بزراعة أعداد كبيرة من الألغام البحرية المتوفرة لديها. وتأتي هذه التطورات إثر تنفيذ الاتحاد الأوروبي حظرا على تصدير النفط الإيراني لعملائه، بداية من الأول من هذا الشهر.

بدورها، اعتبرت إيران أن وصول السفينة الأميركية «بونس» يأتي ضمن «سلسلة خطوات استفزازية» في الخليج.

وذكر تقرير أوردته وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن وصول السفينة «يندرج في إطار زيادة القوة العسكرية الأميركية في المنطقة لتهديد إيران ولطمأنة حلفائها.. أعضاء مجلس التعاون والكيان الإسرائيلي، بجدية الولايات المتحدة في مواجهتها».

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وصف العقوبات الأوروبية بأنها «الأقسى من نوعها حتى الآن» من بين العقوبات التي تنفذها الدول الغربية ضد إيران. غير أنه أكد على أن «الشعب الإيراني يقبل هذا التحدي، وسيفشل هذه العقوبات أيضا». بينما أعلن نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي أنه في حال منع إيران من تصدير نفطها، فلن تسمح إيران بمرور «قطرة نفط» من مضيق هرمز إلى الأسواق العالمية.

وكانت مصادر إخبارية أميركية قالت إن بعض الطائرات الأميركية تقدر على «الضرب في عمق إيران»، وإن الرئيس باراك أوباما يريد استغلال هذه التهديدات الإيرانية ليرد على منافسه الجمهوري ميت رومني الذي قال إن أوباما «ضعيف» نحو إيران.

وكان مسؤول عسكري أميركي قال إن زيادة الحشود الأميركية جزء من خطة لردع الجيش الإيراني من أي محاولة محتملة لإغلاق مضيق هرمز، وأيضا لطمأنة إسرائيل بأن الولايات المتحدة حريصة على مواجهة أي عدوان إيراني. وقال إن الحشود جزء من استراتيجية أميركية بعيدة المدى لمواجهة إيران، ليست فقط بسبب أسلحتها النووية، ولكن، أيضا، بسبب طموحات إيران التوسعية في المنطقة. وأضاف «عندما يقول الرئيس (باراك أوباما) إن هناك خيارات أخرى مطروحة خارج المفاوضات، يعني ما يقول».

وقال إن الحشود البحرية تهدف إلى تعزيز القدرة على القيام بدوريات في مضيق هرمز، وإعادة فتح الممر إذا زرع الإيرانيون ألغاما فيه، أو هجموا على ناقلات النفط والسفن الأخرى، وإن البحرية الأميركية ضاعفت عدد كاسحات الألغام في المنطقة إلى ثماني سفن.

وأضاف «تتلخص رسالتنا إلى إيران في الآتي: حتى لو فكرتم في إغلاق المضيق، فنحن سوف نزيل الألغام، وحتى لو فكرتم في إرسال قوارب سريعة لمضايقة سفننا والسفن الأخرى، فسنغرقها في قاع الخليج». وقالت مصادر إخبارية أميركية إن البنتاغون كان نقل طائرات «ستليث» (الشبح) إلى قاعدتين أميركيتين في منطقة الخليج لدعم الطائرات الأميركية القتالية الموجودة بالفعل في المنطقة، ولدعم حاملات الطائرات التي تقوم بجولات مستمرة في المنطقة، وإن هذه الطائرات الهجومية تعطي قدرة أكبر للقوات العسكرية الأميركية ضد بطاريات الصواريخ الساحلية الإيرانية التي يمكن أن تهدد النقل البحري، وتعطي قدرة أكبر، أيضا، للوصول إلى أهداف أخرى أكثر عمقا داخل إيران.

وكان آخر تهديد إيراني للملاحة في الخليج نفذ لفترة قصيرة خلال حرب الاستنزاف مع العراق في ثمانينات القرن الماضي. في ذلك الوقت، هاجمت سفن إيرانية ناقلات النفط، وسفنا أخرى، بهدف عرقلة مرور النفط العراقي، وتهديد مرور نفط من دول عربية أخرى في الخليج قالت إيران إنها كانت تساعد العراق. في ذلك الوقت أيضا، وضعت إيران أعدادا كبيرة من الألغام في محاولة لمنع مرور السفن، مما دفع السفن العسكرية الأميركية للقيام بعمليات مكثفة لإزالة الألغام، وضرب القوات البحرية الإيرانية.