في ذكرى الاستقلال.. سلفا كير يعلن خفض حكومته في مواجهة الصعوبات الاقتصادية

عبر عن أسفه لعدم حضور نظيره السوداني

TT

اعتبر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أن استقلال بلاده الذي مر عليه عام أمس لم يكتمل اقتصاديا بسبب اعتماده على الخارج، معلنا عن أنه سيخفض حكومته لمواجهة الضغوط الاقتصادية التي تواجهها بلاده بعد أن أغلق آبار النفط خلال الحرب الاقتصادية بين جوبا والخرطوم، في وقت شن الرئيس الأوغندي يوروي موسيفيني هجوما عنيفا على الرئيس السوداني عمر البشير.

وقال كير في احتفال بلاده بالذكرى الأولى لاستقلالها نقله التلفزيون الحكومي وغاب عنه جاره الرئيس السوداني عمر البشير إن شعبه قاتل وقدم التضحيات الغالية من أجل هذا اليوم ولتعترف به الأمم الحرة، وأضاف: «قاتلنا من أجل هذا الاعتراف ونلنا ذلك العام الماضي ونحن نحتفل بالذكرى الأولى الآن»، وقال: إن شعبه الذي ناضل طوال (50) عاما من أجل الحرية قد رفع علمه العام الماضي ولن ينكسه مرة أخرى، مشيرا إلى أنه يأمل في حل القضايا العالقة مع السودان عبر المفاوضات بين البلدين والتي يرعاها الاتحاد الأفريقي.

وقال كير إنه قدم الدعوة إلى البشير لحضور احتفال الذكرى الأولى لاستقلال بلاده لمناقشة القضايا العالقة، وتابع «لكنه لم يحضر لحفلنا وأرسل لنا وزير الدولة في الخارجية بالإنابة عنه ويبدو أن لديه قضايا في بلاده»، وقال: «سمعت كثيرا هنا وفي مواقع أخرى أنني سألتقي البشير في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا لكن لم يأتني أحد من الاتحاد الأفريقي في هذا الخصوص»، معتبرا باب الحوار لم يغلقه وأنه قدم دعوة من قبل للبشير إلى جوبا، وقال: «أيضا لم يلب دعوتنا في أبريل (نيسان) الماضي ونحن ما زلنا ملتزمين بالحوار ولن نغلق بابه»، وشدد على أن بلاده ليست لديها أي مشكلة مع الشعب السوداني، وقال: «كنا من قبل في بلد واحد وهناك الكثير من المصالح المشتركة بين الشعبين خاصة في الحدود وستستمر العلاقات بين الشعبين في إطار الاحترام المتبادل والشراكة والتعاون المثمر»، وأضاف «أتمنى أن نحتفل العام القادم ونكون قد أنهينا خلافاتنا مع السودان»، وقال: «لكن استقلالنا لم يكتمل بعد لأننا ما زلنا نعتمد على الآخرين ولا بد أن نعمل لكي نستقل اقتصاديا ويجب أن نكون محررين ونعتمد على أنفسنا»، وشدد على أن حكومته ستواصل حربها على الفساد، داعيا شعبه والبرلمان لدعم تلك الحرب، وقال: «أؤكد لشعبنا وللمجتمع الدولي أننا سنواصل حربنا في محاربة الفساد الذي أصبح مستشريا وستكون حربا بلا هوادة».

وركز كير في خطابه على الحديث عن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها بلاده بعد قرار حكومته غلق آبار النفط والتي قال: إنها كانت ضرورية بعد أن ظلت الخرطوم تسرق منه أثناء تدفقه إلى الموانئ للتصدير، وقال: «لا يمكن أن نصدر نفطنا وهناك من يستولي عليه في طريقه للتصدير وتنال الخرطوم عائداته وقد بلغت 800 مليون دولار»، وأضاف «الحكومة السودانية قالت: إن شعبنا سيعاني إذا أغلقنا آبار النفط، ولكن الآن نحن قرابة العام، ولم يحدث شيء»، وقال: إن مصفاة التكرير بدأ إنشاؤها في ولايتي الوحدة وأعالي النيل وإن حكومته وقعت اتفاقيات لتصدير النفط عبر دولتي كينيا وجيبوتي مرورا بإثيوبيا، وتابع «هذه الخطوات ستحل جزءا من مشاكلنا وليس كلها لكن ستعود بالفائدة إلى شعبنا وستخلق وظائف».

وأعلن كير أنه سيخفض حكومته التي وصفها بأنها الأكبر في المنطقة، معتبرا أن ذلك يتماشى مع السياسات التقشفية التي كان قد أعلنها من قبل، وقال: «نريد أن تذهب هذه المرتبات إلى التنمية ولكن يجب ألا يأتي أحد ويقول: «إن قبيلته غير ممثلة وسنوقف إنشاء مقاطعات جديدة لأنها تكلفنا الكثير من الأموال التي يجب أن تذهب لخدمة الشعب»، داعيا المجتمع الدولي بالاستمرار في دعم بلاده في مجالات التنمية.