عبد الرحيم الكيب: أحبطنا محاولات لعائلة وأعوان القذافي لإفساد الانتخابات

رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا لـ «الشرق الأوسط»: أتوقع تسليم عبد الله السنوسي قريبا

عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا (أ.ف.ب)
TT

كشف الدكتور عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا النقاب عن إحباط حكومته وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية لمحاولات قام بها أتباع نظام العقيد الراحل معمر القذافي هدفت إلى إفساد الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم السبت الماضي وتعتبر الأولى من نوعها في تاريخ البلاد منذ نحو ستة عقود.

وقال الكيب لـ«الشرق الأوسط» في حوار خاص عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس، إن حكومته تحصلت على ما وصفه بمعلومات استخباراتية وأمنية باعتزام هؤلاء التحرك للتشويش على الانتخابات لكن تمت السيطرة عليهم واعتقال بعضهم، مشيرا إلى أن عائلة معمر القذافي ورموزا في النظام السابق متورطون في هذه المحاولات.

وطالب الكيب الدول التي تؤوي مساعدي وعائلة الرئيس الليبي الراحل بتسليمهم إلى السلطات الليبية، متعهدا بتوفير محاكمات عادلة ونزيهة لهم رغم أنهم متهمون بسرقة ونهب أموال الشعب الليبي وقتله ومحاولة إخماد ثورته الشعبية.

وأعلن رئيس الحكومة الانتقالية استعداده للعمل مع أي كتلة سياسية أو حزب يفوز بنتيجة الانتخابات، مشيرا إلى أنه ينتظر انعقاد البرلمان الجديد في مطلع الشهر المقبل لتقديم استقالته بعد إطلاع لبرلمان على ما تم إنجازه خلال الفترة التي أمضتها حكومته في السلطة منذ نهاية العام الماضي.

وقال الكيب إن نجاح الانتخابات التي أشاد العالم كله بها يعتبر نقلة نوعية هامة في تاريخ ليبيا، معتبرا أن الانتخابات جرت بشكل عام في أجواء إيجابية رغم بعض التجاوزات الأمنية التي قلل من شأنها وأوضح أنها لم تؤثر في المجمل على سير العملية الانتخابية.

ونفى الكيب في حواره وجود صفقة مع موريتانيا لتسليم عبد الله السنوسي صهر القذافي ورئيس المخابرات الليبية السابق إلى السلطات الليبية، لكنه قال: إنه يتوقع تسليمه قريبا، لافتا إلى أن محاكمة المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للقذافي المعتقل حاليا في الزنتان غرب ليبيا ستبدأ قريبا في موعد لم يفصح عنه.. وفيما يلي نص الحوار:

* حدثنا عن جهود الحكومة الليبية التي بذلتها من أجل تأمين وعقد الانتخابات البرلمانية! - طبعا هذا كان عملا أساسيا ورئيسيا للحكومة، لأننا نعتبر أن انتخاب المؤتمر الوطني العام وبعد ذلك الحكومة المؤقتة أمر هام جدا ونقلة نوعية في تاريخ ليبيا في هذه المرحلة ومستقبلها، وبالتالي كان لدينا جهد كبير وشكلنا لجنة داخل الحكومة تحت رئاسة أحد نواب الرئيس وعضوية كل الوزارات ذات الصلة، وأيضا كان هناك تواصل بين الحكومة والمفوضية العليا للانتخابات وتم توفير كل ما تحتاجه، طبعا هناك مشاكل تحدث هنا وهناك، لكننا تخطيناها، ولأن تجربتنا تعد محدودة إلى حد ما في هذا المجال فقد تعاونا مع منظمات دولية للأمم المتحدة وأيضا الاتحاد الأوروبي وكان لهم دور جيد جدا، كما أن الخطة الأمنية كانت ضرورية ومهمة ودرست بتعمق وكانت دقيقة حتى أنه كنا نشعر هناك بصعوبة في تنفيذها، ولكن بفضل الله تعالى تم تنفيذها جيدا.

* كيف رأيت استقبال الليبيين لهذه الانتخابات؟

- الشعب الليبي كله كان لديه إحساس بأن هذا الأمر مهم وأساسي، وهذا يرد بشكل كاف على كل من يحاول أن يعطل هذه الانتخابات، ورغم أن بعض الإخوة والأخوات لديهم رأي مختلف نسبيا فيما يخص عدد المقاعد التي حددت بالنسبة للمؤتمر الوطني وكيف تم توزعيها، لكن كل هذه الاعتراضات نحن نحترمها ونقدرها، وأيضا رغبة بعض الأفراد في ليبيا في التصويت أيضا نحترمها، ولكن لا أعتقد أنهم يمثلون عددا كبيرا من هذا الشعب حيث إن نسبة التصويت كانت عالية جدا والهدوء ساد من دون مبالغة الأغلبية المطلقة من مراكز الاقتراع إلا ما ندر، حتى المناطق الصعبة التي بها بعض الاحتكاكات مثل الكفرة مثلا أثبتت قدرة الشعب الليبي في تعدي وتخطي هذه الأزمة التي كانت موجودة هناك، ولكن هناك مركز اقتراع في الكفرة لم يتم التصويت به نتيجة لاعتراض الإخوة في المنطقة على عدد المقاعد وبعض الأشياء الأخرى وهناك مناطق أخرى في الشمال كان يوجد بها تحركات لكن الشعب الليبي بشكل مثير للانتباه بدأ يشعر بأن هذا الوطن قيمته كبيرة جدا، كما شعر بانتمائه الحقيقي لهذا الوطن، بعد أن كان في العهد السابق وللأسف الشديد مهمشا، وهذا يسري على جميع الليبيين من الأطفال إلى الشيب، وقد قمت بزيارة نحو 9 مراكز اقتراع ووجدت هناك رجالا سنهم يفوق 95 سنة.

* هل تعتبر إجراء الانتخابات في موعدها - رغم كل الشكوك - نجاحا شخصيا لك ولحكومتك؟

- أنا أؤمن بروح الفريق مهما صغر أو كبر حجم العمل، أنا لا أستطيع أن أشعر بأنني كنت الجزء الرئيسي في هذا العمل ولكنه عمل مهم قام به كل الليبيين في الحقيقة، وحتى هؤلاء الذين كانوا يوما ما بعيدين عن المشاركة في أي نشاط له علاقة بالدولة تجدهم يحمون مراكز الاقتراع ويؤكدون على ضرورة انتهاء الانتخابات في موعدها، ونحن نفخر بأننا جزء من هذه الأمة الكبيرة ليبيا، وأنا قلت قبل الانتخابات بأن هذا الشعب سيدهش العالم من خلال نتائج الانتخابات ومن خلال إدارتها، وطموحاتي كانت في أن تكون هذه الانتخابات مميزة والحمد لله كانت كذلك.

* هل لدى حكومتك معلومات عن جهات حاولت إفساد الانتخابات وعدم إجرائها في موعدها؟

- من دون شك عندنا معلومات استخبارية، وأيضا اكتشفنا مجموعات تعمل لذلك بدأت تتحرك في الأيام القريبة من الانتخابات وكانت جدية في عملها، ولكن الحمد لله فبفضل العيون الساهرة من رجال الأمن ونسائه تمت السيطرة عليهم.

* لمن يتبع هؤلاء؟

- في الحقيقة يتبعون لبقايا النظام السابق، المتواجد في الدول الصديقة والشقيقة لنا للأسف الشديد.

* هل تتحدث عن أسماء بعينها؟

- بكل تواضع ولا أقول ذلك من باب الكبر أو التجبر، ولكني أشعر بأنني لا أريد أن أذكر حتى أسماءهم لأن هذه الأسماء لا تعني شيئا في هذا الوقت، فهم يستخدمون أموال الشعب الليبي التي سرقوها ويعملون ضده، وإن كان يهمهم مستقبل ليبيا فعليهم أن يتركوا هذا الأمر جانبا، وعليهم أن يعيدوا أموال الشعب الليبي وأن يعتذروا لهذا الشعب، ونحن نضمن لكل من هو من بقايا النظام السابق ممن كانوا متهمين أن نوفر لهم محاكمة عادلة، بل نؤكد بأننا سنعطيهم المحاكمة العادلة التي لا يحلمون بها.

* لكن هل هؤلاء من عائلة القذافي أو من المحسوبين عليه؟

- كل من يعادي الشعب الليبي يدخل ضمن هذه المجموعة، وهم يعرفون جيدا من هم، والآن إن ذكرت أسماء فإننا نعطيهم قيمتهم، فنحن لن نستسلم بمعنى الكلمة وسننسق مع إخواننا في خارج ليبيا في الدول الصديقة والشقيقة حتى نستجلبهم وسنعطيهم حقهم في محكمة عادلة، وسنعاملهم معاملة تحترم حقوق الإنسان وتعكس رؤية ليبيا الجديدة، وأنا أقول لهم بالفم الملآن إن ليبيا تغيرت وعليهم أن يعرفوا جيدا كيف يتعاملون مع الأمر الواقع كما هو عليه، ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يعينننا على استكمال طريقنا إلى الأمام حتى نبني هذه الدولة بحيث يكون لها أثر إيجابي إن شاء الله في محيطها الإقليمي والدولي.

* هل تلقيت إشارات إيجابية من الدول التي تؤوي هؤلاء؟

- الإشارات موجودة ولكننا نريد الفعل، ونحن نحترم كثيرا تحفظات بعض الدول الشقيقة، ولكن سجوننا تؤوي من هم على شاكلتهم ويتفضل الجميع ليروا نوعية السجون ونوعية المعاملة ونوعية المحكمة وطبيعتها وشكلها، وليروا خططنا وترتيبنا للمحاكمات وليسألوا ما شاءوا ليكونوا على بينة، نحن نؤكد أننا سنحترم سمعة البلاد الصديقة والشقيقة كما نحترم سمعة ليبيا في العالم، ولا نجد مبررا في ألا يسلموهم إلينا إلا إن كانت هناك تحفظات فنحن مستعدون أن نؤكد بالشكل الذي تراه الدول الشقيقة حتى نعطيهم المحاكمة العادلة.

* كنت في نواكشوط مؤخرا، هل تلقيت وعدا من الرئيس الموريتاني بتسليم عبد الله السنوسي؟

- في هذا المجال أحب أن أرسل رسالة احترام وتقدير لإخواننا في نواكشوط، وأطمئنهم بأنه ولله الحمد انتهت الانتخابات على خير ونتائجها جيدة، ونتمنى أن تتم الإجراءات التي بلغنا بها، ونحن نحترمهم كثيرا ونقدر ظروفهم ونؤكد مرة أخرى أن سمعة موريتانيا من سمعة ليبيا، وأنه لا يوجد أي نوع من المساومة مع إخواننا في تونس أو موريتانيا أو في أي دولة أخرى ونحن نحترم هذه الدول الشقيقة ونعتبرها دولا مهمة بالنسبة لنا وتمثل جزءا أساسيا جدا من الاستراتيجية الليبية في المستقبل، فليبيا جزء أساسي من المغرب العربي ونحن نريد أن يفعل الاتحاد المغاربي بشكل جيد.

* إذن فهل هناك مواعيد محددة لتسليم السنوسي؟

- حتى لو كان هناك مواعيد لن أصرح بها، فهذه أمور تبقى للتفاهم والتعاون، وكان هناك اتفاق مع الإخوة في تونس ولم يتم تحديد موعد.

* إذن هل تتوقع أن يتم تسليم السنوسي إلى ليبيا قريبا؟

- نعم، بعون الله.

* ومتى ستبدأ محاكمة سيف الإسلام؟

- إن شاء الله قريبا.

* كيف ترى ما يجري في المنطقة العربية؟

- أحب أولا أن أهنئ الشعب المصري الشقيق على انتهاء انتخابات الرئاسة بسلام، وهذا الشعب البطل كان له بلا شك هو والشعب التونسي دور رئيسي في انتفاضة الشعب الليبي، وأحب أن أهنئ الرئيس المنتخب وأتمنى له التوفيق من كل قلبي، وأنا أؤكد على أن الشعب الليبي متحد اتحادا كاملا بالشعب المصري والحكومة مع الحكومة ونتمنى لهم كل خير، وأيضا أدعوهم إلى أن ينظروا في طلباتنا باتجاه من هم متواجدون على أرض مصر وأن يعطونا الفرصة حتى نحاكمهم أمام العالم محاكمة عادلة، وأيضا الإخوة في لبنان، وأرسل لهم نفس الرسالة فهم إخوة أحبة أعزة كرام نحبهم في الله ونقدر جهودهم على المستوى العربي والإسلامي والقومي بشكل عام، ونحن أيضا نقدم نفس الطلب للإخوة في المغرب الدولة التي دائما ضربت المثل في احترام الاهتمام بقضايا العرب والإسلام والمسلمين، وأقول لهم: نحن نراقب باهتمام التطورات العظيمة على المستوى السياسي والاقتصادي، وأتمنى أن نتشارك معا في هذه الحركة وأطلب منهم أيضا أن يهتموا بالقضايا التي تهم الشعب الليبي كذلك.

* أنت تطالب مصر بتسليم أشخاص من رموز نظام القذافي، هل يمكن أن نعرف ماذا فعلوا تحديدا؟

- أي تفاصيل لا تهم، ولكن إجمالا هؤلاء سرقوا أموال الشعب الليبي وظلموه وحاولوا أن يهينوه ولم يستطيعوا وحاولوا أن يجهضوا ثورته ولم يستطيعوا، قتلوه نعم وشنقوه وأعدموه وهذا يكفي، والعالم جميعا يعرف أن هؤلاء الناس أجرموا في حق ليبيا.

* لماذا لم تزر القاهرة وأنت رئيس للوزراء؟

- لدي ثلاثة من إخوتي لهم علاقة مباشرة بمصر، وأشعر بفضل مصر علي وذلك ابتداء من دراستي الثانوية وانتهاء بالجامعة، فمصر غالية علينا جميعا، وأؤكد أن مصر وأهلها الطيبين جزء من مستقبل ليبيا وماضيها فتاريخها معروف، والآن بعد الانتخابات إذا كانت هناك دعوة نقوم بتلبيتها وبسرعة.

* ربما هي مفارقة تاريخية أن يكون الرئيس المصري محمد مرسي عمل في ليبيا وأنت درست بمصر! - نعم صحيح، في الماضي لم نكن نعرف تاريخ الحكام والآن يأتون من الشارع وللشارع والحمد لله رب العالمين هذا أمر مهم جدا، ونحن علينا كحكومات أن نغتنم هذه الفرصة التاريخية الثمينة جدا ولا بد أن نؤكد على القيم الحقيقية ونركز عليها، وأن يكون لدينا طموحات على مستوى قصير المدى وبلادنا غنية بالثروات وبالموارد البشرية وبالموقع الجغرافي، هي مسألة صبر وتركيز وتحقيق وتطبيق للخطط المركزة والتعاون والمحبة الحقيقية واحترام خصوصية الدول، وأكثر من ذلك منطقتنا، نحن يجب أن يكون هناك تكامل جدي وهذا ستكون مثمرة على جانب كبير جدا وعندنا الإمكانيات والحمد لله موجودة.

* هل تعتقد أن لدى مصر فرصة كبيرة في تطوير علاقتها الاقتصادية والتجارية مع ليبيا؟

- من دون شك والظروف في ليبيا الآن بدأت تتحسن يوما بعد يوم، والمستقبل سيكون فيه حركة جدية في العلاقات بيننا وبين مصر، ومن طرفنا نحن نأمل أن يهتموا بنا من الناحية الأمنية فيما يخص التواجد الموجود هناك وهذا يجعل الشعب الليبي يتساءل، وأنا أعرف أن الأجهزة الأمنية في مصر بعد الانتخابات زاد اهتمامها وإن شاء الله تزيد من الاهتمام أكثر في الفترة القريبة لأن أمن ليبيا من أمن مصر وأمن مصر من أمن ليبيا.

* هل لنا أن نسأل من اخترت في الانتخابات؟

- من دون تفكير وأنا مغمض العينين أقول: إنني اخترت من يحب ليبيا.

* نتائج الانتخابات تقول: إن تحالف دكتور محمود جبريل يحقق نجاحا في مواجهة الإسلاميين، هل تفضل تيارا بعينه؟

- في الحقيقة لم أتابع هذه التفاصيل لأنني شخصيا أعمل مع كل من يحب ليبيا وأعمل لمصلحة ليبيا وأنا متأكد أن كل من يحاول أن يثبت نفسه على الساحة السياسية يحب ليبيا، وأنهم سيعملون لمصلحتها، وأخي الدكتور محمود جبريل إن فاز هو وحزبه فأهلا وسهلا بهم وسأعمل معهم وسأعينهم إلى أبعد حد، وإن كانوا «الإخوان المسلمون» أو غيرهم فأهلا بهم أيضا، وأنا مستعد أن أعمل معهم، فما يهمني هو مصلحة ليبيا في المقام الأول.

* بعد إعلان نتيجة الانتخابات، هل ستقدم الحكومة استقالتها تمهيدا لتشكيل حكومة جديدة أم ماذا سيكون مصيرها؟

- نحن نعد تقاريرنا وستكون هذه التقارير مفصلة لكل الإدارات وأيضا مفصلة بالنسبة للحكومة نفسها بشكل عام، وأول جلسة للمؤتمر الوطني قد تكون في بداية أغسطس (آب) المقبل، فنحن ننتظر ما يريدون أن نفعله، وإذا كانت استقالة سنستقيل، ولا نعرف الموعد بالتحديد لنحسم ذلك، ونحن مستعدون للتسلم والعمل مع الإخوان والأخوات الذين سيتسلمون وسنعينهم حتى يكون التسلم سهلا وسلسا إن شاء الله.

* هل تعتقد أن حكومتك قد نجحت فيما أسند إليها من مهام؟

- مقياس النجاح يجب أن يكون له مرجع ترجع إليه وتقارن به، وأنا أقول إنه في الظروف التي مررنا بها حيث لا إمكانيات متوفرة لنا مع محدودية الإمكانيات البشرية نتيجة لأن الأجهزة التي كانت قائمة في السابق كانت أجهزة تابعة للنظام، وأيضا وزارة الداخلية والشرطة لم تكن منظمة بتاتا، والجيش كان بنفس الصورة ولم يكن له وجود بالمعنى الصحيح، وكانت هناك كتائب أمنية موجودة تابعة وتحارب الشعب الليبي، وأنا أعتقد اعتقادا جازما أن نجاحنا لم يكن 100%، ولكن عندما نضع في الاعتبار الظروف التي تسلمنا فيها الحكومة أقول نجحنا، والانتخابات هذه أظهرت فعلا أن هناك درجة لا بأس بها من الأمن والوعي عند الناس وعند المسؤولين وبدأت الأمور تظهر للعيان، وفي النهاية نترك للتاريخ الحق في أن يحكم على دور هذه الحكومة.

* إذا ما استقالت الحكومة ما الذي ينويه دكتور الكيب لاحقا؟

- عندي أشياء كثيرة فأنا أحب العمل التطوعي، وأيضا عملي الفني وعندي ارتباطات كثيرة بمؤسسات علمية كثيرة وغيرها، وأيضا أحب أن أكون جزءا من الحراك المجتمعي في بلادي وأشياء كثيرة جدا، بالتأكيد لن يكون هناك فراغ.

* ماذا تقول للمواطن الليبي البسيط وأنت الآن على وشك مغادرة المنصب؟

- أقول التالي: أولا أحيي هذا الشعب البطل الشجاع وأقول بأنني بقدر انتمائي لهذا الوطن وهذا الشعب وبقدر ما كنت أعتقد أنني أعرف هذا الشعب بقدراته ومكوناته فقد فاجأني شعبي البطل الشجاع بقدرته على الفعل الإيجابي بدرجة لم أتوقعها بتاتا، وأنا فخور بذلك، وفي واقع الأمر وإن كنت أول رئيس حكومة انتقالية في تاريخ ليبيا بعد النظام السابق فأنا أشعر بأنني مواطن عادي أحب هؤلاء الناس وأحترمهم وأتمنى أن أضمهم معي وأقول لهم شكرا على تعاونكم وشكرا على ما فعلتموه خلال هذه الفترة وعلى ما قدمتموه من نموذج إيجابي لكل هذا العالم.