تونس: حركة النهضة تستعد لعقد أول مؤتمر علني.. والافتتاح بعد غد

متحدث باسم المؤتمر: لن ندعو الأحزاب المستنسخة عن حزب بن علي

TT

بينما يستعد حزب حركة النهضة التونسية للإعداد للمؤتمر التاسع للحركة المقرر عقده الخميس المقبل ويستغرق ثلاثة أيام، قال رياض الشعيبي، رئيس اللجنة العليا للإعداد للمؤتمر، إن المؤتمرين سيبحثون قضية التحالفات والتوافقات السياسية، كما أكد أنه ليس في قانون حركة النهضة ما يمنع إعادة ترشيح الشيخ راشد الغنوشي لرئاسة الحركة، مشيرا إلى حضور شخصيات بارزة في المؤتمر، الذي يعقد لأول مرة بشكل علني، مثل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، والصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني.

وأوضح الشعيبي القضايا الرئيسية التي ستطرح خلال هذا المؤتمر، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤتمرين سيتناولون من 12 إلى 15 يوليو (تموز) الجاري ثلاث قضايا أساسية، أولها طرح تصور ورؤية جديدة للدولة التونسية ونظامها السياسي وتنظيم الفضاء العمومي، وهذا التصور سيقع عرضه على التونسيين. وسيقع التركيز في المقام الثاني على التحالفات والتوافقات السياسية وتثبيت فلسفة التوافق والرقي بالتحالف السياسي إلى مستوى التوافق الاستراتيجي».

وأضاف أن وضعية الانتقال الديمقراطي في تونس قد تدوم ما بين 10 و15 سنة، وأن البلاد في حاجة ماسة إلى ديمقراطية مستقرة تفاديا للديكتاتورية وقطعا للطريق أمام عهود الاستبداد، وهذا يتطلب تحالفات سياسية طويلة المدى. أما القضية الأساسية الثالثة التي يتناولها المؤتمر فهي على حد قول الشعيبي «استكمال البناء القانوني والتنظيمي لحركة النهضة من قانون أساسي ونظام داخلي يضمن نجاعة وفعالية الحزب».

وبشأن مواصلة الشيخ راشد الغنوشي رئاسة حركة النهضة بعد المؤتمر، قال الشعيبي إن الصيغة التالية سيقع اعتمادها خلال المؤتمر التاسع طريقة الترشيح من قبل المؤتمرين وليس الترشح، وأجاب بدبلوماسية عن موضوع مواصلة الغنوشي رئاسة الحركة وقال: «ليس في قانون حركة النهضة ما يمنع ترشيح الغنوشي لرئاسة الحركة». وأكد أن نقاشا مستفيضا سيتواصل خلال بداية المؤتمر حول كيفية انتخاب مؤسسات حركة النهضة هل ستتم بطريقة الديمقراطية المباشرة أو الالتجاء إلى انتخاب هيئة موسعة داخل المؤتمر هي التي تنتخب رئيس الحركة؟

وتطرق الشعيبي في ندوة صحافية عقدها أمس بالعاصمة التونسية إلى خفايا وتفاصيل أول مؤتمر علني للحركة يعقد في تونس، وقال إن الهيئة التأسيسية للمؤتمر ناقشت كل الأمور الترتيبية يوم الأحد ووافقت على لائحة إدارة المؤتمر، ومن المنتظر أن تجري اليوم عملية بيضاء تتعلق بطريقة التصويت الإلكتروني الذي ستعتمده الحركة لأول مرة في مؤتمر أحد الأحزاب السياسية. واعتبر أن الطريقة الجديدة في التصويت تتجاوز الطريقة التقليدية الورقية من بعيد، وأن حركة النهضة ستهدي برنامج التصويت الإلكتروني إلى تونس بعد انتهاء المؤتمر يوم الأحد 15 يوليو الجاري وستسجله على أساس أنه براءة اختراع تونسية.

وقال رئيس اللجنة العليا للإعداد للمؤتمر التاسع لحزب حركة النهضة إن هذه المناسبة ستظهر صورة جديدة عن المجتمع والدولة التونسية بعيدا عن صور الاستبداد والديكتاتورية، على حد تعبيره، وقال بلغة حاسمة: «لن تتم دعوة الأحزاب المستنسخة عن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل (حزب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي)»، في إشارة إلى قياديي حركة «نداء تونس».

وتوقع أن يحضر الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر ما بين 25 و30 ألف مشارك، وقد وجهت حركة النهضة دعوات لعدة أحزاب وشخصيات سياسية، وقد تأكد حضور خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، والصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني، وعبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائرية، ومصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا، إلى جانب رؤساء مجموعة من الأحزاب السياسية الأوروبية. وسيحضر المؤتمر ما لا يقل عن 500 إعلامي، إلى جانب موافقة حركة النهضة على نقل مباشر لجلسات الافتتاح من قبل خمس قنوات تلفزيونية.