أفغانستان: طالبان تعلن مسؤوليتها عن مقتل 6 جنود أميركيين بانفجار عبوة

جدل كبير حول شريط فيديو يظهر إعدام امرأة بالرصاص

شريط فيديو يظهر إعدام امرأة أفغانية متهمة بالزنى بالرصاص خارج العاصمة كابل على يد عناصر طالبان (رويترز)
TT

أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يقود قوات المساعدة الدولية العاملة في أفغانستان، أن 6 جنود أميركيين قتلوا أول من أمس في انفجار لغم شرق البلاد. وأوضح الحلف في بيان صدر مساء أول من أمس، أن الجنود الستة لقوا حتفهم بعد مقتل جندي من جنسية أخرى في هجوم شنه مسلحون في جنوب البلاد. وبذلك يرتفع عدد قتلى «الناتو» في اليومين الأخيرين إلى 8 في واحدة من أكثر فترات العنف دموية بالنسبة إلى القوات الأجنبية المنتشرة في أفغانستان. وكانت موجة تفجيرات على الطرق واشتباكات في الجنوب قد أدت لمقتل ما لا يقل عن 24 من المدنيين وأفراد الشرطة في وقت سابق أول من أمس، «وأعلنت حركة طالبان أمس مسؤوليتها عن مقتل 6 جنود أميركيين عندما اصطدمت الدبابة التي كانوا عليها بقنبلة مزروعة على جانب الطريق». وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة، حسب ما نقلته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية «إن الجنود لقوا مصرعهم في الثامنة من مساء أمس (أول من أمس) في إقليم وارداك الواقع جنوب العاصمة كابل».

ولم تعلن قوات حلف شمال الأطلسي عن جنسية الجنود القتلى، إلا أن السلطات الأفغانية أكدت أن جميعهم أميركيون.

إلى ذلك، أثار شريط فيديو يظهر إعدام امرأة بالرصاص للاشتباه بأنها زانية في قرية تبعد نحو مائة كلم عن كابل، مرة أخرى الجدل حول مدى تقدم ظروف النساء في أفغانستان بعد عشر سنوات من الوجود الدولي.

ويأتي نشر هذا الشريط بعد بضع ساعات من اجتماع دولي مهم في طوكيو للجهات الممولة لأفغانستان التي طلبت بإلحاح من السلطات الأفغانية تحسين حقوق المرأة مقابل الحصول على مساعدة بقيمة 16 مليار دولار بحلول 2015.

وصور الفيديو مروعة بالفعل. ففي قرية صغيرة من ولاية باروان المجاورة لكابل عشرات من الرجال يجلسون أرضا أو يتجمعون على أسطح منازل بنيت على سفح الجبل وعيونهم مسلطة على امرأة مغطاة بنقاب رمادي تدير لهم ظهرها، وتبدو المتهمة التي جلست القرفصاء وهي تستمع إلى الحكم عليها بالموت من دون أن تحرك ساكنا أو تحاول الفرار. بالكاد التفتت برأسها لثوان في مطلع التسجيل.

ويتلو الحكم المفترض رجل ذو لحية سوداء طويلة يبدو أنه القاضي بعد أن ذكر بضع آيات قرآنية تندد بالزنا، وقال «هذه المرأة ابنة سار غول وشقيقة مصطفى وزوجة جمعة خان فرت مع زيمراي ولم يرها أحد في القرية طيلة شهر تقريبا».

وتابع القاضي الطالباني «لكن، الحمد لله، لقد عثر عليها المجاهدون ولا يمكن أن نصفح عنها. الله يقول أن نتخلص منها، وزوجها جمعة خان له الحق في قتلها».

ويظهر في الصورة رشاش كلاشنيكوف وهو يعطى إلى رجل يرتدي ثيابا بيضاء يقف على بعد مترين من المتهمة.

ووسط هتافات «الله أكبر»، أطلق الرجل رصاصتين باتجاه المرأة لكنه أخطأها. أما الرصاصة الثالثة فأصابتها في الرأس وأردتها أرضا، لكنه لم يتوقف عن إطلاق النار مرات عدة على جثتها. وبعض الأشخاص من الحشد المؤلف من رجال فقط، قاموا بتسجيل المشهد على هواتفهم الجوالة، وآخرون طلبوا من القاتل التوقف بينما غيرهم وقفوا يتفرجون مبتسمين وسط هتافات «يحيا الإسلام»، و«يحيا المجاهدون»».

أما الرواية الرسمية للحادث فمختلفة تماما.. إذ تقول رشنا خالد المتحدثة باسم ولاية باروان إن نجيبة (22 عاما) أوقفها متمردون من طالبان لإقامتها «علاقات» (خارج إطار الزواج) مع قائد من طالبان في منطقة شيواري من ولاية باروان.

وقالت المتحدثة «قبل 16 يوما» قرر المتمردون «في أقل من ساعة أنها مذنبة وحكموا عليها بالإعدام ثم أردوها أمام سكان قريتها. ولم تتمكن الشرطة والجيش اللذان تمت تعبئتهما من التدخل». إلا أن المتحدثة حذرت من أن قوات الأمن تعد لـ«عملية كبيرة» في المنطقة من أجل «القبض على المذنبين».

ونددت وزارة الداخلية «بشدة» بالعمل «المعادي للإسلام وللإنسانية»، والذي ارتكبه «قتلة محترفون».

وكل شهر تفيد تقارير بجرائم ترتكب بحق نساء في أفغانستان، خصوصا في الأرياف حيث تسود التقاليد. وتقول منظمة «أوكسفام» غير الحكومية إن 87 في المائة من الأفغانيات يقلن إنهن تعرضن لعنف جسدي أو جنسي أو نفسي أو أرغمن على الزواج.

في المقابل، هناك تقدم ملحوظ في المدن الكبرى، حيث تأثير تحالف الأطلسي الموجود منذ أواخر 2001 ملموس بشكل أكبر. إلا أن هذا التقدم ليس منتشرا على نطاق واسع، وذلك بسبب ازدواجية سياسة الحكومة التي تتبنى قضية النساء لـ«الاستمرار بالحصول» على مساعدات دولية بينما تنصاع «عمليا» لمطالب «المتطرفين»، بحسب المنظمات الدولية. وفي مطلع مارس (آذار)، أعلن الرئيس حميد كرزاي دعمه لمجلس العلماء، أعلى هيئة دينية، عندما أعلن أن «الرجل هو الأساس والمرأة ثانوية».

ويخشى عدد كبير من المنظمات غير الحكومية أن تكون حقوق النساء كبش الفداء في حال عودة حركة طالبان المحتملة إلى الحكم، والتي يسعى الغرب وكرزاي إلى التفاوض معها من أجل السلام.