النظام السوري ماض في مناوراته وإسرائيل تعتبرها رسالة موجهة إليها

خبراء عسكريون يصفونها بالأضخم منذ 20 عاما.. وآخرون يرونها لرفع الروح المعنوية

TT

تابعت القوات السورية المسلحة لليوم الثالث على التوالي تنفيذ مناوراتها العسكرية، التي يصفها خبراء عسكريون بـ«الأضخم منذ 20 عاما»، في وقت اعتبرت القناة الإسرائيلية العاشرة أن هذه المناورات «بمثابة رسالة قوية إلى الثوار والغرب، وبالتحديد لإسرائيل».

وقد عرضت القناة العاشرة تقريرا مصورا ركز على أهمية توقيت المناورة بالنسبة للرئيس السوري، الذي قالت إنه «يشعر أكثر من أي وقت مضى بأن هناك تهديدا بانهيار داخلي». وأضافت: «لذلك، قرر أن يبعث برسالة إلى الغرب والمتمردين، على أن تشمل هذه الرسالة إسرائيل وفحواها إنه: إذا ما سقط النظام السوري، إسرائيل أيضا سوف تعاني».

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أوردت بالأمس أن «القوات المسلحة السورية تابعت تنفيذ مناوراتها العسكرية لليوم الثاني على التوالي (أول من أمس) بكفاءة عالية، حيث قامت سفن مكافحة الغواصات في القوى البحرية بالتعاون مع الحوامات البحرية بالبحث عن الغواصات المعادية المفترضة في منطقة المسؤولية وتدميرها، في حين شاركت المدفعية الساحلية في تنفيذ الرمايات لصد السفن المفترضة المقتربة من الشاطئ وتدميرها، وقامت وحدات الضفادع البشرية والقوات الخاصة بتنفيذ إنزال بحري وجوي لاقتحام وتحرير موقع مفترض على الشاطئ من مجموعات السطع والتخريب المعادية. وقد نفذت المهام بنجاح تام ومهنية فائقة تؤكد التدريب النوعي والمستوى الرفيع الذي تتمتع به قواتنا البحرية».

وتحدثت الوكالة عن أن «إحدى التشكيلات المدرعة المعززة بالوحدات الميكانيكية، وبالتزامن مع المناورات البحرية، قامت بتنفيذ مشروع تكتيكي عملياتي بالذخيرة الحية بمشاركة مختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الطيران المقاتل وحوامات الدعم الناري والمدفعية الصاروخية»، وأشارت إلى أن «القوات المشاركة في المشروع أظهرت درجة عالية من التعاون والانسجام بين مختلف أنواع القوات وصنوفها والقوات الاختصاصية، وروحا معنوية عالية ومهارة فائقة في التنفيذ وقدرة مميزة في إصابة الأهداف المحددة بدقة تامة».

وأشارت «سانا» إلى أن «المشروع حضره رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد فهد جاسم الفريج، يرافقه عدد من كبار ضباط القيادة العامة»، ونقلت عن الفريج ثناءه على «المشاركين بتنفيذ المشروع لما أبدوه من اندفاع وحسن تنسيق وتعاون وقدرة على تنفيذ المهام في ظروف مشابهة لظروف المعركة الحقيقية».

وقد تناقضت قراءة الخبراء العسكريين لحجم وأبعاد المناورة، فبينما وصفها مؤيدو النظام السوري بأنها الأضخم منذ 20 عاما وتحاكي في جوهرها حربا شاملة، شدد معارضوه على محدوديتها مقارنة بالقدرات العسكرية العالمية، لافتين إلى أنها لا تتعدى توجيه رسالة لمؤيدي النظام بالداخل لرفع معنوياتهم.

وفي هذا الإطار، وضع الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط 3 أهداف للمناورات الحاصلة، أولها التأكيد على الجهوزية العالية للجيش السوري وعدم تأثره بالعمليات العسكرية الحاصلة بالداخل. أما الهدف الثاني منها، فتوجيه رسالة لأميركا والحلف الأطلسي ولكل الأطراف الذين يدفعون باتجاه تدخل عسكري، للقول بأن «سوريا جاهزة لتكون مقبرة الغزاة». وأضاف: «أما الرسالة الثالثة فللحلفاء، للتأكيد على أن الورقة السورية ورقة قوية، وبالتالي أنهم لا يزالون يستثمرون في ميدان ناجح».

وشدد حطيط على وجوب قراءة المشهد الإقليمي كاملا، أي مقارنة حجم المناورات السورية الحاصلة مع مناورات «الأسد المتأهب» في الأردن و«نسر الأناضول» في تركيا، ومناورات «الرسول الأعظم» في إيران.. وقال: «قراءة عامة للمناورات، تؤكد أن الحلف المعادي لسوريا نفذ مناورتين منخفضتي السقف، بينما نفذ الحلف السوري - الإيراني مناورات أضخم بكثير، مما يعني أن القدرات الدفاعية لسوريا أعلى كثيرا من القدرات الهجومية للخصم».

بالمقابل، اعتبر الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن «المناورات التي يجريها الأسد لا تتعدى محاولته رفع معنويات مؤيديه في الداخل بعدما انهارت تماما، لافتا إلى أن مساعيه للإيحاء للغرب بأنه مرتاح عسكريا وعلى جهوزية تامة لا تمر على أحد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «النظام السوري يعلم تماما أنه - وفي حال قررت أميركا و(الناتو) التدخل عسكريا في سوريا - فهو لن يتمكن من إطلاق صاروخ واحد، وهذا ما حصل في العراق، حيث كانت قدرات الجيش العراقي أهم وبكثير من قدرات الجيش السوري».

وأشار قاطيشا إلى أن «قوة الردع لدى النظام السوري ترتكز على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وهي أسلحة لن يستخدمها النظام على أراضيه، كونها وجدت للاستخدام على أراضي العدو».