نزاعات طائفية تتسبب في تدمير الإرث الثقافي الإنساني

قائمة التراث العالمي لليونيسكو تملك 878 عملا في 145 دولة

TT

ليست هي المرة الأولى التي تتسبب فيها نزاعات طائفية في تدمير آثار وشواهد تعتبر من الإرث الثقافي الإنساني المشترك، الذي تحاول اليونيسكو حمايته وتوفير الصيانة اللازمة له وحفظه من الاندثار، وذلك من خلال إدراجه في قائمتها. وتتألف قائمة التراث العالمي من ممتلكات يصل عددها إلى 878 عملا، منها 679 ممتلكا ثقافيا، و174 طبيعيا، و25 مختلطا، موزعة في 145 دولة.

وكانت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونيسكو، قد عبرت عن قلقها العميق وبالغ أسفها لما حدث في مالي، ووجهت نداء إلى المتحاربين للكف فورا عن ممارسات الهدم هذه. وصرحت بأن التقارير التي أفادت بهدم أضرحة «سيدي محمود» و«سيدي مختار» و«ألفا مويا» تثير أشد القلق، وقالت: «ليس ثمة ما يبرر هذه الممارسات المتعمدة، وإنني أطالب جميع المنخرطين في النزاع الدائر هناك أن يكفوا عن هذه الأعمال الفظيعة التي لا يمكن محو آثارها، وأن يتحلوا بالمسؤولية لحماية التراث الثقافي النفيس من أجل أجيال المستقبل».

بوكوفا، التي كانت تحضر مؤتمرا للجنة التراث العالمي في سان بطرسبورغ (الاتحاد الروسي)، دعت مرارا في بيانات سابقة لها، لتعزيز التعاون الدولي من أجل حماية المواقع التي لا تشهد فقط على العصر الذهبي لتمبكتو في القرن السادس عشر، بل تمتد أيضا إلى عهد يعود إلى القرن الخامس الهجري.

إلى ذلك، كانت اللجنة قد وافقت في 28 يونيو (حزيران) الماضي على طلب حكومة مالي بإدراج تمبكتو ومقام أسكيا في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر لليونيسكو. وتذكر أحداث مالي بما حدث في يوغوسلافيا السابقة من نزاعات أدت إلى استهداف جسر موستار القديم، وكذلك الوقائع المؤلمة لتدمير تماثيل بوذا العملاقة في باميان، بأفغانستان.

تمبكتو، التي تشهد أعمال تمرد عنيفة منذ مطلع العام الحالي، جعلت من دولة مالي، غرب أفريقيا، الشهيرة باستقرارها، مسرحا للمعارك والتخريب والفوضى التي أدت إلى تهجير ما يقرب من 300 ألف مواطن، ثم جاء تدمير الأضرحة الإسلامية التاريخية.