عائلات ضحايا مراح غاضبة من بث تسجيل صوتي لمفاوضاته مع الشرطة الفرنسية

محاميتهم: مصدومون لمعرفة محتواها عن طريق التلفزيون

TT

أثار بث القناة الفرنسية «تي إف 1» مقاطع من تسجيل صوتي للمحادثات بين القاتل محمد مراح والشرطة خلال حصاره في شقته، غضب عائلات الضحايا.

وبثت القناة الفرنسية أول من أمس مقاطع من المفاوضات التي جرت بين مراح، عندما كان متحصنا بشقته في تولوز (جنوب غربي)، والشرطة الفرنسية، التي انتهت بالهجوم على هذا الجهادي وقتله في 22 مارس (آذار) الماضي بعد حصار دام 32 ساعة.

وقالت محامية الضحايا سامية مكتوف: «الضحايا مصدومون لمعرفة محتوى المفاوضات عن طريق التلفزيون»، وتابعت: «إذا استمر الوضع بهذه الطريقة، فمن غير المستبعد أن تنتشر تسجيلات الفيديو لعمليات القتل التي صورها مراح، على الإنترنت»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

كما اعتبر، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، ريشار براسكيي أن «سماع هذا القاتل المتعجرف لا يمكن تحمله بالنسبة لأسر الضحايا». وطلبت أسر الضحايا من محاميتهم رفع دعوى قضائية لمنع بث هذه التسجيلات.

وردت إدارة القناة بأنها تتفهم «صدمة عائلات الضحايا؛ لسماعهم قاتل أحد أقربائهم».

وأوضحت مديرة الأخبار كاترين نايل أن القناة بثت التسجيلات لأنها قدرت أنها تحوي «قيمة إخبارية.. ومعلومات مهمة تدل على أن الشرطة حاولت إلقاء القبض على محمد مراح حيا».

من جهتها، اعتبرت المحامية الجزائرية لعائلة محمد مراح أن بث التسجيل الصوتي من جانب القناة الفرنسية بمثابة «مهزلة»، مبدية «استغرابها لاختيار توقيت هذا البث».

وتساءلت المحامية زهية مختاري: «لماذا لم يظهر التسجيل قبل هذا التوقيت؟ ولماذا انتظار بثه إلى الأسبوع الذي سأتوجه فيه إلى باريس لتقديم أشرطة الفيديو التي بحوزتي للقضاء؟».

وكانت المحامية قالت إنها ستتوجه في 12 يوليو (تموز) الحالي إلى باريس لتقدم شريطي فيديو صورهما محمد مراح نفسه، ويتهم فيهما المخابرات الفرنسية «بخيانته».

ويؤكد مراح في هذه المقاطع أنه مستعد لمواصلة عمليات القتل الجنونية، وأن له علاقات مع «القاعدة» والعصابات، كما شرح كيف استطاع التخلص من مراقبة عناصر الاستخبارات.

وفي 21 مارس الماضي قرابة الساعة الثالثة صباحا حاولت عناصر الشرطة مهاجمة الشقة التي كان يختبئ فيها محمد مراح، فواجههم بإطلاق نار كثيف.

لكن الاتصال حصل بين الطرفين وبدأت مفاوضات مع الشاب الجهادي الذي أظهر عزمه على عدم الاستسلام.

وقال للمفاوض: «أنا لم أفعل هذا من أجل أن أترككم تقبضون علي.. هل رأيت؟ نحن الآن نتفاوض. ثم لا تنس، بعيدا عن المفاوضات، أني مسلح، فأنا أعرف ماذا سيحدث، وأعرف كيف تتصرفون من أجل التدخل».

وتؤكد القناة أنها تمتلك أربع ساعات من التسجيل الصوتي، يتحدث فيها مراح عن اتصالات مع «إخوانه» في تنظيم القاعدة في باكستان، وعن عملياته المقبلة، وكذلك عن حياته المنفتحة التي كان يحياها. وقال بهذا الخصوص: «ذلك جزء من الحيلة».

ومحمد مراح فرنسي من أصول جزائرية، زرع الرعب بقتله بين 11 و19 مارس، ثلاثة عسكريين من أصول مغاربية وأربعة أشخاص يهود منهم ثلاثة أطفال.

وقال مراح إنه ينتمي إلى تنظيم القاعدة، قبل أن يتم قتله في 22 مارس، من قبل وحدة للقوات الخاصة في الشرطة الفرنسية خلال اقتحام الشقة التي كان يتحصن فيها. وأظهرت قضية محمد مراح الثغرات في جهاز مكافحة التجسس الفرنسي، الذي تعرض لانتقادات لعدم الاهتمام برجل سافر إلى باكستان وأفغانستان.