المعارضة السورية ترفض طرح كيلو بترؤس مناف طلاس لحكومة انتقالية

عقيد في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: لن نقبل به بأي حال من الأحوال لأنه ابن النظام

TT

لاقى الموقف الذي أطلقه المعارض السوري ميشيل كيلو من روسيا والداعي لترؤس العميد المنشق مناف طلاس لحكومة انتقالية في سوريا استهجان قوى المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني السوري والجيش الحر وهيئة التنسيق المحلية، الذين رفضوا الفكرة رفضا قاطعا؛ مشددين على أن المرحلة تستدعي تضافر الجهود لإيقاف القتل قبل النظر بمواضيع على علاقة بـ«الترف السياسي».

وكان كيلو وبعد لقائه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في موسكو قال في تصريح لراديو «صوت روسيا» إن «العميد مناف طلاس الذي انشق قبل أيام عن النظام، يمكن أن يكون شخصية مقبولة لترؤس الحكومة الانتقالية، لأن يديه لم تتلوث بدماء السوريين» معتبرا أنه «قد يضطلع بدور أساسي في سوريا».

ورد نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا وعضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني السوري فاروق طيفور على طرح كيلو، معتبرا أنه «من المبكر جدا الحديث عن حكومات انتقالية فيما دماء الشعب السوري تسيل على الأرض»، واصفا حديث كيلو بـ«البعيد عن المنطق والواقع».

ولفت طيفور إلى أنه «وعلى الرغم من أن المجلس الوطني يقدّر انشقاق طلاس فإنه يعتبر أولويته اليوم إسقاط النظام ليتم الحديث بعدها عن حكومة انتقالية أو غيره»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «جهودنا تنصب اليوم على تأمين الاحتياجات الأساسية لشعبنا كما على إيقاف عمليات القتل والإبادة وعلى دعم الجيش السوري الحر، وبالتالي ما نسعى إليه اليوم أبعد ما يكون عن مواضيع على علاقة بالترف السياسي».

وذكّر طيفور بأن «المعارضة السياسية السورية لا تزال بالخارج وأرضها مستباحة، وبالتالي طرح أي حل سياسي قبل إيقاف المجاز يعد غير منطقي»، وأضاف: «يبدو أن ميشيل كيلو يعيش في ظروف بعيدة كل البعد عن احتياجات شعبنا وطموحاته».

وبينما رفض قيادي في هيئة التنسيق المحلية التعليق بشكل رسمي على طرح كيلو، اكتفت مصادر رفيعة بالهيئة بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الطرح مستغرب من حيث الظروف والتوقيت».

وبموقف لافت، أعلن نائب رئيس الأركان في الجيش الحر العقيد المنشق عارف الحمود رفض الجيش الحر القاطع لترؤس مناف طلاس لحكومة انتقالية، وقال لـ«الشرق الأوسط» إننا «لن نقبل به بأي حال من الأحوال لأنه ابن النظام، ونحن الذين نعلم تماما ما قام ويقوم به اللواء 105 من الحرس الجمهوري الذي كان يرأسه طلاس».

ولفت الحمود إلى أن «انشقاق طلاس أضر بالنظام؛ لكنّه لم يخدم الجيش الحر أو المعارضة السورية.. فهو انتقل من سوريا إلى القصور الباريسية ولم يبق يقاتل في أرضه إلى جانبنا ولم يسكن في الخيم»، وأضاف: «لن نقبل بحلول من الخارج بعد الآن فالشعب السوري والثوار على الأرض وحدهم سيقررون مستقبلهم ويختارون من سيحكم».

وكانت ردود فعل الناشطين السوريين على طرح طلاس توالت على شبكات التواصل الاجتماعي، وقد توافقوا على التشكيك بالطرح من حيث مكان صدوره وظروفه. وفي هذا الإطار قال أحدهم: «أخطر ما في الخبر هو ترشيح مناف طلاس لرئاسة المرحلة الانتقالية، فهروب طلاس أظنه كان مدبرا لأن مشكلة الأطراف الدولية هي أنّها لم تكن تجد بديلا مقبولا بعد الأسد، وكانت دائما تعطي المهل للأسد ولنفسها، ويبدو اليوم أنّها وجدت ضالتها في مناف طلاس، الذي هو من نفس نظام الأسد، ولا يختلف عنه في شيء». ودعا الناشط «الثوار في سوريا لرفض أي شخص له علاقة بالنظام السابق».

واعتبرت ناشطة أخرى أنه «إذا كان الغرب يريد طلاس فمعنى ذلك أن هناك مؤامرة على الثورة ليتم تبديل بشار الأسد بطلاس الأسد»، وأردفت قائلة: «الجيش الحر والشعب السوري الثائر سينتخب قادته بنفسه ويسقط الجزار وينزل به القصاص هذا هو الحل الصحيح».