الرئيس اللبناني يبدأ غدا زيارة عمل إلى باريس

الملف السوري في مقدمة مواضيع البحث.. وفرنسا ما زالت «تتفهم» سياسة «النأي بالنفس»

ميشال سليمان
TT

سيكون الرئيس اللبناني ميشال سليمان، الذي يزور باريس يومي 11 و12 يوليو (تموز) الجاري، رابع رئيس دولة عربية يأتي إلى فرنسا منذ انتخاب فرنسوا هولاند رئيسا للجمهورية في 6 مايو (أيار) الماضي. وتحتل زيارة العمل التي يقوم بها سليمان أهمية خاصة بالنظر لتطور الأوضاع في سوريا ومخاطر تمددها إلى لبنان، كما ظهر ذلك نهاية الأسبوع الماضي حيث قتل مواطنان لبنانيان وجرح 9 أشخاص في قصف مدفعي سوري على الحدود المشتركة.

ودأبت باريس على التنبيه من انتهاك الحدود اللبنانية، الأمر الذي أكدته السلطات الفرنسية على أعلى المستويات، وبمناسبة الاتصالات التي حصلت بين هولاند وسليمان وكذلك مع رئيسي المجلس النيابي والحكومة. ومؤخرا بعث هولاند برسالة إلى النائب وليد جنبلاط كما تحادث وزير الخارجية لوران فابيوس هاتفيا مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.

وحدت للرئيس اللبناني 3 مواعيد رسمية رئيسية تتوج بقمة مع الرئيس هولاند في قصر الاليزيه ليل الخميس يتبعها عشاء عمل. ويشارك في العشاء وزيرا الخارجية والدفاع لوران فابيوس وجان إيفل ودريان. وقبل ذلك، يكون سليمان قد التقى رئيس الجمعية الوطنية كلود برتولون ورئيس مجلس الشيوخ جان بيار بيل. ويتشكل الوفد اللبناني من نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ومستشار الرئيس الدبلوماسي ناجي أبي عاصي وسفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر.

وستتركز مباحثات سليمان على الموضوع السوري، حيث ينتظر أن يطلع هولاند الرئيس اللبناني على الاتصالات الدولية التي تقوم بها فرنسا والاتحاد الأوروبي بعد مؤتمر باريس لأصدقاء الشعب السوري الذي لم يحضره لبنان جريا على عادته وعملا بسياسة النأي عن النفس. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن باريس «تتفهم» موقف الحكومة اللبنانية رغم أنها تلتزم تجاه النظام السوري سياسة تتسم بالتشدد وهي ما فتئت تضغط لتنحي الأسد وتعتبر، كما تبنت ذلك مجموعة أصدقاء سوريا، أن ورقة جنيف تنص ضمنا على رحيل الأسد واستبعاده من المرحلة الانتقالية المتمثلة بتشكيل حكومة مختلطة من المعارضة وبعض الحكم الراهن.

وينتظر أن يعرض سليمان قراءته للأزمة السورية وتداعياتها بما في ذلك على الوضع السياسي الداخلي وللموقف العربي من زاوية دور الجامعة العربية وللتدابير التي قام بها لبنان للتعامل مع اللاجئين السوريين إلى الأراضي اللبنانية. وستكون له مع الرئيس هولاند خلوة قصيرة.

وقالت المصادر الفرنسية إن هولاند سيؤكد مجددا تمسك فرنسا بأمن واستقرار وسلامة لبنان فضلا عن استعدادها للمساعدة. وتؤشر مشاركة وزير الدفاع الفرنسي في الاجتماع إلى أن موضوع المساعدات العسكرية الفرنسية للبنان سوف يثار.

وأضافت إن الرئيسين سيثيران ملف المشاركة الفرنسية في قوة اليونيفيل الدولية. وستعيد فرنسا تأكيد استمرارها في تحمل مسؤولياتها بالنظر للدور المهم الذي تعتبر أن اليونيفيل تقوم به.

ويطمح لبنان إلى أن يضم إلى ما يسمى «شراكة دوفيل» التي أطلقت بداية العام الماضي التي تلتزم بموجبها مجموعة الثماني للدول الأكثر تصنيعا بمساعدة بلدان الربيع العربي وتحديدا تونس ومصر. ثم ضم إليها المغرب والأردن. ويريد لبنان أن يكون جزءا منها. ولهذا الغرض، طرح الموضوع على الجانب الفرنسي الذي أبدى تجاوبه ووعد بإثارته في قمة المجموعة الأخيرة الأمر الذي تم فعلا ولم يلق معارضة من أي جهة. لكن تحقيق هذا المطلب بحاجة إلى مشاورات واتصالات إضافية ينتظر أن تقوم بها فرنسا في الأسابيع والأشهر القادمة.