الجيش السوري الحر يستعد لـ«معركة دمشق» النهائية

العقيد رياض الأسعد لـ«الشرق الأوسط»: حسمها سيكون خلال أسابيع معدودة

TT

في ظل تطور العمليات العسكرية التي يقوم بها «الجيش الحر»، الذي يؤكد قياديون فيه منذ فترة أن قدراته العسكرية والمعنوية شهدت تطورا ملحوظا في المرحلة الأخيرة، إضافة إلى وجوده «المؤثر» في العاصمة السورية، والحديث اليومي عن اشتباكات تدور في قلب دمشق مع القوات النظامية - بات الحديث عن اقتراب المعركة الحاسمة في دمشق ليس بالأمر المستحيل أو البعيد، على حد تأكيد عدد من الضباط في «الجيش الحر»، الذين يعتبرون أن معنويات قوات النظام تتدهور يوما بعد يوم؛ مدللين على ذلك بتزايد عدد الانشقاقات، ولا سيما في الرتب العليا. وهذا ما يؤكده أيضا، قائد «الجيش الحر»، العقيد رياض الأسعد، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الاستعدادات لبدء معركة دمشق جارية على قدم وساق، لا سيما أن معركة العاصمة - التي يجب أن تكون الأخيرة والحاسمة - تتطلب استعدادات وحسابات خاصة، وهذا مما أدى إلى تأخير المعركة، التي بمجرد أن تبدأ، ستحسم في فترة قصيرة لا تتجاوز الأسابيع المعدودة»، مضيفا: «أما اليوم، فيمكن القول إن الوضع اختلف، وبات بإمكاننا اتخاذ القرار في الوقت المناسب، بعدما بات (الجيش الحر) يتبع سياسة الاستيلاء على مستودعات الأسلحة التابعة للنظام، إضافة إلى تلك الموجودة على الحواجز». ونفى الأسعد المعلومات التي أشارت إلى تسلم «الجيش الحر» «صواريخ مضادة للمدرعات وصواريخ أرض/جو لإسقاط المروحيات، التي يمكن أن تستخدمها قوات الأسد لمنع الثوار من دخول العاصمة».

وفي حين رفض الأسعد الإفصاح عن أماكن وجود «الجيش الحر» بالتحديد في دمشق، قال: «وجودنا واضح من خلال العمليات التي نقوم بها، في دمشق أو في ريفها، وهناك عدد من هذه العلميات نفذت في أماكن عدة من العاصمة، ليست ببعيدة عن القصر الجمهوري». وعن أهمية وصول المعركة إلى دمشق وبالتالي إلى القصر الجمهوري المعروف بتحصيناته، أجاب الأسعد «ليس القصر الجمهوري الذي يحسم المعركة، بل المهم هو الاستيلاء على القطع العسكرية المحيطة به، ولا سيما الفرقة الرابعة وقوات القصر الجمهوري»، مؤكدا أن «بدء المعركة في دمشق سينعكس إيجابا على وتيرة الانشقاقات، ولا سيما في صفوف القيادات عندما يتأكد الجميع أن النظام بات في نهايته».. وأكد الأسعد أن النظام السوري كان قد أصدر تعميما، «اعتبر فيه كل الضباط السنّة خلايا نائمة وأمر بتصفيتهم، وذلك بعد اعتقاله أكثر من 3000 ضابط».

من جهته، اعتبر بشار الحراكي، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، أن معركة دمشق الحاسمة أصبحت قريبة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الاستعداد لهذه المعركة ليس جديدا، فـ(الجيش الحر) يعد لها منذ فترة طويلة، وخير دليل على ذلك العمليات العسكرية التي تنفذ في العاصمة، إضافة إلى وجوده في دمشق وريفها حيث تستقر الكتائب التي تقوم أيضا بالعمليات في العاصمة».

ولفت الحراكي إلى أن «قدرات (الجيش الحر) لم تكن تسمح له ببدء معركة دمشق، أما اليوم وبعد التطور في عملياته التي استهدفت مواقع في العاصمة واستيلائه على أسلحة، أصبح من الممكن القول إن (الجيش الحر) بات مستعدا لهذه المعركة».. ويرى الحراكي أن «الأمور بدأت تقترب من النهاية، والحسم لن ينتظر أن تفي الدول بوعودها لتسليح (الجيش الحر)، بعدما أصبح الأخير جاهزا لخوض معركته»، مضيفا أن «قوات النظام المنتشرة في كل المناطق السورية أصبحت منهكة ومشتتة، وحتى تلك التي تحيط بالقصر الجمهوري تم استخدامها في العمليات التي تنفذ خارج العاصمة، إضافة إلى نسبة الانشقاقات المتزايدة التي تفوق تلك التي يعلن عنها، ومن بينها قطع عسكرية بكاملها وضباط برتب عالية».

ويذكر أن المعارك العسكرية بين طرفي النزاع شهدت تطورا ملحوظا في الأسبوعين الأخيرين، ووقعت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات النظام في العاصمة وضواحيها. إذ دارت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، اشتباكات عنيفة في أحياء القابون وقدسيا والهامة ودمر في ريف دمشق حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية، لافتا إلى انتشار ملحوظ للأمن في دمشق، «لا سيما في الشوارع والأحياء التي توجد فيها مراكز أمنية ومبان حكومية والمنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري».

كذلك، أشارت معلومات صحافية إلى أن «المعارضة السورية تعد العدة والخطط الميدانية لدخول دمشق بهدف خوض المعركة الحاسمة مع نظام الرئيس بشار الأسد، والجيش السوري الحر يجهز 30 ألف عنصر».. وكشفت المعلومات أن «اجتماعات عقدت في تركيا جمعت قيادة الجيش السوري الحر بأجهزة استخباراتية وعسكرية من دول عربية وغربية لبحث كل التفاصيل اللوجيستية اللازمة لنقل المعركة بالكامل إلى قلب دمشق».

ولفتت إلى أن «نقل المعارك إلى شوارع دمشق سيؤدي إلى خروج الأسد من دمشق باتجاه مدينة اللاذقية الساحلية على الأرجح، وهذا أمر حيوي على المستوى الرمزي والمعنوي، لأنه سيرسل رسالة إلى الداخل السوري والعالم بأن الأسد لم يعد رئيسا لسوريا، مما يعزز فرص إلقاء القبض عليه أو قتله أو هروبه إلى خارج البلاد».