النظام السوري يختبر دفاعاته الجوية.. ويقول: نتصرف من موقع القوة السياسية والتفاوضية والميدانية

عضو بالمجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: استعراض العضلات دليل انهيار تام

TT

بالتزامن مع اختبار القوات السورية المسلحة لدفاعاتها الجوية، في اليوم الثالث للمناورات العسكرية التي تجريها منذ يوم السبت الماضي، منفذة مشروعا تكتيكيا - عملياتيا باستخدام الصواريخ القتالية الحقيقية والمدفعية المضادة للطيران لصد هجوم جوي وأرضي معادٍ مفترض، قرر النظام السوري رفع سقف خطابه السياسي ليؤكد أنه يتصرف اليوم من موقع القوة، وأنه «جاهز لصد أي هجوم عليه من أي نوع كان».. وهو ما وضعته قوى المعارضة في إطار «استعراض العضلات، بعدما حُشر النظام في الزاوية وتخلى عنه آخر حلفائه الروس».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بالأمس عن وزير الدفاع السوري داود عبد الله راجحة، قوله إن بلاده لن تسمح «للإرهاب في الداخل وللأعداء في الخارج بالنيل من صمودها»، مجددا تأكيده أن سوريا «بعزيمة شعبها وتماسك جيشها وحكمة قيادتها لن تسمح للإرهاب في الداخل وللأعداء في الخارج بأن ينالوا من صمودها وصلابة مواقفها المبدئية الثابتة».

وكانت صحيفة «البعث» الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم أكّدت في افتتاحيتها أمس أن سوريا «تتصرف اليوم من موقع القوة السياسية والتفاوضية والميدانية، من دون أن يعني ذلك الاستقواء على أحد، ومن دون أن ينفي ذلك أيضا أن الاحتمالات تبقى مفتوحة»، مشددة على أن «سوريا ستكون مستعدة لكل طارئ».

في هذا الوقت، تواصل القوات السورية مناوراتها العسكرية التي تشارك فيها القوات البرية والجوية والبحرية، ونفذت مؤخرا تشكيلات من الدفاع الجوي «مشروعا تكتيكيا - عملياتيا باستخدام الصواريخ القتالية الحقيقية والمدفعية المضادة للطيران لصد هجوم جوي وأرضي معاد مفترض في مختلف ظروف الموقف القتالي»، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا»، لافتة إلى أن رجال الدفاع الجوي أظهروا «مقدرة عالية على كشف الأهداف المعادية المفترضة ومتابعتها وتدميرها بكفاءة فائقة ومهارة متميزة باستخدام السلاح الحديث والمتطور». وبينما قلل الجيش السوري الحر في وقت سابق من أهمية هذه المناورات، مؤكدا عدم قدرة النظام على تنفيذ مناورات برية في ظل سيطرة الجيش الحر على 60 في المائة من الأراضي السورية، اعتبر عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني خالد خوجة أن «تصريحات رموز النظام الأخيرة - كما المناورات العسكرية - تندرج كلها في إطار استعراض العضلات؛ بعدما حشر في الزاوية وتخلى عنه آخر حلفائه الروس»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما يقوم به النظام حاليا يعكس حالته النفسية المذرية، بعدما أصبح غير قادر على التصدي حتى لهجمات الجيش السوري الحر، وبالتالي فهو مكبل اليدين في الميدان».

ورأى خوجة أن الرئيس السوري بشار الأسد يعمل حاليا على «استعراض كامل قوته مضاعفا استخدام العنف، بعدما استنفد كل ما لديه ولم يترك خطا للرجعة»، وأضاف «النظام يمر بحالة من الانهيار التام حاليا، والمناورات لا تعني شيئا، خاصة بعدما تجاوز الروس النظام وباتوا يخاطبون قوى المعارضة».

وعن تعاطي القوات المسلحة السورية خلال مناوراتها مع هجوم معاد مفاجئ، قال خوجة «الشعب السوري لم يعد يعول على تدخل عسكري خارجي من الناتو أو غيره، بعدما أصبح عناصر الجيش الحر يسيطرون على 60 في المائة من الأراضي السورية، كما أن المجتمع الدولي غير آبه بكل المناورات التي ينفذها النظام إن كان بحرا أو جوا أو برا».

بدوره، لفت الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر إلى أن «الهدف الرئيسي من المناورات التي يجريها النظام السوري هو الرد المباشر على المتحدثين في مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس الذين شجعوا الانشقاقات، خاصة أن المناورات التي تجري تشكل فرصة ذهبية للراغبين في الانشقاق». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس السوري أراد من خلال المناورات القول بأن الجيش السوري لا يزال قويا ومتماسكا، على الرغم من أن الإحصاءات الأخيرة تدل على أن 40 في المائة من الشعب السوري لا يزال داعما للنظام فيما يعارضه بشدة 40 في المائة، ويطالب الـ20 في المائة البقية بالاستقرار ولا يتعاطفون أو يعادون النظام».

وشدّد جابر على أنه «لا النظام قادر على حسم الأزمة السورية عسكريا، ولا قوى المعارضة المسلحة»، لافتا إلى أن «ما يجنب سوريا التفكك والحرب الأهلية هو فقط حل سياسي وتفاهم دولي كبير يخرجها مما هي تتخبط به».