قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط»: إيران تسعى لإفشال تحالف حزبي طالباني وبارزاني

برهم صالح إلى طهران بعد أيام من زيارة زعيم المعارضة الكردية لها

TT

أعلن مصدر مقرب من نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح، قبوله دعوة رسمية موجهة إليه من الحكومة الإيرانية، مشيرا إلى «أن صالح سيزور طهران نهاية الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات مع القادة الإيرانيين ستتركز بالدرجة الأساسية على التباحث بشأن الأزمة السياسية الراهنة بالعراق وعلاقات الإقليم وطهران، وسيلتقي بهذا الصدد مع كبار قادة الدولة الإيرانية».

وتأتي هذه الزيارة في أعقاب زيارة مماثلة قام بها رئيس المعارضة الكردية نوشيروان مصطفى قبل عدة أيام إلى طهران، وأجرى هناك مباحثات مع رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، ومستشار الأمن القومي سعيد جليلي، ووزير الخارجية علي أكبر صالحي، وربط قيادي كردي، طلب عدم ذكر اسمه، بين الزيارتين محددا أهدافهما الأساسية التي تتمحور حول البحث عن مخرج للأزمة السياسية الحالية بالعراق، إلى جانب مناقشة المسائل المتعلقة بالتحالفات السياسية، حيث تقود إيران حاليا جهودا لإجراء مصالحة بين الاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني وحركة التغيير التي يقودها نائبه السابق نوشيروان مصطفى بهدف التأسيس لتحالف استراتيجي جديد يكون بديلا عن التحالف القائم بين الاتحاد الوطني وحزب بارزاني، وقال المصدر: «بعد موقف الزعيم الكردي مسعود بارزاني من حكومة نوري المالكي الموالي للنظام الإيراني، وبعد التصعيدات المتكررة من بارزاني باتجاه إسقاط تلك الحكومة والتفاف قوى سنية وبعض الأطراف التي كانت محسوبة على النظام السابق حوله، أخذت إيران منحى يتجه باتجاه تغيير في التحالفات السياسية القائمة حاليا في العراق للوقوف بوجه محاولات الأطراف المعارضة للحكم الشيعي الموالي لإيران، وتمهيدا لذلك تسعى إيران حاليا إلى تحقيق مصالحة بين الاتحاد الوطني وحركة التغيير التي هي بالأساس حركة منشقة عن الاتحاد وترتبط قياداتها لعقود طويلة بقيادة الاتحاد الوطني، تمهيدا لإعادة دمج الحزبين، أو على الأقل تشكيل تحالف سياسي بينهما يكون بديلا عن التحالف الاستراتيجي القائم بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني الآيل للانهيار بسبب تداعيات الأزمة السياسية الحالية».

وفي سياق متصل بالأزمة الحالية بالعراق كشف النائب سلمان الموسوي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن «أن ورقة الإصلاح التي قدمها التحالف الوطني تعتبر الفرصة الأخيرة أمام القوى السياسية العراقية للخروج من الأزمة الحالية»، وكشف الموسوي عن مضمون تلك الورقة لموقع «خندان» الكردي بالقول: «إن الورقة تشمل أربعة محاور أساسية وهي، الالتزام بالدستور، وتنفيذ القرارات ذات الأبعاد الوطنية، والنظر في المطالب والمقترحات المقدمة من قبل أطراف الأزمة، وأخيرا وضع سقف زمني لتنفيذ جميع تلك المحاور، في مقدمتها إجراء الإصلاحات وخاصة بالملف الأمني، وأن مجمل هذه المحاور ستكون قابلة للنقاش في اجتماع وطني».

وأشار النائب عن ائتلاف دولة القانون إلى «أن وفدا كرديا يزور حاليا بغداد للقاء قادة التحالف الوطني، وسيقوم وفد من التحالف الوطني بزيارة إلى إقليم كردستان للتباحث حول تلك الورقة الإصلاحية»، لكن فؤاد معصوم، رئيس كتلة التحالف الكردستاني بالبرلمان العراقي، أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن أي وفد كردي من التحالف الكردستاني لم يجر أي مفاوضات أو حوارات هذه الأيام مع التحالف الوطني، فيما نفى عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، عدنان المفتي، في اتصال مماثل «أن يكون هناك أي وفد كردي من الحزبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، موجود حاليا في بغداد لإجراء المباحثات مع التحالف الوطني بهذا الشأن».