وزراء خارجية المغرب العربي بحثوا «جميع الاحتمالات» حول الوضع في شمال مالي

اجتماع لوزراء الداخلية في المغرب.. وليبيا طلبت من الجزائريين تسليمها أسرة القذافي

TT

قالت مصادر وثيقة الاطلاع، إن وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي اتفقوا خلال اجتماعاتهم في العاصمة الجزائرية أول من أمس على تنسيق جهودهم وربما «اتخاذ مبادرات مشتركة» للتعامل مع الوضع في مالي. وأبدت المصادر الرسمية في دول المغرب العربي تكتما حول ما إذا كان ذلك سيعني «تدخلا عسكريا» أو «مساندة تدخل عسكري من طرف دول غرب أفريقيا» للتعامل مع الجماعات المتطرفة في شمال مالي، بيد أن المصادر أكدت أن جميع الاحتمالات بحثت.

وعلى المستوى الرسمي قال البيان الذي أصدره وزراء الخارجية، إنهم اتفقوا على «المشاركة الكاملة لكافة الدول المغاربية في المجهودات الأمنية المبذولة على مستوى منطقة الساحل والصحراء». وكان سعد الدين العثماني، وزير خارجية المغرب، أحرج الجزائريين عندما قارن الوضع في مالي بالوضع في الصحراء، خلال كلمة علنية. وقرر وزراء خارجية المغرب العربي في السياق نفسه عقد اجتماع في المغرب لوزراء الداخلية في البلدان المغاربية حول إشكالية الأمن وذلك تمهيدا للقمة المغاربية التي يفترض عقدها قبل نهاية السنة الحالية في تونس.

وقالت المصادر الرسمية، إن اجتماع وزراء الداخلية العرب يهدف إلى «دعم وتعزيز هياكل وآليات التعاون الأمني والاعتماد عليها لبلورة استراتيجيات التعاون الأمني داخل منطقة المغرب العربي وبين الاتحاد ومحيطه الإقليمي». وقرر المجلس أيضا عقد اجتماع للمجالس الوزارية للشؤون القانونية والقضائية في ليبيا والشباب والرياضة في تونس والشؤون الدينية في موريتانيا.

وجاء في البيان الذي صدر عقب اجتماعات وزراء الخارجية، إنه جرى الاتفاق «على أن الإرهاب والجريمة المنظمة بما فيها الاتجار بالمخدرات والأسلحة والبشر والهجرة غير الشرعية والجماعات المسلحة وتمويل الإرهاب بكل أشكاله وما بينها من علاقات وثيقة متلازمة فضلا عن ظاهرة تبييض الأموال تشكل جميعها أخطارا تهدد الأمن المغاربي ومحيطه الأفريقي والمتوسطي». وفي موضوع ذي صلة، قالت مصادر واكبت الاجتماعات، إن وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال، طرح رسميا مع المسؤولين الجزائريين مسألة تسليم أفراد أسرة العقيد معمر القذافي الموجودين في الجزائر إلى السلطات الليبية، لكن السلطات الجزائرية لم تعقب على هذا الطلب. وكان بن خيال دعا الجلسة الافتتاحية لوزراء اتحاد دول المغربي العربي الجزائر لتحذو حذو تونس التي سبق وأن سلمت في وقت سابق البغدادي المحمودي آخر رئيس حكومة في عهد القذافي إلى السلطات الليبية. وقالت المصادر، إن ابن خيال طرح في لقاءات جرت في فندق شيراتون في العاصمة الجزائرية الذي احتضن اجتماع وزراء خارجية المغرب العربي، مسألة تسليم زوجة العقيد القذافي وابنته عائشة وابنيه محمد وهانيبال إلى السلطات الليبية، متعهدا بإجراء محاكمة عادلة لهم.