المتشددون يهدمون مزيدا من المعالم الأثرية في تمبكتو

اجتماع مغاربي يبحث الوضع في شمال مالي والجزائر ترى «فرصا قوية» لحل سياسي

TT

واصل متشددون من جماعة «أنصار الدين» في مدينة تمبكتو بشمال غرب مالي، أمس، هدم أضرحة لأولياء مسلمين في حرم أكبر مساجد المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي المهدد، وتعهدوا بهدم كل أضرحة المنطقة.

وقال شهود إن عناصر جماعة «أنصار الدين» الذين يسيطرون على تمبكتو منذ أكثر من ثلاثة أشهر، هدموا «بالكامل» ضريحين في جامع تمبكتو الكبير مستخدمين المجارف والمعاول. وقال أحد الشهود إن متشددين «يهدمون الآن ضريحين في جامع تمبكتو الكبير. وهم يطلقون النار في الهواء لإبعاد الحشد وتخويفه». وقال أحد أقرباء إمام المسجد «الضريحان ملاصقان للقسم الغربي للجدار الخارجي للجامع الكبير» والمتشددون «لديهم مجارف ومعاول ينهالون بها على الضريحين المبنيين بالحجر الجيري. وهم يقولون إنهم سيهدمون كل شيء». وقال شاهد آخر إن المتشددين طلبوا من فريق تابع لقناة «الجزيرة» في تمبكتو أن «يصور المشهد». ولاحقا، قال أحد الشهود «انتهى الأمر، لقد هدموا الضريحين. هذا محزن، إنها جريمة». وأورد شاهد آخر أنه شاهد «أناسا يبكون».

ويعد «الجامع الكبير» واحدا من أكبر ثلاثة مساجد في تمبكتو أدرجتها منظمة اليونيسكو على قائمة التراث العالمي المهدد. وكان متشددون من جماعة أنصار الدين قد بدأوا مطلع الشهر الحالي هدم سبعة أضرحة لأولياء من أصل 16 في تمبكتو وحطموا «الباب المقدس» لجامع ما أثار استنكارا في مالي وفي الخارج. وتضم تمبكتو أيضا عشرات آلاف المخطوطات التي يعود بعضها إلى القرن الثاني عشر، ويطلق عليها اسم مدينة الـ«333 وليا». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن «قريب» من جماعة «أنصار الدين» قوله أمس: «ما إن يتحدث الأجانب عن تمبكتو حتى يهاجم الإسلاميون كل ما يعتبر تراثا عالميا». وجاءت هذه التطورات فيما عقد وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي اجتماعا في الجزائر لدراسة الوضع في المنطقة ومنها الساحل الأفريقي. واعتبر وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي مساء أول من أمس أن هناك «فرصا قوية» لإيجاد حل سياسي لأزمة مالي، وقال: «بعد دراسة الوضع السائد في هذا البلد (مالي) خلال الأسابيع الأخيرة وصلنا إلى نتيجة أن هناك فرصا قوية لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة»، كما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية. وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول المغرب العربي أن الحل السياسي «يشكل قناعة مغاربية مشتركة». وأكد أن «الحوار ضروري بين الحكومة والأطراف المالية الأخرى».

من جهته قال وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إن قضية مالي أخذت «حيزا إضافيا من النقاش في هذا الاجتماع». وأكد العثماني في تصريح للصحافيين على هامش اجتماع الاثنين، وجود «اتفاق بين الدول الخمس على ضرورة التعبئة والتعاون لدعم جمهورية مالي وأمنها واستقرارها ووحدتها مع التأكيد على ضرورة أن يكون هناك حل سياسي للأزمة التي يعيشها هذا البلد».