عشية وصول سليمان.. باريس تناشد اللبنانيين عدم استجلاب الأزمة السورية

الخارجية الفرنسية: السلطات السورية تمثل تهديدا للسلام والأمن الإقليميين

TT

استبقت باريس وصول الرئيس اللبناني ميشال سليمان في زيارة عمل لفرنسا تدوم يومين يلتقي خلالها الرئيس فرنسوا هولاند ورئيسي مجلسي النواب والشيوخ كلود برتولون وجان - بيار بيل بإصدار بيان نددت فيه بأعمال العنف التي جرت على الحدود اللبنانية السورية «في الأيام الأخيرة»، وطالبت سوريا بـ«الاحترام الصارم لسيادة وسلامة الأراضي اللبنانية وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة».

واعتبرت الخارجية الفرنسية، في البيان الذي أصدرته أمس، أن استمرار أعمال العنف يبين أن «السلطات السورية تمثل خطرا على السلام والأمن الإقليميين، بسبب استمرار سياسة القمع الدموي التي تمارسها منذ 15 شهرا»، ونوهت بالإجراءات التي قرر لبنان اتخاذها لضبط الحدود مع سوريا «من أجل ضمان سلامة الحدود وأمن المواطنين اللبنانيين».

وسيكون الوضع على الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا وتطورات الملف السوري على رأس جدول المباحثات التي سيجريها الرئيس سليمان مع نظيره هولاند في باريس الذي يستقبله مساء الخميس ويجري معه جولة مباحثات يليها عشاء عمل.

ووضعت المصادر اللبنانية والفرنسية هذه الزيارة في إطار «المشاورات» التي تحصل دوريا بين باريس وبيروت على خلفية تخوف فرنسا من تداعيات الأزمة السورية على استقرار لبنان. وناشدت المصادر الدبلوماسية الفرنسية اللبنانيين تفادي استيراد النزاع السوري إلى لبنان الأمر الذي سيكون له أسوأ الآثار على السلم الداخلي والاستقرار اللبناني.

ولا تجد فرنسا «حرجا» في تفهم وقبول سياسة «النأي بالنفس» التي ينتهجها لبنان رسميا منذ اندلاع الأزمة السورية. غير أن مصادر فرنسية قالت سابقا لـ«الشرق الأوسط» إن «باريس لا تقبل أمرين تعتبرهما بمثابة (خطين أحمرين): الأول، دخول قوات سوريا إلى لبنان والثاني تسليم لبنان للاجئين سوريين إلى الأراضي اللبنانية». وبحسب مصادر فرنسية دبلوماسية، فإن باريس ستنظر في ما يطلبه الرئيس اللبناني في موضوع المساعدات التي يحتاجها الجيش اللبناني. كذلك فإن الرئيس هولاند «سيطمئن» نظيره اللبناني إلى استمرار بقاء باريس في إطار قوة اليونيفيل الدولية المنشورة ما بين نهر الليطاني والحدود اللبنانية - الإسرائيلية. وأخيرا، فإن هولاند سيعيد تأكيد التزام فرنسا بدعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وبتطوير العلاقات الثنائية بين الطرفين في «كافة المجالات».

أما على صعيد الملف السوري، فقد جددت باريس أمس دعوتها لضباط الجيش السوري للانشقاق عن النظام معربة عن أملها في أن يزداد عديد هؤلاء الذين يرفضون «تنفيذ أوامر القتل والقمع» الصادرة إليهم من السلطات السورية. وحتى الآن، ما تزال باريس تقول رسميا إنه «لا علم لديها» عن وجود العميد مناف طلاس، ابن وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس، الذي غادر سوريا أوائل الأسبوع الماضي.. إلا أن مصادر واسعة الإطلاع في باريس أفادت أن طلاس الابن موجود في فرنسا.

وسيكون الملف السوري كذلك موضع تباحث بين الرئيس هولاند وولي عهد أبوظبي وقائد القوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد الذي يستقبله بعد ظهر الخميس بحضور وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد. ويلتقي الأخير لاحقا نظيره الفرنسي لوران فابيوس.