مؤتمر حزب «العدالة والتنمية» المغربي ينعقد نهاية الأسبوع بحضور «إسلامي»

عبد الإله ابن كيران لم يترشح لولاية ثانية.. وقوانين الحزب تترك الأمر لمجلسه

جانب من الندوة التي عقدتها اللجنة التحضيرية لحزب العدالة والتنمية بالرباط أمس (تصوير: منير أمحميدات)
TT

قال عبد الله باها وزير الدولة (منصب يعادل نائب رئيس الحكومة) والقيادي في حزب «العدالة والتنمية» إن عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية لم يترشح لمنصب الأمين العام للحزب الذي يستعد لعقد مؤتمره نهاية الأسبوع الحالي. وقال باها إن ما نشر حول هذا الموضوع ليس صحيحا، لأن مسألة الترشيحات غير واردة طبقا لقوانين الحزب الداخلية؛ إذ إن المجلس الوطني (برلمان الحزب) هو الذي يرشح ويصوت على منصب الأمين العام. وطبقا للقانون الداخلي للحزب، فإن كل عضو في المجلس الوطني، الذي يبلغ عدد أعضائه 160 عضوا، يرشح ثلاثة أسماء لمنصب الأمين العام. كما يتم انتخاب أعضاء الأمانة العامة (المكتب السياسي) الخمسة عشر بالطريقة نفسها.

وقال باها، خلال ندوة صحافية عقدتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي يتولى رئاستها، في الرباط أمس، إن المؤتمر سينعقد في ظروف ملائمة، وسيستمر يومين، متوقعا أن يحقق نجاحا، مشيرا إلى أن شغل المناصب الرئيسية للحزب سيقتصر على ولايتين.

وسيناقش مؤتمر «العدالة والتنمية» تعديلات في قوانين الحزب تقضي بخلق منصب المدير العام للحزب (منصب إداري)، كما سيبحث أطروحة سياسية تعتمد شعار: «الإصلاح في ظل الاستقرار». وكان «العدالة والتنمية» امتنع عن النزول إلى الشارع للمطالبة بالإصلاحات السياسية، لكنه استفاد من موجة الاحتجاجات التي كانت قد انطلقت في المغرب في فبراير (شباط) من العام الماضي، كما استفاد من أجواء ما بعد إقرار دستور جديد، حيث التزمت الإدارة حيادا أدى إلى أن يحتل الحزب المرتبة الأولى في الانتخابات التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، مما مهد الطريق أمامه لقيادة الحكومة الائتلافية الحالية.

وتوقع عبد الله باها نجاح المؤتمر في تحقيق أهدافه، وقال، في إشارة غير مباشرة إلى الإشكالات التي واكبت انتقال الحزب من المعارضة إلى قيادة الائتلاف الحكومي: «لا أرى ما يجعل هذا المؤتمر استثناء عن المؤتمرات السابقة، ونحن نتوقع أن يكون ناجحا لأن جميع المؤتمرات السابقة كانت ناجحة». بيد أن باها أقر بوجود صعوبات في التكيف مع الوضع الجديد.

ودحض باها وجود أي تفكك على مستوى الحكومة التي يقودها حزب «العدالة والتنمية» وقال في هذا الصدد: «لم يحدث أي تفكك، ومن حق الوزراء التعبير عن مواقفهم، لكن المهم هو الحفاظ على التضامن الحكومي»، وقال إن هذا هو المعيار الأول، مشيرا إلى أنه «لم يحدث أن صرح أحد الوزراء بأنه ضد قرار اتخذته الحكومة، كما أن المعيار الثاني هو التزام الأغلبية مع البرلمان».

يشار إلى أن مؤتمر «العدالة والتنمية» سينعقد يوم الجمعة المقبل لمدة يومين، حيث سينتخب خلاله قيادة الحزب وهياكله التنظيمية. ويحضر المؤتمر 3300 عضو من بينهم 83 من خارج المغرب سيأتون من 12 دولة، ومن بين المؤتمرين 550 امرأة. وقالت مصادر اللجنة التحضيرية للمؤتمر إن ثلثي أعضاء المؤتمر من الجامعيين، في حين أن متوسط أعمار الأعضاء 42 عاما، ويبلغ سن أكبر عضو 75 عاما، وأصغر عضو 18 عاما، ويشكل العاطلون نسبة 3 في المائة من أعضاء المؤتمر.

وقال أعضاء اللجنة إن ضيوفا من دول عربية وإسلامية سيحضرون المؤتمر، منهم قادة أحزاب من الجزائر وتونس ومصر والسودان ولبنان وفلسطين وموريتانيا وتركيا. ومن أبرز الضيوف اليمنية توكل كرمان الحائزة جائزة نوبل للسلام.

ومعظم ضيوف المؤتمر من قيادات أحزاب إسلامية تربطها مع حزب العدالة والتنمية علاقات ذات طابع سياسي وآيديولوجي. وفي هذا الصدد، قال رضا بن خلدون مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب إن وفدا كبيرا من حركة حماس الفلسطينية سيحضر المؤتمر، مشيرا إلى أن من بين أعضائه موسى أبو مرزوق مع احتمال مشاركة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، كما أشار بن خلدون إلى أن عزام الأحمد من حركة فتح الفلسطينية سيحضر المؤتمر.