«إيسيسكو» تعتزم العمل على حماية الآثار الإسلامية في شمال مالي

جماعة أنصار الدين دمرت مساجد ومباني أثرية وحرقت مخطوطات

TT

تعهد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بأن تبذل المنظمة كافة الجهود لإعادة الاستقرار ومعالجة الأزمة التي تواجه شمال مالي، وخاصة ما يتعلق بالمحافظة على الآثار الإسلامية. وقال التويجري، إن «(جماعة أنصار الدين) التي تسيطر حاليا على شمال مالي، تعمدت هدم وتخريب معالم تراثية إسلامية، من مساجد ومبان أثرية ومخازن لها تاريخ وحرقت مخطوطات في مدينة تمبكتو المدرجة ضمن لائحة التراث العالمي»، كما ندد التويجري بشدة خلال ندوة صحافية في مالي بتدمير مواقع تراثية عالمية بتمبكتو.

ودعا التويجري العالم إلى الاهتمام بهذه القضية التي لا تهم دولة وحدها، وإنما تهم العالم بأكمله. وقال إن «ما يقع في تمبكتو لا يمت للإسلام بأي صلة لأن نشر الإسلام يأتي بالكلمة الطيبة وليس بالهدم وترهيب أناس أبرياء»، على حد تعبيره. وقال التويجري، إنه زار النيجر قبل يومين والتقى غودلاك جوناثا، رئيس الدولة، الذي عبر هو الآخر عن انزعاجه لما يقع في مالي، وخلال اللقاء طلب التويجري من رئيس النيجر أن تساعد بلاده مالي في السيطرة على الوضع. وفي سياق ذي صلة، قال التويجري، إن إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) اتصلت به منددة بالاعتداءات التي تتعرض لها المواقع التراثية في تمبكتو. وأكد التويجري، أن فريقا من «إيسيسكو» سيزور تمبكتو من أجل إعداد تقارير ستعتمد عليها إدارة المنظمة من أجل اتخاذ التدابير اللازمة.

وطالب الفقهاء والعلماء بالتدخل من أجل السيطرة عن الوضع، مشيرا إلى أن منظمة إيسيسكو مستعدة للمشاركة من أجل الحوار مع هؤلاء الناس وشرح أصول الدين الإسلامي لهم، معبرا عن خشيته من تدخل عسكري، وخشيته أيضا من تدمير باقي المعالم التاريخية، خاصة الخزانة التي تتوفر على مخطوطات وكتب نادرة. يذكر أن الإسلاميين دمروا مدخل مسجد سيدي يحيى، أكبر مساجد تمبكتو، وانتزعوا «باب القيامة» الذي لا يفتح أبدا لأنه وفقا للتقاليد المحلية فإن فتح هذا الباب هو علامة على قيام الساعة ولم يفتح منذ نحو 600 سنة.