المجلس الوطني السوري يذكر بثوابته قبل وصوله اليوم إلى موسكو

نشار لـ«الشرق الأوسط»: الحد الأدنى هو تنحي الأسد

TT

يبدأ وفد رفيع من المجلس الوطني السوري برئاسة الدكتور عبد الباسط سيدا اليوم زيارته إلى موسكو، تلبية لدعوة وزارة الخارجية الروسية لإجراء مباحثات رسمية مع الجانب الروسي بشأن تطورات الوضع في سوريا، وذلك بعد يومين على استقبال موسكو المعارض السوري البارز ميشال كيلو واقتراحه اختيار العميد مناف طلاس لإدارة المرحلة الانتقالية في سوريا ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد؛ الذي ووجه باستنكار موسع من كافة أطياف المعارضة السورية.

وتأتي زيارة وفد المجلس الوطني إلى موسكو اليوم غداة مواقف لافتة أعلنها المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان بعد لقائه الأسد وانتقاله إلى طهران، لناحية إشارته إلى منهجية جديدة لوقف العمل سيطرحها مع «المعارضة المسلحة»، بحسب توصيفه. كما تتزامن الزيارة مع إعلان روسيا استعدادها لاستضافة اجتماع جديد لبحث الأزمة السورية تشارك فيه القوى الكبرى. واستبق المجلس الوطني وصوله إلى موسكو ببيان أعلن فيه توجه رئيسه إلى روسيا، مؤكدا التزامه «بخط الثورة ومطالب الشعب السوري وهمومه وإرادته أمام شعبنا وثورتنا، ونعلنه بفخر أمام العالم أجمع». واختصر المجلس الوطني أبرز هذه الالتزامات بـ«العمل على إسقاط النظام بكل رموزه، والتأكيد على رحيل رأس النظام وزمرته الحاكمة قبل بدء أي مفاوضات لترتيب انتقال السلطة ودخول البلاد في المرحلة الانتقالية».

كما شدد على «دعم الجيش السوري الحر بكافة أشكال الدعم، بصفته إحدى أذرع الثورة والمدافع عن المتظاهرين والضامن الأساسي لاستمرار سلميتها.. إلى جانب عدم الإفلات من العقاب لكل من ارتكب الجرائم بحق الوطن والشعب، وذلك وفق القانون العادل، ومطالبة المجتمع الدولي بقرارات تحت الفصل السابع من مجلس الأمن، تفرض على النظام إيقاف أعمال القتل والمجازر الجماعية بحق الشعب، وتأمين حماية المدنيين بكل السبل الممكنة».

وفي سياق متصل، قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، سمير نشار، لـ«الشرق الأوسط» إن تأكيد المجلس ثوابته عشية توجهه إلى موسكو هو «رسالة مسبقة لكل التأويلات والقراءات الخاطئة التي قد تكون مقصودة للإساءة ربما إلى المجلس الوطني، كما يشكل رسالة أردنا إيصالها إلى الحكومة الروسية قبل وصول وفد المجلس إليها وفيها تأكيد تمسكنا بهذه الثوابت التي لا يمكن لنا التخلي عنها».

وشدد نشار على أن «وفد المجلس الوطني سيؤكد في روسيا أن إسقاط نظام الأسد وتنحيه هو النقطة الأولى التي يجب بحثها قبل الدخول في أي تفصيل أو اتفاق»، موضحا في الوقت عينه «ألا مؤشرات إيجابية لزيارة روسيا بعد سلسلة التصريحات السلبية الصادرة مؤخرا سواء عن الجانب الروسي أم عن أنان»، مؤكدا أن «الحد الأدنى الذي نقبل به للاشتراك في أي حل أو في حكومة انتقالية هو تنحي بشار الأسد، ولن نتنازل عن تضحيات السوريين ودمائهم لا للروس ولا أنان».

ولفت المعارض السوري إلى أن «المجلس الوطني استمع خلال وجوده في باريس لنصائح دول شقيقة وصديقة؛ أشارت إلى تحول ربما يكون قد طرأ على الموقف الروسي.. وبإمكان المجلس أن يعرف مدى حجمه من خلال زيارة إلى روسيا». وأضاف: «عقدنا أكثر من اجتماع في المكتب التنفيذي لبيان إيجابيات الزيارة وسلبياتها، وتم التوافق على إرسال وفد من المجلس الوطني تلبية لدعوة الخارجية الروسية لرصد حجم التحول في الموقف الروسي واختبار كم هو حقيقي في التخلي عن الأسد أم لا».

وكان عدد من أعضاء المجلس الوطني عقدوا مؤتمرا صحافيا في موسكو، أكدوا فيه تمسكهم بإسقاط نظام الأسد كخطوة أساسية لحل الأزمة في بلادهم. وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس، بسمة قضماني، إن «أي مفاوضات بشأن الأزمة يجب أن تكون برعاية الأمم المتحدة وبضمانة المجتمع الدولي».