معارك عنيفة في حمص ودير الزور ودمشق.. وسقوط نحو 50 قتيلا

المرصد السوري يتحدث عن مقتل أكثر من 17 ألف سوري منذ اندلاع الثورة

حرائق أشعلها متظاهرون معارضون للأسد في منطقة الكورنيش بقلب دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما تستمر محاولات قوات الأمن السورية منذ أكثر من أسبوع لاقتحام مناطق وأحياء يسيطر عليها الجيش السوري الحر في مدينة حمص وريفها، وفي وقت أفيد فيه عن اقتحامات ومداهمات واسعة النطاق تنفذها هذه القوات في العاصمة دمشق وريفها، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 17 ألفا و129 شخصا قتلوا خلال الانتفاضة المندلعة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ 16 شهرا.

وقال المرصد إن 11 ألفا و897 شخصا على الأقل مدنيون، لكنه أضاف أنه لا يستطيع أن يجزم كم منهم أصبح من المقاتلين الذين انضموا إلى حركة مسلحة قادها منشقون عن الجيش السوري.

وذكر المرصد أن «نحو 884 منشقا قتلوا خلال الحملة القمعية التي استهدفت حركة الاحتجاج التي بدأت في ربيع عام 2011 وتحولت الآن إلى تمرد مسلح »، مؤكدا أن «العدد الإجمالي للقتلى يشمل أفراد قوات الأمن التي ما زالت موالية للأسد وقتل منها 4348 فردا». وكانت السلطات السورية أعلنت في وقت سابق أن أكثر من 2600 من أفراد قوات الأمن قتلوا، لكنها لم تقدم أي إحصاء جديد منذ بضعة أشهر.

وبالأمس قال ناشطون إن العمليات الأمنية والعسكرية التي يشنها النظام في حمص ودرعا ودير الزور وحلب ودمشق أدت إلى مقتل ما يزيد عن 50 شخصا في أنحاء متفرقة في البلاد.

ومن حمص تحدث عضو لجان التنسيق المحلية سليم قباني لـ«الشرق الأوسط» عن «فشل كل محاولات قوات الأمن السورية لاقتحام مناطق القصير وتلبيسة والرستن في ريف حمص، وكذلك اقتحام أحياء جورة الشياح وحي القصور وأحياء حمص القديمة في مدينة حمص». وأشار قباني إلى «اشتباكات عنيفة ومستمرة بين عناصر الجيش النظامي وعناصر الجيش السوري الحر في هذه المناطق في ظل استخدام النظام للطيران العمودي لقصف الأحياء المدنية قصفا همجيا ووحشيا». وبينما وصف قباني الوضع الإنساني العام في حمص بـ«السيئ جدا»، أوضح أن قصف يوم أمس ترك أضرارا كبيرة في قلعة الحصن الأثرية. وكان المرصد السوري لفت إلى تجدد القصف على أحياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في مدينة حمص بوسط سوريا من قبل «القوات النظامية التي تحاصر هذه الإحياء الثائرة في محاولة للسيطرة عليها».

وقال ناشطون إن القصف تجدد بالمدفعية الثقيلة والهاون على مدينة القصير بمحافظة حمص واستهدف منازل المدنيين، وسمعت أصوات انفجارات تهز المدينة التي تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والكوادر الطبية، وسقط جرحى بمدينة الرستن وانهار عدد كبير من المنازل نتيجة نيران الطيران العمودي والدبابات، بحسب الهيئة العامة للثورة.

وفي دمشق أفاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية لحي القابون، وقال ناشطون إن «قوات الأسد اعتقلت عددا كبيرا من الأشخاص خلال حملة مداهمات واسعة النطاق، وذلك بحثا عن «مطلوبين للسلطات» في منطقة (عدرا) بريف دمشق». وأضافوا أن مواطنا قتل في حي البرزة الدمشقي تحت التعذيب بعد اعتقاله منذ أكثر من شهر من قبل قوات الأمن، بينما «شهد حي المهاجرين انتشارا لقوات الأمن ولمسلحين تابعين للقوات النظامية».

ويأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه الهيئة العامة للثورة السورية بأن بلدتي قطنا ودير العصافير بريف دمشق تعرضتا «لقصف وحشي» من قبل الجيش النظامي.

وفى مدينة درعا قالت لجان التنسيق المحلية إن عدة أحياء تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية تركز بشكل أساسي على أحياء درعا البلد ودرعا المحطة ومخيم النازحين، ما أدى إلى سقوط جرحى.

ولفت المرصد السوري إلى سماع أصوات انفجارات عدة في حي طريق السد، مترافقا مع حظر تجول في المدينة وانتشار كثيف لقوات النظام وتمركز القناصة على أسطح المنازل. كما شهدت بلدة نصيب على الحدود السورية الأردنية بعد منتصف ليل الاثنين «اشتباكات عنيفة بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية»، بحسب المرصد.

وبث ناشطون صورا لقصف بقذائف الهاون تعرضت له بلدة بصر الحرير بدرعا صباح الثلاثاء، وتلقت أحياء مدينة درعا، خصوصا حي الأربعين، وابلا من القذائف سقط على إثره عدد من الجرحى، وتهدم عدد من المساكن وسط حملة دهم للمنازل من لدن قوات الأمن والجيش السوريين. وقالت شبكة «شام» إن انفجارات كبيرة سمعت يوم أمس في حي طريق السد بمدينة درعا مع إطلاق نار كثيف في محيط الحي والقذائف تتساقط بكثرة، مع حظر تجول في المدينة وانتشار كثيف لقوات النظام وتمركز القناصة على أسطح المنازل.

وبالتزامن أفادت شبكة «شام» والهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات الجيش السوري أقدمت على ردم العشرات من آبار مياه الشرب بمنطقة شمال اللجاة بمحافظة درعا، وذلك في محاولة لحرمان عناصر الجيش الحر من مصادر المياه أثناء تحركهم والضغط على السكان المحليين لمنعهم من التعاون مع الجيش الحر.

وفي محافظة حلب أفاد المرصد بتعرض بلدات تل رفعت ومنغ بريف حلب بعد منتصف ليل الاثنين «لقصف عنيف من قبل القوات النظامية المتمركزة في مطار منغ العسكري»، لافتا إلى «ترافق ذلك مع حركة نزوح للأهالي». وأوضح المرصد أن مقاتلين معارضين قتلا خلال اشتباكات على مداخل مدينة إعزاز.

وقتل في مدينة دير الزور سائق متطوع لسيارة إسعاف إثر إصابته بإطلاق رصاص فجرا في المدينة التي شهدت «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية التي قتل أربعة من عناصرها خلال اشتباكات دوار الدلة»، بحسب المرصد.

كما هاجم مقاتلون معارضون القسم الغربي من مدينة الزور بقذائف «آر بي جي»، وتعرضت أحياء عدة في المدينة لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليها، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى تعرض مدينة الموحسن في ريف دير الزور لقصف من قبل القوات النظامية في محاولة للسيطرة عليها.

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية أن مجموعة مسلحة اغتالت يوم أمس طبيبا في دوار الكرة الأرضية بمحافظة حلب. ونقلت عن مصدر بالمحافظة أن المجموعة ترصدت الطبيب، ويدعى الدكتور عبد الباسط عرجة، في دوار الكرة الأرضية أثناء ذهابه بسيارته إلى عمله في مخبر التحاليل الطبية الذي يمتلكه في حي سيف الدولة بحلب، وأطلقت النار عليه مما أدى إلى إصابته، حيث تم نقله إلى مستشفى حلب الأهلي مفارقا الحياة.

وفي سياق متصل، قال ضابط المظلات النقيب إيهاب بيطار إنه سرب لمعارضي النظام السوري في إدلب على مدى أشهر خططا سرية خاصة بعمليات للجيش السوري، وأضاف بيطار الذي انشق عن الجيش السوري وهرب إلى تركيا أن ما شاهده في سوريا في الأشهر الأخيرة كان مخيفا للغاية، حيث تم إعدام اثنين من الجنود المنشقين، ودهس الجيش عددا من أفراده المنشقين عنه في مدينتي إدلب وسراقب بالدبابات.

وقال النقيب المنشق إنه من السابق لأوانه القول إن العميد مناف طلاس، وهو أحد قادة الحرس الجمهوري، قد انشق عن النظام، مضيفا أنه لا يعرف إذا كان قد انشق أم ربما ذهب لباريس حاملا رسالة من النظام.