الرئيس المصري: ما تحدث به خادم الحرمين كان لصالح المنطقة ومصر

قال إن اجتماعه مع الأمير سلمان استكمالا للنقاط الكثيرة الطيبة التي كانت مستمرة والتي نريد لها تقوية أكثر في المستقبل

الأمير سلمان بن عبد العزيز لدى زيارته للرئيس المصري في مقر إقامته بجدة (واس)
TT

أكد الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي أن المملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين وراعية مشروع «الإسلام الوسطي السني»، وأن مصر هي الحامية لهذا المشروع، وما بين الراعي والحامي أنساب وصهر.

وعاد مرسي إلى القاهرة مساء أمس بعد زيارة للمملكة استغرقت يومين، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصب الرئيس. أجرى خلالها محادثات مثمرة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، تناولت تدعيم العلاقات الثنائية والموضوعات الخاصة بالاستثمار ومعوقات تدفق التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين وأوضاع المصريين العاملين في السعودية وزيادة فرص العمل للعمالة المصرية، إضافة إلى بحث القضايا العربية والإقليمية في المنطقة.

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز زار مساء أول من أمس، الرئيس المصري في مقر إقامته بجدة. وقد عقد اجتماعا رحب في بدايته بالرئيس المصري في بلده الثاني المملكة العربية السعودية، متمنيا له طيب الإقامة فيها.

من جهته، أكد الرئيس محمد مرسي أن مباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في أول زيارة له للخارج تصب في صالح الشعبين واستقرار المنطقة. وأضاف قائلا في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط: «كنت حريصا على أن تكون أول زيارة لي خارج مصر إلى المملكة العربية السعودية، وأن ما دار بيننا من حديث كله لصالح المنطقة واستقرارها ولصالح الشعبين المصري والسعودي».

وقال في تصريح للصحافيين عقب اللقاء: «إن ما تحدث به خادم الحرمين الشريفين كله لصالح المستقبل ولصالح المنطقة ولصالح مصر، ورأيت فيه الحكمة والعقل والمعرفة والحب لأهل مصر واستشعرته في كل كلمة وكل حركة وكل سكنة منه».

وأوضح الرئيس المصري أنه كان حريصا على أن تكون أول زيارة له خارج مصر للمملكة العربية السعودية مهبط الوحي وجامعة القلوب «لما تتمتع به العلاقات المشتركة بين البلدين من عمق تاريخي ممتد الجذور».

وأردف بقوله: «أنا أحمل كل معاني الحب لإخواني وأحبائي في المملكة العربية السعودية، وكلنا تهفو قلوبنا إلى الحرمين ولسكان المملكة العربية السعودية ولرجال وملوك وأمراء هذا البلد العظيم، والتاريخ كله مليء بالخير من هؤلاء في المنطقة».

وأكد أن استقرار المنطقة يستلزم استقرار مصر واستقرار الخليج، وعلى رأس دول الخليج المملكة العربية السعودية. وقال: «ندعم هذا ونمضي عليه تحت ظل الأخوة والمحبة والمستقبل بمشيئة الله تعالى بين البلدين، وما دار بيننا من حديث وجرى بيننا من حوار كله لصالح المنطقة واستقرارها ولصالح الشعبين الشقيقين، وتحدثنا عن الاستقرار والأخوة والتواصل والاتصال والمحبة الدائمة».

وحول اجتماعه بالأمير سلمان بن عبد العزيز، قال الرئيس المصري: «إن الاجتماع يأتي استكمالا لبعض النقاط الكثيرة الطيبة التي كانت مستمرة، والتي نريد لها تقوية أكثر في المستقبل».

من جانبه، قال الأمير سلمان جوابا عن سؤال عن مستقبل العلاقات السعودية – المصرية: «أقول إن ما قاله الرئيس محمد مرسي يعبر عن رأي خادم الحرمين الشريفين والمملكة وشعب المملكة».

إلى ذلك، أدى الرئيس محمد مرسي والوفد المرافق له مناسك العمرة أمس، حيث كان في استقباله عند مدخل المسجد الحرام عدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

إلى ذلك التقى مرسي مع الجالية المصرية بالسعودية في مقر القنصلية العامة في جدة، بحضور نحو 300 من ممثلي الروابط والجمعيات المهنية بمختلف أنحاء السعودية وأعضاء السلك والبعثات الدبلوماسية بالسفارة، واستمع إلى مقترحات وأفكار بشأن مساهمة الجالية في دعم الاقتصاد الوطني وكذلك حل مشاكل الجاليات المصرية في الخارج.

وقال الرئيس المصري، خلال لقائه بالجالية المصرية في السعودية، إن مصر تحتاج إلى المملكة العربية السعودية، والسعودية تحتاج إلى مصر، وإنه إذا اتفق الشعبان والدولتان ستكون هناك نهضة حقيقية في العالم العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن السعوديين قادة وشعبا كانوا دائما في حضن مصر وكانت مصر في أعينهم وكانوا مع مصر أوفياء.

وكشف الرئيس مرسي عن اعتزامه تعيين مستشار للرئيس لشؤون المصريين في الخارج، كما أعلن موافقته على فتح حساب لتبرعاتهم في مشروع نهضة مصر، ووعد الرئيس ببحث تضمين الدستور القادم ما يسمح بتخصيص حصة في البرلمان للمصريين بالخارج، كما أكد أهمية دعم الخدمات القنصلية وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة لها، وبحث إقامة فرع للنادي الأهلي المصري في السعودية بالتنسيق مع سلطاتها بما يتوافق مع قوانين البلدين.

ونوه مرسي برعاية واهتمام السعودية بالحرمين الشريفين ومشروعات التطوير والتوسعة من أجل خدمة وراحة الحجاج والمعتمرين والزوار الذين يزداد عددهم عاما بعد عام، مؤكدا أن العرب والمسلمين يحتاجون إلى نموذج للتآخي والوحدة ولم الشمل والقدوة من أجل صنع حضارتهم وتقدمهم وازدهارهم دون تدخل في الشؤون الداخلية.

من جهته، كشف الدكتور ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، عن أنه تم الاتفاق خلال مباحثات الرئيس محمد مرسي مع القيادة السعودية على زيادة الاستثمارات السعودية في مصر، ومنح المزيد من الفرص للعمالة المصرية الماهرة للعمل في المملكة، وحل القضايا العالقة ومشاكل الربط البري التي تعوق تدفق التبادل التجاري والاستثماري.

ووصف الدكتور ياسر علي، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، لقاء الرئيس مرسي بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنه كان لقاء مفعما بالود والتفاهم بما يدل على مدى ارتباط البلدين حكومة وشعبا، وحرص الجانبين على أن تكون آفاق التعاون مثمرة وأفضل من سابقتها.

وأوضح أن المباحثات تناولت أيضا بعض القضايا الخاصة بتسهيل قضايا الحج والعمرة للمصريين، وقضايا العمل العربي المشترك ومواجهة الأخطار المحيطة بالأمة العربية، كما تم الاتفاق على دعم العمل العربي المشترك بشكل كبير وتفعيل دور جامعة الدول العربية في هذا الجانب.

وحول معوقات الاستثمار والمخاوف والقضايا العالقة للمستثمرين السعوديين، قال الدكتور ياسر علي إنه تمت أيضا مناقشتها وبحث سبل حلها وإزالة المخاوف، وكانت قد تمت مناقشتها مع السفير السعودي في القاهرة، وتعهد الرئيس مرسي بالعمل على سرعة حل هذه القضايا حرصا من مصر على أن يجد المستثمر العربي والسعودي على وجه الخصوص في مصر مناخا جاذبا وآمنا للاستثمارات.

وأكد علي أن ولي العهد السعودي اقترح ضرورة تكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين ورجال الأعمال من الجانبين بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة المصرية الجديدة، بحيث يتم عرض كل آفاق الاستثمار ودعم حركة التواصل، كما تم الاتفاق أيضا على العمل من أجل حل جميع مشاكل الربط البرى بين الجانبين وتكثيف المباحثات في هذا الإطار، من أجل مضاعفة حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية.

وفي السياق ذاته، أكد السيد محمد كامل عمرو وزير الخارجية أن العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية سوف تشهد خلال المرحلة المقبلة مزيدا من التطور والنمو والازدهار، وأن مصر والسعودية يشكلان حجر الزاوية في مسيرة العمل العربي المشترك، وأي تقدم في العلاقات بين البلدين يصب في صالح المنطقة كلها. وأضاف أن الزيارة سوف تترك آثارا إيجابية في النواحي الاقتصادية في إطار العلاقات المستمرة القوية بين الدولتين، ووصف زيارة الرئيس مرسي للسعودية بأنها تأتي في إطار العلاقات القوية التاريخية بين مصر والمملكة.

إلى ذلك، أعلن الرئيس محمد مرسي أنه سيتوجه إلى إثيوبيا الأحد المقبل لحضور القمة الأفريقية المزمع عقدها في أديس أبابا يومي 15 و16 يوليو (تموز) الحالي، مؤكدا أن مصر ستعود لأحضان أفريقيا وإلى دول منابع النيل.