الرئيس سليمان يطلب من فرنسا مساعدته في المحافظة على أمن لبنان واستقراره

باريس «متفهمة» لسياسة لبنان النأي بنفسه عما يجري في سوريا

TT

أظهرت لقاءات الرئيس اللبناني ميشال سليمان في باريس، التي توجها اجتماعه بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء، واستكمال المناقشات على عشاء العمل، أن هموم فرنسا ولبنان «واحدة»: «فرنسا تريد المحافظة على لبنان وحمايته من التطورات الحاصلة في العالم العربي، وخصوصا في سوريا، ولبنان راغب في مساعدة باريس ليجتاز هذه المرحلة الخطرة من غير أن يهدد استقراره أو تمس سيادته».

وخلال الاجتماعات الثلاثة التي عقدها سليمان مع الرؤساء الفرنسيين الثلاثة «الجمهورية ومجلسي الشيوخ والنواب» سمع الرئيس اللبناني من محادثيه تعبيرهم عن «القلق» الذي يساور فرنسا من تمدد الأحداث السورية إلى لبنان، ودعوتهم اللبنانيين إلى تفادي «استيراد» الأزمة السورية بتشعباتها المعقدة إلى لبنان، كما سمع منهم «تفهمهم» لموقف لبنان «النائي بنفسه» نظريا عما يجري في سوريا، وعن تمدداتها عربيا ودوليا.

وبحسب مصادر فرنسية واسعة الاطلاع، فإن ثمة أمرين ترى فيهما باريس خطا أحمر، وهما اجتياز القوات السورية للحدود المشتركة مع لبنان، وقيام لبنان بتسليم لاجئين سوريين إلى أراضيه إلى الجانب السوري.

وحدد سليمان، في تصريحات مقتضبة للصحافة، عقب لقائه رئيس مجلس النواب «الجديد»، كلود برتولون، أهداف زيارته لباريس، وهي الأولى منذ وصول الرئيس هولاند إلى قصر الإليزيه، بثلاثة أهداف؛ تعزيز العلاقات الثنائية، تعزيز دور فرنسا في إطار قوة «يونيفيل» الدولية المنتشرة على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، التي قال عنها سليمان إنها «أرست حالة سلام منذ عام 2006 وحتى الآن»، وأخيرا «طلب دعم لبنان إزاء تطورات الشرق الأوسط ومساعدته على المحافظة على استقراره وأمنه وبقائه على موقف حيادي، في ظل التطورات الحاصلة في البلدان العربية بانتظار أن تتحول إلى ديمقراطيات».

و«تتفهم» باريس الموقف اللبناني لوعيها هشاشة الوضع السياسي - الاجتماعي وصعوبة التركيبة اللبنانية، وذلك على الرغم من الموقف بالغ التشدد الذي تلتزمه باريس إزاء النظام السوري، ودعواتها المتلاحقة لتشديد العقوبات ضده على جميع المستويات السياسية والمالية والاقتصادية، ورغبتها في تبنيها على صعيد مجلس الأمن الدولي.

وسعى سليمان، وفق مصادر فرنسية حضرت جانبا من اجتماعاته، إلى «طمأنة» الفرنسيين على استتباب الأمن في لبنان، على الرغم من الانقسامات التي يعرفها إزاء ما يحصل في سوريا. وعرض الرئيس اللبناني لانتشار الجيش وتعزيزه على الحدود المشتركة مع سوريا، خصوصا في الشمال، بعد الأحداث الأخيرة التي عرفها وتكرار التعديات على الحدود اللبنانية، وسقوط قتلى وجرحى في الجانب اللبناني. لكن المصادر اللبنانية لا تخفي هواجسها إزاء المشكلات المتنقلة لبنانيا، التي على صلة بالتطورات السورية.

وقال النائب الفرنسي هنري جبرايل، وهو من أصل لبناني وسيكون رئيسا لمجموعة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في مجلس النواب الفرنسي، إن باريس «متخوفة من الأضرار الجانبية» التي يمكن أن تصيب لبنان. وسئل سليمان كثيرا عن كيفية قراءته لتطورات الأزمة السورية وتبعاتها، بينما عرض الجانب الفرنسي تتمات مؤتمر باريس لأصدقاء الشعب السوري، وما يحصل في مجلس الأمن الدولي من مداولات بغرض التصويت على قرار يضع خطة المبعوث الدولي – العربي، كوفي أنان، تحت الفصل السابع.

وعرض لبنان لحاجاته المتزايدة لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه على صعيد الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية، علما بأن كثيرا من اللاجئين السوريين الهاربين من الأحداث في بلادهم يزيد على 40 ألف شخص.