مواطنون.. على باب الرئيس

مطالبهم تتراوح بين المعاش والنقل الوظيفي والسكن

TT

طابور طويل يمتد أمام باب ديوان المظالم بقصر عابدين الرئاسي بوسط القاهرة، رغم حرارة الشمس، بينما يجلس عشرات آخرون على الرصيف أمام بوابة القصر ينتظرون النداء على أسمائهم. ملابسهم البسيطة تدل على حالهم، القاسم المشترك بينهم هو الأوراق التي يحملونها في أيديهم، وهي عبارة عن طلبات أو شكاوى يريدون تقديمها لديوان المظالم الذي أنشأه الرئيس محمد مرسي الأسبوع الماضي.

«يا رب يسر لي أمري» هكذا قالت السيدة أم هند، التي توفي زوجها قبل خمسة أعوام، تاركا لها 3 بنات كبراهن في المرحلة الثانوية، وهي تقف أمام بوابة ديوان المظالم.

وتضيف أم هند: «أتقاضى معاشا شهريا عن زوجي يبلغ 300 جنيه، وهو غير كاف لمواجهة متطلبات الحياة لي ولبناتي، وأضطر للعمل خادمة في المنازل لأكسب بعض الجنيهات القليلة التي تعينني على تعليمهن».

وتقول: «لا أطلب سوى أن تمنحني الحكومة معاشا يكفي لتعليم بناتي، فأنا حريصة على أن يكملن تعليمهن لأنه سلاحهن في الحياة، أو أن تعينني الحكومة في أي وظيفة ثابتة تدر علي دخلا ثابتا».

وتوضح أنها استعانت بابنتها الكبرى لكي تكتب لها الطلب الذي قدمته في ديوان المظالم، وحضرت منذ الثامنة صباحا لتقديمه، وفوجئت بأن عليها انتظار نحو 80 شخصا وصلوا قبلها فحجزت دورها ببطاقتها الشخصية وجلست تستظل بشجرة مواجهة للقصر حتى جاء دورها.

أما عبد النبي السيد فجاء من كفر الدوار ليقدم شكوى لرئيس الدولة يتضرر فيها من صدور حكم قضائي بحبسه ثلاث سنوات وغرامة 36 ألف جنيه (6 آلاف دولار)، بسبب خلافات زوجية.

ويقول عبد النبي: «تشاجرت مع زوجتي منذ سنتين فحررت ضدي محضرا بتبديد قائمة المنقولات الزوجية وهو بلاغ كيدي، وصدر ضدي حكم بالحبس ثلاث سنوات وتسديد قيمة القائمة البالغة 36 ألف جنيه، وأنا عامل في مصنع ولا أستطيع تسديدها وجئت هنا لأطالب رئيس الجمهورية بالتدخل لإنقاذي من الحبس وحل المشكلة».

أما إبراهيم عبد الله وهو مدرس من كفر الشيخ فجاء إلى قصر عابدين ليطلب من الرئيس التدخل لإعادته مرة أخرى للعمل في محافظته بعدما نقل بسبب مشكلة مع رئيسه إلى محافظة أخرى، الأمر الذي يكلفه مشقة وأموالا كثيرة.

ويقول إبراهيم: «نقلت منذ عامين للعمل في محافظة الإسكندرية تعسفيا بسبب خلافي مع أحد رؤسائي الذي كان يتمتع بعلاقة جيدة مع جهات أمنية، وحاولت كثيرا قبل وبعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 إلغاء هذا النقل التعسفي والعودة للعمل في محافظتي لكني لم أنجح». ويضيف: «عندما أعلن الرئيس مرسي عن إنشاء ديوان المظالم تفاءلت خيرا وقررت أن أقدم شكوى أشرح فيها ما تعرضت له، وعندي أمل كبير في أن تحل مشكلتي».

وقرر الرئيس محمد مرسي بداية الأسبوع الماضي إنشاء مكتبين لديوان المظالم بقصري عابدين والقبة الرئاسيين لتلقي شكاوى وطلبات المواطنين، وقالت مصادر بالرئاسة المصرية إن الديوانين تلقيا أكثر من تسعة آلاف شكوى وطلب خلال الأسبوع الماضي. وقال الدكتور ياسر علي القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس مرسي تلقى تقريرا يوم الثلاثاء الماضي عن ديوان المظالم، مشيرا إلى أن الديوان تلقى حتى يوم الثلاثاء الماضي 9624 شكوى، موضحا أن الرئيس مرسى أكد ضرورة سرعة التواصل مع أصحاب الشكاوى وتخصيص خط ساخن لتلقي أي استفسار من أصحاب المظالم.

وأشار إلى أن وزارة الاتصالات ستدشن خطا ساخنا خاصا بديوان المظالم قريبا، كما سيتم توفير وسائل تواصل متقدمة وحديثة مثل الإنترنت حتى يمكن للمواطنين التواصل ومتابعة شكاواهم من منازلهم أو أي مكان آخر.