النظام يقصف دمشق بـ«الهاون» للمرة الأولى

يستخدم القنابل العنقودية

TT

أفاد ناشطون سوريون بأن قوات الأمن السورية قصفت وللمرة الأولى يوم أمس مناطق في العاصمة دمشق بقذائف الهاون، بينما أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 60 شخصا في إدلب وريف حماه وحمص ودرعا ومناطق ريف دمشق.

وعشية المظاهرات التي دعت إليها قوى المعارضة في جمعة «إسقاط أنان خادم الأسد وإيران» في إشارة للمبعوث الدولي كوفي أنان، قال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت يوم أمس الخميس للمرة الأولى بقذائف الهاون منطقة البساتين في حي كفرسوسة قرب الطريق السريع جنوب دمشق، مما سبب موجة نزوح من المنطقة. وأظهر فيديو التقطه ناشطون دخانا كثيفا يتصاعد من وسط الأشجار والمباني. ولم ترد على الفور تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال ناشطون في كفر سوسة إن قوات النظام تطلق قذائف الهاون على حقول عند مشارف المدينة لإجبار مقاتلي الجيش الحر المختبئين هناك على الخروج.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية اقتحمت ظهر يوم أمس حي اللوان في دمشق «وشنت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية، ونصبت حواجز عدة مدعومة بمدرعات داخل الحي». كما ذكر أن قذائف هاون عدة سقطت على بساتين حي كفرسوسة في العاصمة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن منطقتي البساتين وحارة السبيل في حي القدم في دمشق تعرضتا للقصف.

ومن الزبداني، تحدث الناشط فارس الدمشقي لـ«الشرق الأوسط» عن «سقوط ما يزيد على 50 قذيفة يوم أمس على منازل مدنية، مما أدى لمقتل وجرح العشرات»، لافتا إلى وجود «56 نقطة عسكرية في المنطقة تحاصر الأهالي وتمنعهم من الخروج».

واعتبر الناشط السوري أن «الأسلحة التي يمتلكها عناصر الجيش السوري الحر الموجودون في المنطقة غير قادرة على صد هجوم قوات الأمن التي تنهال بالصواريخ والقذائف على المنطقة»، وأضاف «كنا نشهد في أيام الجمعة خروج ما يزيد على 15 ألف شخص في المظاهرات، أما اليوم فبات العدد يقتصر على 15 شخصا، لأن كل من يخرج مهدد بالقتل المباشر أو بقصف الحي الذي تخرج منه المظاهرة بالكامل».

في هذا الوقت، كشفت منظمة «هيومان رايتس ووتش» عن رصدها مقطعي فيديو التقطهما ناشط سوري يظهران استخدام قوات النظام السوري القنابل العنقودية المحظورة دوليا. وأوضحت المنظمة أنه إذا صحت مقاطع الفيديو التي تم تحميلها يوم 10 يوليو (تموز) الحالي والتي تصور قنابل عنقودية وذخائر عنقودية صغيرة، فإن هذا يعتبر أول استخدام موثق لهذه الأسلحة شديدة الخطورة من قبل القوات المسلحة السورية في حملتها ضد معارضي النظام. وأشارت إلى أنه تم العثور على الذخائر العنقودية الصغيرة وقنبلة عنقودية «سوفياتية الصنع» في جبل شحشبو، وهي منطقة جبلية قريبة من حماه.

وقال ناشط من المنطقة للمنظمة إن المكان الذي تم العثور فيه على بقايا الذخائر العنقودية تعرض لقصف مطول من القوات السورية على مدار الأسبوعين الماضيين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين موالين للنظام السوري وعناصر من الأمن أطلقوا الرصاص على سيارات كانت تسير على طريق جسر الشغور في اللاذقية قرب قرية خان الجوز، مضيفا أن «معلومات وردت عن استشهاد 23 مواطنا».

وكانت العمليات العسكرية قد تركزت يوم أمس في محافظة حماه، حيث تعرضت بلدة التريمسة لحملة قصف عنيف تلتها اشتباكات بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين، ثم عملية اقتحام نفذتها القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن قوات النظام استخدمت الدبابات والطائرات الحوامة، وإن العمليات العسكرية تسببت في مقتل سبعة مدنيين ومقاتل معارض، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى.

وتحدث أبو غازي الحموي لـ«الشرق الأوسط» عن استهداف قوات الأمن لمدرسة التريمسة، حيث «دمروها تدميرا كاملا». وقال «الاشتباكات مستمرة بين الجيشين الحر والنظامي، وتعتمد الكر والفر في ظل نقص حاد في السلاح لدى العناصر المنشقة».

وفي مدينة حمص، استمر مسلسل القصف على الأحياء المحاصرة مترافقا مع اشتباكات عنيفة، لا سيما في محيط حي بابا عمرو. وقال المرصد إن مقاتلين معارضين قتلا خلال اشتباكات في محيط حي بابا عمرو، ومواطنين جراء القصف على حي الخالدية، ومواطنا برصاص قناص في حي كرم الشامي. كما قتل مواطنان في قصف على مدينة القصير في ريف حمص، وامرأتان جراء القصف على قرية غرناطة.

بدورها، تحدثت الهيئة العامة للثورة عن «تهدم وتضرر واحتراق العديد من المنازل وتصاعد أعمدة الدخان في سماء مدينة الرستن، وسط تدهور وترد كبير للحالة الطبية والإغاثية والمعيشية في المدينة نتيجة القصف والحصار المفروض عليها».

في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن الجهات المختصة اشتبكت مع عدد من «الإرهابيين» يستقلون زورقين في بحيرة قطينة بحمص، كانوا ينقلون السلاح والذخيرة إلى «المجموعات الإرهابية» في قرى القصير. ونقلت عن مصدر في محافظة حمص قوله إن الجهات المختصة تعاملت مع الزورقين ودمرتهما بمن فيهما. وفي هذا السياق، قال مصدر سوري إن الجهات المختصة تمكنت من إحباط محاولة تسلل عند معبري نورا والشعرة في ريف تلكلخ، واشتبكت مع «العصابة المسلحة»، مما أسفر عن وقوع خسائر فادحة في صفوف المسلحين.