السويداء تخرج عن صمتها وتدخل على خط الثورة «سلميا»

بشار العيسمي: كنا على يقين بأن التحرك قادم

TT

يبدو واضحا من خلال الأخبار الميدانية الواردة من السويداء أن أبناء المنطقة خرجوا عن صمتهم ودخلوا على خط الثورة من الباب العريض، رغم تأكيد الناشطين فيها أن تحركاتهم لا تزال سلمية، وهم حريصون على المضي فيها على هذا النحو، إلا إذا كثّفت قوات النظام عملياتها العسكرية، بحسب ما قال عضو لجان التنسيق المحلية في السويداء، أبو تيم، لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أنه خلال الأسبوعين الأخيرين شهدت السويداء تحركات ومظاهرات عمت معظم المناطق، بعض منها خرج للمرة الأولى، لا سيما أن وجهاء المنطقة وعددا من الشيوخ يقومون باجتماعات دورية تضم الموالاة والمعارضة، يؤكدون فيها على حرية التظاهرات السلمية ويدعون لعدم التصدي لها أو مواجهتها بإطلاق النار أو الاعتقال.

بدوره، يؤكد بشار العيسمي، عضو المكتب السياسي في «تجمع أحرار سوريا» في جبل العرب، أن السويداء دخلت في الأسبوعين الأخيرين على خط الثورة بشكل واضح. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «التحرّك جاء متأخرا، لكن هذا كان متوقعا، وكنا على يقين بأنه قادم لا محالة، وذلك بعدما سقطت الحسابات الخاصة أمام عنف النظام». ويلفت العيسمي إلى أن أعضاء تجمع الأحرار وكل الشخصيات المعارضة في المنطقة يعملون كي تكون السويداء جزءا من الثورة وشريكا أساسيا مع الشعب وليس طرفا محايدا، مضيفا «نحن سوريون لن نقف إلا مع الشعب بعيدا عن أي مطالب خاصة. همنا الأول والأخير هو الوطن وليس الطائفة». وفي حين لفت العيسمي إلى أن هناك اتصالات مباشرة مع الداخل بشخصيات معارضة وغير مباشرة مع عدد من الشيوخ، أشار إلى أن «هؤلاء هم قلبا وقالبا مع الثورة، لكن كانت لهم حسابات خاصة، بدأت تسقط بعد كل ما يقترفه النظام بحق شعبه». وعن التواصل مع شخصيات درزية في الخارج لا سيما مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، يقول «هناك تواصل مع جنبلاط، لكنه لم يصل إلى مرحلة التنسيق الشامل، لكن في المرحلة المقبلة حيث سيكون المطلوب التعاون مع كل القوى العربية الداعمة للثورة لا بدّ أن يكون التنسيق معه مطلوبا بما يخدم الثورة، لا سيما أن مواقفه الأخيرة المؤيدة للثورة والشعب كان لها الأثر الإيجابي ليس فقط على أهالي السويداء بل على كل المناطق السورية».

وعن الوضع الميداني في السويداء في الفترة الأخيرة، يقول أبو تيم «في البداية لم تكن قوات الأمن تواجه المظاهرات التي تخرج في المدينة خوفا من تنقل التحركات إلى كل المناطق، أما اليوم وبعدما قتل الأسبوع الماضي الشابان معين رضوان وصفوان شقير في انفجار عبوة ناسفة، خرج أهل السويداء في التشييع الذي شارك فيه أهلهما بعدما رفضوا عرض النظام بقبض مليوني ليرة سورية مقابل التوقيع على اعتراف يفيد بأن ولديهما قتلا على أيدي الإرهابيين وسيتم اعتبارهما شهيدين من شهداء الدولة. مع العلم، بأنه أول من أمس كانت السويداء شهدت انتشارا أمنيا كثيفا جدا وغير مسبوق منعا لخروج مظاهرة كان مخطّطا لها في مركز المدينة. وقد تم نشر العديد من نقاط التفتيش عند مداخل القرى والبلدات، كما تمت إقامة حواجز أمنية على كل الطرق المؤدية إلى السويداء بالإضافة إلى حواجز متنقلة أخرى تجوب الشوارع، بعدما أجبروا التجار على إقفال محلاتهم بحجة أن هناك تفجيرا وضعه الإرهابيون». كما نفذت حملة اعتقالات واسعة طالت محمد بركة، وهو عضو في «إعلان ائتلاف دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي»، والمدرّس المتقاعد حرب حرب، والناشط عمرو الزاقوت، والمحامي أسامة الزاقوت، والدكتور كمال سلوم على خلفية إلقائه كلمة خلال تشييع رضوان وشقير، والضابطين الطيارين المتقاعدين حمد الطويل وكمال أبو الحسن، والصحافي سالم ناصيف، ليصل عدد المعتقلين خلال 4 أيام إلى 50 معتقلا بحسب أبو تيم، إضافة إلى قيام قوات الأمن بمحاصرة منازل الناشطين في المنطقة.