الغنوشي يتوقع انتصار الثورة السورية وقيادي بالنهضة لـ «الشرق الأوسط»: لا داعي لغضب أي طرف من حضور حزب الله

السفراء الغربيون انسحبوا خلال إلقاء مشعل كلمته في مؤتمر الحزب

TT

بينما توقع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية انتصارا جديدا للثورة السورية في سجل ثورات الربيع العربي، وقال إن أمر ذاك الانتصار لن يطول، قال نور الدين العرباوي القيادي في حركة النهضة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن وفدا مكونا من أربعة أشخاص ينتمون إلى قيادات وسطى من حزب الله اللبناني، قد حضروا أشغال افتتاح مؤتمر حركة النهضة فحسب وسيغادرون بعد ذلك، ونفى الربط بين دعوة حزب الله للمشاركة في مؤتمر حركة النهضة والوضع في سوريا.

وبخصوص ما راج من أخبار حول غضب معارضين سوريين وانتقادات نقلتها مواقع التواصل في دول عربية وخليجية حول دعوة حزب الله، فقد أشار العرباوي إلى عدم وجود داع للغضب من أي طرف كان، وقال إن تونس قد اتخذت موقفا واضحا من الوضع في سوريا وهي تدعو إلى مواصلة الثورة إلى حد إسقاط نظام بشار. وكان الغنوشي قد هنأ في افتتاح المؤتمر التاسع لحركة النهضة المنعقد بتونس من 12 إلى 15 يوليو (تموز) الجاري، الشعب الليبي بنجاح العملية الانتخابية التي جرت في السابع من الشهر الحالي، وقال بالحرف الواحد «الربيع العربي يحقق المزيد من الانتصارات، نهنئ إخواننا في ليبيا بانتصار انتخاباتهم»، وأضاف «هذا انتصار آخر من انتصارات الربيع العربي وننتظر انتصارا آخر لثورات الربيع العربي في سوريا». وقال في خطاب ألقاه بمناسبة حفل افتتاح مؤتمر حركة النهضة الذي حل خلاله خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ضيفا على تونس منذ يوم الأربعاء، «لن تخمد الثورات حتى نرى فلسطين محررة» وقال إن تونس مرشحة لأن تكون نموذجا ناجحا للثورة وهي تبعث برسائل وحدة إلى العالمين العربي والإسلامي واعتبر أن الثورة التي انطلقت شراراتها من تونس لا تزال جذوتها متقدة باتجاه كل القضايا العربية وخاصة منها القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الأم لكل التونسيين من مختلف الاتجاهات السياسية.

وكان الآلاف من أنصار حركة النهضة قد احتشدوا منذ الصباح الباكر بقصر المعارض بالكرم في الضاحية الشمالية للعاصمة للاحتفال بانعقاد أول مؤتمر علني في تاريخ الحركة، وقد رددوا في أكثر من مناسبة شعار «الشعب يريد تحرير فلسطين» كلما تناول الغنوشي بالذكر القصية الفلسطينية ومن بعده خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي كان يتخذ من العاصمة السورية دمشق مقرا لمكتبه قبل اندلاع الثورة السورية في شهر مارس (آذار) من سنة 2011. وكان سفراء الدول الغربية قد غادروا قاعة الجلسة الافتتاحية قبل إلقاء خالد مشعل لكلمته، وذلك مرتبط بموقف تلك الدول من حركة حماس التي لا تزال الكثير من الدول الأوروبية تصنفها ضمن الحركات الإرهابية. وكان رياض الشعيبي رئيس اللجنة العليا للإعداد لمؤتمر حركة النهضة قد أكد دعوة بقية الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح لمتابعة أشغال المؤتمر إلا أنه نفى تلبية الدعوة إلا من قبل خالد مشعل وعباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. وكان الشعيبي قد أكد أن دعوات قد وجهت لقادة سياسيين من الخليج العربي، إلا أن الحضور لن يكون على مستوى عال خاصة من دولة قطر.

من ناحية أخرى، قال الغنوشي «أريد أن أطمئن التونسيين إلى أن البلد في أيد أمينة، وأن تونس مرشحة لأن تكون نموذجا للتنمية بعد أن كانت نموذجا للثورة». وأضاف في افتتاح المؤتمر التاسع لحركة النهضة التونسية الذي انطلق أمس بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، «يمكن أن تعيش في تونس كل التيارات»، واعتبر الصعوبات الظرفية المسجلة على المستوى الوطني بأنها طبيعية في بلد ثورة.

وقال الغنوشي إن حركة النهضة دعم حقيقي للثورة التونسية ولبقية الثورات العربية ممن بينها الثورة الليبية المجاورة التي هنأ انتصارها في الانتخابات الأخيرة. وانتقد تقسيم أبناء الحركة ومناضليها إلى قادة الداخل وقادة الخارج وقال إن المؤتمر موحد للحركة ويعمل من أجل وحدة الشعب التونسي وإن الذين هاجروا من ديارهم لم يذهبوا هناك لمجرد السياحة بل هم كذلك كانوا محاصرين ولهم ضحايا وشهداء. وطرح الغنوشي في كلمته على التونسيين الدعوة إلى المصالحة الوطنية من جديد ولكن على أساس متين من المحاسبة ورد الحقوق لكل التونسيين على حد ما جاء في كلامه. ودعا حمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية الحالية في كلمته إلى الوقوف صفا واحدا أمام الثورة المضادة على حد تعبيره، وقال إن حركة النهضة قد أثبتت طبيعتها المدنية وهي ساعية إلى المحافظة على مكاسب المجتمع التونسي والدفاع عن هويته، وقال إن مشروعها يدخل ضمن خانة الاجتهاد وهي جزء لا يتجزأ من التيار الإصلاحي في تونس. وبشأن القضايا والملفات الاجتماعية والاقتصادية المطروحة على الحكومة، قال الجبالي إن الإنجازات ستكون في حدود الإمكانات وإن القفزة الاقتصادية لا يمكن عمليا تحقيقها في غضون سنة أو سنتين.

أما مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي (البرلمان) فقد أشار إلى تجذر تونس في هويتها وعروبتها وإسلامها المستنير، ودعا الائتلاف الثلاثي إلى المحافظة على دولة الوفاق على حد قوله من أجل صياغة دستور جديد وقال إن تونس ستفي بكل التزاماتها تجاه التونسيين.

ومن المنتظر أن يتواصل المؤتمر إلى غاية يوم الأحد القادم ويناقش المؤتمر اليوم التقريرين المالي والأدبي، أما خلال يوم غد السبت فقد يقع عرض ست لوائح على نواب المؤتمر من بينها اللائحة المجتمعية واللائحة السياسية وهما أهم اللوائح التي من الممكن أن تشهد جدلا بين نواب مؤتمر حركة النهضة. وسيتم خلال اليوم الأخير من المؤتمر أي يوم الأحد انتخاب القيادات الجديدة للحركة إلى جانب النظر في القانون الأساسي الجديد لحركة النهضة وبقية المؤسسات الانتخابية.