رجل الأعمال فراس طلاس: 45 ضابطا من عائلتي انشقوا عن النظام.. ووالدي «حزين وصامت»

نجل العماد مصطفى طلاس لـ«الشرق الأوسط»: أدعم كتيبة الفاروق إغاثيا.. وتربطنا قرابة بقائدها

فراس
TT

كشف الابن الأكبر لوزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس أنه على علاقة وتواصل دائم مع قائد كتيبة الفاروق في الجيش السوري الحر عبد الرزاق طلاس، مؤكدا أن صلة قربى تربطه بالعائلة وأن صحة عبد الرزاق بخير ولا صحة للشائعات التي تتحدث عن استشهاده، لافتا إلى أنه يقدم مساعدات إغاثية إنسانية للكتيبة ولا علاقة لها بالسلاح، رافضا الحديث عن أي تفاصيل تتعلق بانشقاق أخيه العميد مناف طلاس، مكتفيا بالقول: «أنتظر أن ينقشع الغبار خلال أيام، والأيام لا تعني يوما أو يومين».

وقال رجل الأعمال السوري المعروف فراس طلاس لـ«الشرق الأوسط» إنه يدعم الحراك الثوري في سوريا ويعتبره حقا مشروعا، مشيرا إلى أنه «مع الناس ولست مع الفوضى، وأتمنى الوصول إلى بر الأمان، فنحن نعيش الآن حالة من الفوضى سواء من النظام أو من المعارضة، ونحتاج إلى تيار قوي لوضع سوريا على السكة الصحيحة ونقلها إلى بر الأمان».

ولفت طلاس في حديث عبر الهاتف من باريس إلى أن الحراك الثوري على الأرض لديه حلول، ويمكن أن يبرمج حلولا أكثر ممن يظهرون على الفضائيات، وأضاف: «أنا أعول على هؤلاء».

إلى ذلك كشف طلاس الذي يمتلك مجموعة «ماس» الاقتصادية في سوريا أنه على تواصل مع عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق، قائلا: «أنا على تواصل مع عبد الرزاق منذ شهر ونصف، وأنا أحبه، فهو ابن عمتي»، لافتا إلى أنه يدعم بعض كتائب الجيش الحر بالإغاثة ولا يقدم الدعم بالسلاح»، معتبرا أن دعم كتائب الثورة بالسلاح يحتاج إلى دول وترتيبات كثيرة، «وأنا لست قادرا على ذلك».

ومن المعروف أن فراس طلاس هو الابن البكر لوزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس، وهو رجل أعمال معروف في سوريا ويمتلك عدة نشاطات اقتصادية وعلى رأسها مجموعة «ماس» الاقتصادية.

ويميل طلاس إلى ضرورة الوصول إلى عصيان مدني تشارك فيه كل سوريا، لافتا إلى أن الوضع الإقليمي شديد التعقيد والتداخل في ما يتعلق بسوريا، لافتا إلى أن المعادلة الموجودة على الأرض في سوريا لا تأتي بحكم قوة النظام ولكن بحكم «الصراع الإقليمي التي تدخل فيه دول كثيرة بحثا عن مناطق النفوذ والتأثير في سوريا، إنها لعبة شطرنج.. المجتمع الدولي يريد سوريا دولة فاشلة».

إلى ذلك، أكد طلاس أنه على اطلاع على طبيعة الدعم الذي يصل إلى ثوار سوريا، وتحديدا الجيش الحر، لافتا إلى أن كل الدعم الذي يصل الكتائب هو «دعم مشروط»، معتبرا أن الخوف من هذا الدعم المشروط لن يظهر الآن وإنما يظهر بعد سقوط النظام، «فكل دعم مشروط سيكون مرتبطا بإملاءات وأجندات سياسية في المستقبل».

وحول ما ينتظر الرئيس السوري بشار الأسد يرى طلاس أن بشار الأسد لا يزال جزءا من الحل على الرغم من أنه الجزء الأكبر من الأزمة، معتبرا أن الحل الأنسب لسوريا هو أن يقوم بشار الأسد بتسليم السلطة لمجلس مشترك، «سلطة ونظام وتكنوقراط يقوم بتسليم السلطة كاملة... وهو ما يمكن أن نسميه خليطا مكونا من الحلين المصري واليمني».

أما الحل الممكن في رأي فراس طلاس فهو «بروز تيار داخلي قوي يجمع جزءا مهما من الفصائل والحراك الثوري ويمتلك برنامجا سياسيا قويا وواضحا لإدارة المرحلة ويفرض نفسه ويمكنه التفاوض مع النظام.. معتبرا أن عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق كثائر يمكن أن يكون ممثلا عن الثوار».

ويؤكد فراس طلاس أن والده العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع الأسبق دائم الصمت والحزن على الوضع الحالي، فهو بلغ من العمر 80 عاما ويقيم في باريس حاليا.

ويكشف فراس أنه لم يصفِّ جميع أعماله في سوريا، لافتا إلى أن النظام لم يستهدف إلا شيئا معينا من نشاطه الاقتصادي بعد أن أحس بموقفه، مؤكدا أن جزءا آخر من أملاكه لم يتعرض لها النظام، أما الأسباب فـ«ليس كل ما يعرف يقال، فأنا من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي متابع، ومنذ بداية الشهر الخامس مطلوب للأمن، لكني كنت خارج سوريا».

وكان طلاس قال ليل أول من أمس في حوار مفتوح مع مجموعة «حوار شباب سوريا» على «فيس بوك» أكد خلاله أن رؤيته للمرحلة الانتقالية هي «حكومة من تشكيل معين (قد يكون مناف أحد أعضائها) ولكن السلطة في هذه الحكومة هي لها مجتمعة، أي لا رئيس لها.. والقرارات بالتصويت وتكون مهمتها حراسة المرحلة الانتقالية للوصول إلى جمعية وطنية تأسيسية منتخبة بإشراف دولي».

ويصر فراس طلاس على أنه لن يتحدث باسم أحد ولا يرغب في الإجابة عن أسئلة تتعلق بخطط أخيه مناف: «أنا قلت إني سأتحدث عن نفسي ولا أسوق أحدا، وأيا كان ما يأتي به الصندوق أقبل به، وهذا البلد يستحق الأفضل وليس إعادة إنتاج سلطة»، مضيفا: «إن أتى مناف بالانتخاب بإشراف دولي فهذا حقه، وإن أتى رجل دين أو عسكري سابق أو اقتصادي أو حتى هناك سوري واحد اعتنق البوذية وأتى به الصندوق، أقبل به».

من جهته اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض أمس أن انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الشيخ فارس هو «مؤشر إضافي على يأس» نظام الرئيس بشار الأسد. وقال جاي كارني إن هذا الانشقاق يثبت أن «محيط الأسد بدأ يراجع فرصه في البقاء في السلطة».

من جهة أخرى قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إن العميد مناف طلاس الصديق والحليف السابق للرئيس السوري بشار الأسد الذي فر من دمشق الأسبوع الماضي يجري اتصالات مع مقاتلي المعارضة السورية.

وقال فابيوس للصحافيين في باريس «أعلم أنه يجري اتصال بين المعارضة وهذا العميد.. جرى اتصال».

وتردد حين فر طلاس من سوريا أنه في طريقه لباريس لينضم إلى أسرته إذ إن والده العماد مصطفى طلاس الذي كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد يعيش في العاصمة الفرنسية وكذلك شقيقته وهي أرملة تاجر سعودي ثري. لكن فابيوس قال إنه لا يمكنه أن يؤكد ما أن كان العميد مناف طلاس في فرنسا.